الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فن أبوظبي».. أربعة أيام من التذوق الإبداعي في حضرة الفنون البصرية

«فن أبوظبي».. أربعة أيام من التذوق الإبداعي في حضرة الفنون البصرية
25 نوفمبر 2013 10:33
أسدل «فن أبوظبي» مساء أمس الأول «السبت» الستار على فعاليات دورته الخامسة، التي أقيمت في الفترة من 20 ولغاية 23 نوفمبر الجاري، في جناح الإمارات في منارة السعديات، وسط حشد كبير متنوع ضم مختلف الأجيال من أبناء الإمارات والمقيمين، والضيوف العرب والأجانب من محبي الإمارات. أربعة أيام سمان من المتعة الناجمة عن مشاهدة مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، من مختلف المدارس والخامات والاتجاهات (رسم ونحت وأشغال يدوية على الخشب والمعدن)، إضافة إلى البرنامج الثقافي الذي واكب الأعمال الفنية في جلسات الحوار، وتوقيع الكتب، وتنظيم ورش العمل للأطفال والهواة في مختلف الفنون. وفي اليوم الأخير، شهد مسرح المنارة بين الثالثة والرابعة بعد الظهر جلسة حوار مهمة مع اثنين من الفنانين الرواد: حسن شريف من الإمارات، وهاينز ماك من ألمانيا، وقد دار الحوار فيها حول مجموعة الأعمال المتميزة، التي أنجزها هذان المبدعان الرائدان، إضافة إلى بعض ملامح الالتقاء بينهما، والتي يظهر فيها دور الصحراء وإيحاءاتها الغنية كطبيعة مشتركة ومسرح مفتوح لإبداع مختلف تجاربهما الفنية. وفي ختام الجلسة أشار الفنان حسن شريف إلى المصاعب التي واجهها كأي فنان يشق طريقه الصعب لأول مرة، قائلاً: «عشت وضعاً صعباً في تلقي أسئلة الجمهور وفهم المعاني والرسائل، التي كان فنانون آخرون يوجهونها لي بأعمالهم، لكن هذا الأمر يتعلق بعقل الإنسان وقدرته على أن يوجد أسئلة للآخرين». وعن العروض الأدائية في بداية الثمانينيات قال: «في تلك الحقبة كانت العروض مهمة وكان علي أن أقوم بالتجارب، وفهم الناس لم يكن يشغلني، قلت لابد أن يكون جمهوري مثقفاً ومتعلماً، وخلال سنوات قليلة تم بناء الكثير من المدارس والجامعات، وكان طلابها يطرحون الأسئلة عليّ، وهذا هو المهم بالنسبة لي. أعتقد أن الفنان لا يمكن أن يقدم نصائح، وأنا مازلت أبحث عن إنسان يقدم النصح لي». وتطرق شريف إلى موضوع الصحراء ومكانتها في فنه، موضحاً: «نحن لسنا بعيدين عن الصحراء، وهي بلدنا وبيتنا ومجال عملنا، وها هي السعديات تضم كل هذا الفن والجمال». واستكمالاً لفكرة شريف، عبر الفنان الألماني هاينز عن رؤيته لموضوع الصحراء، المساحة الفنية المشتركة بينهما: «يسعدني أن ألتقي مع شريف في هذه الرؤيا الفنية المشتركة حول الصحراء، وأنا مستعد وأتمنى أن أعمل وأقدم أعمالاً جديدة في أبوظبي، ما دمت قادراً على العمل والتجديد». أدرا الحوار في هذه الندوة: ريم فضة وفاليري هيلنجز وميساء القاسمي، بحضور عدد من المختصين، والمتذوقين للفن والمهتمين بروائعه الجميلة. حفلات توقيع وفي صالة العرض 1 في جناح «تعابير إماراتية» جرى إطلاق كتابين، الأول يضم أعمال ستة من الفنانين الإماراتيين، الذين تم تكليفهم لمعرض «تعابير إماراتية: رؤية تتحقق»، وهم: ابتسام عبدالعزيز، عبدالله السعدي، ليلى جمعة، محمد أحمد إبراهيم، محمد كاظم، محمد المزروعي. في مستهل اللقاء قدمت ريم فضة لمحة عن كل من الفنانين الستة، بحضور ميساء القاسمي مديرة البرامج في إدارة المتاحف بهيئة السياحة، وقد حظي كل واحد من الحضور بنسخة هدية تحمل توقيع أحد هؤلاء الفنانين. والكتاب الثاني هو دراسة عن أعمال الفنان محمد كاظم وتجربته الإبداعية، وقد قدم الفنان كاظم نسخة من كتابه إلى كل واحد من الحضور مزينة بتوقيعه. صدر الكتاب الأول بعنوان: «تعابير إماراتية: رؤية تتحقق»: عن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، تتصدره كلمة شكر، جاء فيها: «ما كان بالإمكان تنظيم معرض «تعابير إماراتية: رؤية تتحقق» لولا دعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، وسعادة مبارك