الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتفاق «النووي» الإيراني: ردود فعل متباينة

الاتفاق «النووي» الإيراني: ردود فعل متباينة
24 نوفمبر 2013 23:08
أعلنت إيران والقوى الست المتفاوضة معها، في وقت مبكر من يوم أمس الأحد، التوصل إلى اتفاق مؤقت يسمح للمرة الأولى بتقليص أجزاء من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف قسط من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وقد سارع أوباما في أول تعليق له على الاتفاق إلى الترحيب بالصفقة باعتبارها خطوة أولى نحو اتفاق شامل يضمن أن يكون البرنامج النووي الإيراني موجهاً بالفعل لأغراض سلمية، قائلا في مؤتمر صحفي عُقد على عجل صبيحة الأحد بالبيت الأبيض: «للمرة الأولى منذ أكثر من عقد تمكنّا من وقف تقدم البرنامج النووي الإيراني، كما أن أجزاءَ مهمة من البرنامج سيتم حذفها». وبموجب الاتفاق الذي وقعت عليه إيران والبلدان المفاوضة، وحسب ما نقله المسؤولون، قدّمت طهران مجموعة من التنازلات منها: الموافقة على الحد من تخصيب اليورانيوم وتدمير جزء من مخزونها منها، بحيث لن تخصب إيران اليورانيوم فوق نسبة 5 في المئة، وستفكك المعدات التي تسمح بتخصيبه أكثر من ذلك. وتعهدت إيران أيضاً بعدم زيادة في مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة 3.5 في المئة خلال الأشهر الستة التي يغطيها الاتفاق المؤقت، هذا فضلا عن تدمير مخزونها المخصب لدرجة 20 في المئة. وعن هذه التنازلات قال أوباما: «إنها قيود جوهرية ستمنع إيران من بناء سلاح نووي، وببساطة يقطع الاتفاق الطريق على إيران نحو القنبلة». وفي المقابل تعهد الغرب بعدم فرض عقوبات جديدة على إيران، كما سيعمل على تخفيف العقوبات التي شلت على نحو كبير الاقتصاد الإيراني في السنوات الأخيرة. ومن الخطوات الأخرى التي سيقوم بها الغرب تعليق العقوبات التي تطال التعاملات الإيرانية بالذهب والمعادن النفيسة، وإبطال الحصار المفروض على قطع غيار السيارات والصناعة البتروكيماوية... وهي خطوات ستوفر لإيران ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار من المداخيل خلال الأشهر الستة القادمة. وسيقوم الغرب أيضاً بتحويل نحو 4.2 مليار دولار من مداخيل بيع النفط على امتداد الفترة التي يغطيها الاتفاق المؤقت. وجاء الاتفاق بعد جولة من المفاوضات الماراثونية التي أنهت سلسلة من الجولات السابقة المتعثرة، ومن المتوقع أن يُستقبل الاتفاق بنوع من التشكك من قبل حلفاء أساسيين للولايات المتحدة، لاسيما إسرائيل، ناهيك عن أعضاء في الكونجرس الأميركي. ومن بين المنتقدين برز صوت «آري فليشر»، المتحدث السابق باسم بوش الابن الذي سارع، حتى دون الاطلاع على تفاصيل الاتفاق، باتهام إدارة أوباما ببيع حلفائها، حيث قال في تغريدة على حسابه بموقع التويتر: «لا تستطيع ذكر اسم أوباما دون أن يعني ذلك التخلي وإدارة الظهر للحلفاء». وفي نفس السياق كان لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، «إيد رويس» (من كاليفورنيا)، تقييم مختلف للاتفاق حيث قال: «بدلا من وضع حد لبرنامج إيران النووي، ستحتفظ طهران بأجزاء أساسية من قدرتها النووية، بل نحن من فككنا قدرتنا على فرض العقوبات وممارسة الضغط». لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني كان واضحاً منذ أن اعتلى سدة الرئاسة في شهر يونيو الماضي، فقد بنا حملته الانتخابية على تحسين علاقة بلاده مع الغرب وتخفيف العقوبات التي تخنق الاقتصاد وتفاقم معاناة الإيرانيين. أما أوباما فأبدى تقييماً إيجابياً للاتفاق في خطابه المقتضب صبيحة الأحد، قائلا: «إذا استغلت إيران هذه الفرصة، سيستفيد الإيرانيون من عودتهم إلى حظيرة المجتمع الدولي، وحينها نستطيع التقليل تدريجياً من أجواء عدم الثقة السائدة بين بلدينا»، لكنه تعهد بأن الولايات المتحدة لن تقبل بأي شيء يسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية، وإن كان قد حذر في الوقت نفسه الكونجرس من فرض عقوبات جديدة على إيران، مشدداً أن أي عقوبات من شأنها عرقلة الطريق أمام توقيع اتفاق شامل، قائلا: «في الوقت الذي نمضي فيه قدماً سيظل عزمنا راسخاً وسيبقى التزام الولايات المتحدة مستمراً تجاه أصدقائنا، لاسيما إسرائيل وشركاءنا في الخليج، الذين يملكون أسباباً حقيقية تدفعهم لإبداء الشك في النوايا الإيرانية». ولم تقتصر التعليقات على المسؤولين الرسميين، بل امتد تقييم الاتفاق النووي مع إيران إلى الخبراء من أمثال «جوزيف سيرينسون»، رئيس إحدى منظمات مراقبة الأسلحة، الذي اعتبر الاتفاق «تاريخياً»، لأنه الأول من نوعه الذي يجمع بين الولايات المتحدة وإيران منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على خلفية أزمة الرهائن عام 1979، موضحاً ذلك بقوله: «جميع الرؤساء الأميركيين، بدءاً من كارتر، حاولوا عقد صفقة مع إيران، ويبدو أن أوباما أول رئيس نجح في ذلك». ويأتي الاتفاق أيضاً ليصب في مصلحة وزير الخارجية، جون كيري، لجهة تلميع صورته بعد الانتقادات التي تعرض لها في الآونة الأخيرة واتهامه بإضعاف الدبلوماسية الأميركية بسبب خلافاته العلنية مع أقطاب آخرين في الإدارة وعلى رأسهم مستشارة الأمن القومي سوزان رايس. فالآن يستطيع كيري التفاخر بأنه تمكن في سنته الأولى من التوسط لعقد اتفاق مع سوريا يزيل أسلحتها الكيماوية، والتفاهم مع إيران لخفض قدراتها النووية. وبصرف النظر عن التحفظات الإسرائيلية التي عبّر عنها رئيس وزرائها في أكثر من مناسبة وتحذيراته المتكررة من استمرار إيران في عملية التخصيب، يمثل الاتفاق حسب العديد من الخبراء إنجازاً دبلوماسياً حقيقياً يعيد بعض الدفء إلى العلاقات الإيرانية الأميركية المضطربة، وهو دفء انطلق مع حملة روحاني خلال زيارته لنيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، والتي أعقبتها مكالمة هاتفية من أوباما كانت أول اتصال رفيع المستوى يتم بين طهران وواشنطن. ‎جون زاركوستاس، وجونتان لاندي، وأنيتا كومار جنيف ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©