الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى ..

فتاوى ..
16 نوفمبر 2012
طباعة المصحف ? هل التبرع بطباعة المصحف الشريف تندرج تحت: “أو علم ينتفع به” كما في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، وكيف يمكن أن أتبرع بصدقة جارية، بحيث تكون في مجال العلم، فأنا لست بكاتبة أو عالمة أو حتى معلمة؟ ?? الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. طباعة المصاحف داخلة في معنى الحديث المذكور، وهي من الأعمال التي ينتفع الإنسان بثوابها حيا وميتا، ففي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته”. وإذا كانت المصاحف متوافرة فمن الأفضل توجيه الصدقة إلى مجالات أخرى ككفالة الأيتام فهم كثيرون، وكسقي الماء مثلاً خاصة في الأماكن أو البلدان التي تعاني شح المياه، فإنها أعظم وأفضل، ففي سنن أبي داود عن سعد بن عبادة رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله، إن أم سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟، قال: “الماء”، قال: فحفر بئراً، وقال: هذه لأم سعد. وروى ابن ماجة: “عن عائشة، أنها قالت: يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: “الماء، والملح، والنار”، قالت: قلت: يا رسول الله هذا الماء قد عرفناه، فما بال الملح والنار؟ قال: “من أعطى ناراً، فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النار، ومن أعطى ملحاً، فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح، ومن سقى مسلماً شربة من ماء، حيث يوجد الماء، فكأنما أعتق رقبة، ومن سقى مسلما شربة من ماء، حيث لا يوجد الماء، فكأنما أحياها”. والله تعالى أعلم. مساعدة الفقراء ? أيهما أفضل الذهاب للعمرة أم التبرع بتكاليف العمرة للفقراء؟ علما بأني قد اعتمرت من قبل. ?? نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وفي حالة وجود المجاعات والفقر الشديد، فإن الصدقة أفضل من تكرار العمرة. وقد يصل الأمر إلى تقديم الصدقة على أداء الحج المفروض عند وجود المجاعة، قال العلامة الحطاب رحمه الله في مواهب الجليل: “سئل مالك... أيهما أحب إليك... الحج والصدقة قال الحج إلا أن تكون سنة مجاعة”. ومن كانت لديه سعة من مال، فالأفضل أن يجمع بين ما استطاع من أوجه الخير، والله تعالى أعلم. ترك صلاة الجمعة ? ما حكم الدين في المسلم الذي لا يصلي الجمعة؟ ?? نسأل الله العلي القدير أن يجعلك من المحافظين على الصلاة، وترك صلاة الجمعة من غير عذر شرعي سبب للبعد عن الخير ودوام الغفلة، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله قال: “لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين”. وفي سنن أبي داود عن أبي الجعد الضمري، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من ترك ثلاث جمع تهاونا بها، طبع الله على قلبه”. وفي رواية في الموطأ: “من ترك الجمعة ثلاث مرات، من غير عذر ولا علة، طبع الله على قلبه”. وقال العلامة الباجي رحمه الله في المنتقى شرح الموطأ: “هذا الحديث يدل على وجوب إتيان الجمعة مع ما تقدم ذكرنا له من قوله تعالى: “إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله” (الجمعة: 9)، وأما معنى اعتبار العدد في الحديث والله أعلم فانتظار للفيئة وإمهال منه تعالى عبده للتوبة ومعنى الطبع على القلب أن يجعل بمنزلة المختوم عليه لا يصل إليه شيء من الخير”. تقييم المسؤول لتقصير الموظف ? أنا مسؤولة عن موظفات وإحدى هذه الموظفات لا تلتزم بشروط العمل ولا تنجز عملها بالشكل الصحيح، وقد طلب منا من قبل الإدارة إنهاء خدماتها، فهل هذا الشيء يعتبر ضمن قطع الرزق؟ ?? من المعلوم أن من مبادئ العدل الوظيفي مبدأ المكافأة والعقوبة، فالمكافأة لمن أتقن العمل، والعقوبة لمن قصر فيه، ويشهد لهذا المبدأ قول الله تعالى “إن الله يأمر بالعدل والإحسان” (النحل الآية 90)، وقوله تعالى “وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى” (النجم 39-41). وبناء على هذا - أختي السائلة - عليك أن تؤدي عملك على الوجه الأكمل دون ظلم لأحد، ولا تقصير في العمل، فالممنوع إنما هو ظلم الموظف بعدم إنصافه، أو إعداد التقارير المزورة عليه، أو أي نوع من أنواع تضييع حقه. أما إعداد التقارير الصحيحة التي تبين مدى عمل كل موظف، ومدى تقصيره أو إتقانه في العمل، فهذا من العدل الذي أمر الله سبحانه وتعالى به، حتى ولو ترتب عليه إنهاء خدمة الموظف، بل من الظلم سكوت المسؤول على تقصير الموظف التابع له بعد علمه بذلك، فهذا ظلم للمؤسسة التي ائتمنت هذا المسؤول على تقييم أداء موظفيها، وكذلك فيه ظلم من جهة أنه يسوي بين من يعمل بشكل صحيح ومن لا يعمل، ومن جهة أخرى فإنه ينبغي ملاحظة أن هذه التقارير يتم على أساسها الترقية من عدمها، والاستمرار في العمل من عدمه، وبالتالي يجب على من يُعدها أن يراعي صدقها ونزاهتها لما يترتب عليها من منافع ومضار. وإن إنهاء خدمة الموظف الذي لا يصلح لوظيفته ليس ظلماً ولا قطعاً للرزق، فإن الله تعالى قد تكفل برزق عباده فقال “وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات 22-23).. وتأكدي أن ألله تعالى قد فتح له باباً آخر للرزق بعد انتهاء خدمته لديكم. والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©