حمد المهيري. ويضم الكتاب لمحة عن كل فنان ونماذج من لوحاته. كما يتضمن الكتاب «كلمة أولى» بقلم سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس الإدارة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، و»تمهيد» بقلم مبارك حمد المهيري، المدير العام في الهيئة، و»مقدمة» بقلم ريتا عون- عبدو، المدير التنفيذي لقطاع الثقافي في الهيئة، ومقالة عن الفنانين بقلم ريم فضة بعنوان «ست رؤى يكشف عنها المعرض»، ومقالة أخرى للدكتور عبد الكريم السيد بعنوان: «وقفات مضيئة: في الحركة التشكيلية الإماراتية المعاصرة». أما الكتاب الثاني فهو عن أعمال الفنان محمد كاظم وتجربته التشكيلية ويضم عدداً كبيراً من لوحاته، وقد تمت طباعته باللغة الإنجليزية، بدعم من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي استهلت الكتاب بكلمة منها، كما كتب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة عبر في مستهلها عن سروره الكبير بمشاركة الإمارات في بينالي البندقية للمرة الثالثة. وجاءت في مقدمة الكتاب كلمة الدكتورة لميس حمدان المشرفة على الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي «البندقية». غذاء فكري وفي بهو المعرض، كان الجمهور على موعد مع نخبة من أهم الكتب العالمية في حقل الثقافة الأدبية والفنية والعلمية التي حظيت باهتمام المنظمين تعرضها مكتبة «تاشن» ومن هنا جاءت مشاركة واحدة من أهم المكتبات في الغرب في معرض «فن أبوظبي» لافتة وتستحق التوقف، فهي المرة الأولى التي تزور فيها هذه المكتبة منطقة الشرق الأوسط، ناهيك عما تعرضه من كلاسيكيات الكتب أو أمهاتها في مجال الفنون. علاوة على كونها ضمت في جناحيها أهم المخطوطات في العالم. وفي محاولة لمعرفة طبيعة نشاط المكتبة وسرّ هذا النجاح الذي رافق مسيرتها، سألنا وجدان المشرفة على المبيعات في المكتبة عن المخطوطات التي لقيت إقبالاً كبيراً من الرواد، فأجابت: «توجد هذه المكتبة في ألمانيا، وعمرها خمسون سنة. لدينا 150 عنواناً، وهذه هي المرة الأولى التي نحضر فيها إلى الشرق الأوسط من خلال هذه الفرصة الجميلة التي أتاحها لنا «فن أبوظبي». وأضافت: «شهدنا في المعرض إقبالاً كبيراً على اقتناء الكتب، التي تتوزع على حقول معرفية متنوعة: العلوم، التشكيل، فن العمارة، الحفر، الأزياء، تصميم الشعارات، والموسيقى». ولما وقع بصرنا على حجر موجود في الجناح سألنا عنه، فأكدت أنه «حجر من القمر، وأن الكتاب الذي بجانبه يشرح تفاصيل الرحلة إلى الفضاء وكيفية جلب هذا الحجر». وتابعت: «في الرياضة تضم المكتبة جزءاً مخصصاً للملاكم محمد علي كلاي مع أربع صور له تحمل توقيعه». ولفتت وجدان إلى أن الكتب الموجودة هي «نسخ محدودة، لذلك تنفد بسرعة، حيث يقتنيها كبار المختصين والشخصيات الهامة»،وضربت مثالاً على ذلك بكتاب (Gsnssis) الذي نفد منذ اليوم الأول، وكان هناك طلب على شرائه، وكتاب (HADLD ). كانت الدكتورة فراوكه هارد بي في جناح المكتبة تتصفح بعض المخطوطات النادرة، فسألناها عن رأيها في معرض «فن أبوظبي»، فقالت: «عظيم وجميل يؤسس لمستقبل ثقافي وفني هام لأبوظبي. كما أنه أمر جيد على مستوى الخليج بشكل عام. أعتقد أن وجود مكتبة عالمية كهذه تعرض هذه المخطوطات أمر بالغ الأهمية. هنا كنوز علمية وفنية ينبغي قراءتها واقتناؤها». وتابعت: «لا شك في أن «فن أبوظبي» يعتبر واحداً من المعالم الثقافية المهمة في العاصمة، لا ينشر فقط عبير الإبداع، بل ينشر أيضاً معرفة فنية متخصصة في غير مجال من مجالات الفن التشكيلي بشكل عام وفنون الإبداع الأخرى بشكل خاص». ومع الفنان الفرنسي «ميشيل بزييه» تقترب الجولة من نهايتها، لكن لا بد من التنويه بلوحة هذا الفنان التي خصصها لرسم علم الإمارات، وعرضت في «فن أبوظبي» ضمن جاليري آرت هاب، وفي الصورة يظهر الفنان إلى جانب أحمد اليافعي صاحب آرت هاب أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©