الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد بن حنبل تعرض للسجن بسبب «خلق القرآن»

16 نوفمبر 2012
أحمد مراد (القاهرة) - أحمد بن حنبل صاحب مذهب مستقل، تفوق على علماء عصره في حفظ السنة وجمع شتاتها حتى أصبح إمام المحدثين في عصره، ويشهد له في ذلك كتابه “المسند” الذي حوى أربعين ألف حديث. يقول د. حامد أبوطالب، الاستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية: هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، ولد ببغداد سنة 164 هـ، وهو ينتمي إلى بني شيبان وكان أبوه محمد قائداً، ومن قبل كان جندياً، وكانت أمه كذلك شيبانية، واسمها صفية بنت ميمونة بنت عبدالملك الشيباني، وكان جدها عبدالملك من وجوه بني شيبان، ينزل عليه العرب فيضيفهم، وعندما مات والده وهو صغير تعهدته أمه، ووجهته إلى دراسة العلوم الدينية فحفظ القرآن وتعلم اللغة، وفي الخامسة عشرة من عمره بدأ دراسة الحديث وحفظه، وفي العشرين من عمره بدأ رحلات طلب العلم فذهب إلى الكوفة ومكة والمدينة والشام واليمن، ثم رجع إلى بغداد، وفي هذه الرحلات التقى بعدد كبير من أئمة عصره، وأخذ عنهم العلم مثل أبو النعمان عارم وأبو عمر الحوضي وعلي بن هاشم، ومن شيوخه في الحديث عبد المؤمن العبسي وعبدالرحمن بن مهدي، وأبو بكر بن عياش. صحة الحديث ومن أبرز الشخصيات التي التقى بها ابن حنبل أثناء رحلاته الإمام الشافعي، وقد أخذ عنه واستفاد منه كثيراً، وكان الشافعي يجلّه ويقدره، ولما قدم الشافعي بغداد عام 195 هـ التقى ابن حنبل، وكان الشافعي يعول عليه في معرفة صحة الحديث أحياناً، ورشحه الشافعي عند الرشيد لقضاء اليمن فرفض ابن حنبل، وقال له: “جئت إليك لأقتبس منك العلم، فـتأمرني أن أدخل لهم في القضاء”، ورشحه الشافعي مرة ثانية لقضاء اليمن عند الأمين العباسي فرفض أيضاً. وقال بشأنه الإمام الشافعي: “خرجت من بغداد وما خلفت فيها أفقه ولا أورع ولا أزهد ولا أعلم ولا أحفظ من ابن حنبل”. وبنى الإمام أحمد بن حنبل مذهبه على أصول هي كتاب الله أولا ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانياً، ثم فتوى الصحابة المختلف فيها، ثم القياس وهو آخر المراتب عنده، وكان أحمد يعترف بالإجماع إذا ما تحقق، ولكنه كان يستبعد تحققه ووجوده، بجانب هذا كان أحمد يعمل بالاستصحاب والمصالح المرسلة وسد الذرائع، متبعاً في ذلك سلف الأمة. صبور وثابت الرأي ويقول: وكان ابن حنبل قوي العزيمة، صبوراً، ثابت الرأي، قوي الحجة، جريئاً في التحدث عن الخلفاء، ما كان سبباً في محنته المشهورة، وهي أنه في عهد خلافة المأمون العباسي أثيرت في سنة 212 هـ مسألة القول بخلق القرآن، وهي أن القرآن مخلوق وليس كلام الله، وكان الذي لا يعترف بهذه المسألة من العلماء والفقهاء عقابه الحرمان من وظائف الدولة مع العقاب بالضرب والسجن، وكان ابن حنبل على خلاف ما يقولون ولم يعترف بقولهم ولم يركن إلى ما قاله المأمون، فكان نتيجة ذلك أن طبق عليه العقاب ومنع من التدريس وعذب وسجن في سنة 218 هـ على يد إسحاق بن إبراهيم الخزاعي نائب المأمون، ثم سيق مكبلاً بالحديد، حيث يقيم المأمون خارج بغداد، غير أن الخليفة المأمون توفي قبل وصول أحمد بن حنبل وتولى الخلافة بعد المأمون أخوه المعتصم فسار على طريقة المأمون في هذه المسألة، فسجن أحمد وأمر بضربه بالسياط مرات عدة حتى كان يغمى عليه في كل مرة من شدة الضرب، واستمر في ضرب أحمد وتعذيبه نحو ثمانية وعشرين شهراً ولما لم يغير أحمد رأيه ولم يرجع عن عقيدته ومذهبه، أطلق سراحه وعاد إلى التدريس، ثم توفي المعتصم سنة 227 هـ وتولى بعده الواثق بالله فأعاد المحنة لأحمد ومنعه من مخالطة الناس ومنعه من التدريس أكثر من خمس سنوات حتى توفي الواثق سنة 232هـ وتولى الخلافة بعده المتوكل فأبطل بدعة خلق القرآن سنة 232 هـ وكرم أحمد وبسط له يد العون وظل أحمد على منهاجه ثابتاً على رأيه. وفاته وكان ابن حنبل يتحرج من الفتوى حتى تمكن من علمه، ووثق من اطلاعه، واجتمعت لديه ثروة كبيرة من نصوص السنة، وأقوال الصحاب، ولم يجلس للفتوى إلا بعد أن بلغ سن الأربعين، وذلك عام 204، ولما اشتهر بالعلم، وتمكن منه، وعرف فضله فيه، أخذ عنه الناس الحديث، وتتلمذوا عليه، وقد روى عنه الحديث الكثير من العلماء مثل: عبدالرزاق بن همام الصنعاني، وإسماعيل ابن علية، ووكيع بن الجراح، وعبدالرحمن بن مهدي، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومعروف الكرخي، وعلي أبن المديني. وتوفي الإمام أحمد بن حنبل ببغداد سنة 241 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©