السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ الاتحاد: اتفاق إيران والغرب يجنب المنطقة مواجهة كارثية

25 نوفمبر 2013 00:29
عمرو أبوالفضل (القاهرة) - رحب عدد من الخبراء والاستراتيجيين بالاتفاق الذي توصلت إليه القوى العالمية الكبرى مع إيران بعد مفاوضات شاقة استمرت لسنوات للحد من برنامجها النووي، مقابل عدم فرض عقوبات دولية جديدة، واعتبروه بداية للتوصل الى اتفاق نهائي يحقق السلام لدول المنطقة. وقال السفير السيد أمين شلبي المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية إن الاتفاق يعتبر نوعا من الإنجاز الدبلوماسي وانتصارا للدبلوماسية التفاوضية القائمة على الحوار والتعاون والجولات المكوكية ورفض المواجهة والصدام، موضحا أن المفاوضات حول البرنامج النووي استمرت نحو 10 سنوات من الاتصال والتفاوض الشاق والصعب الذي تخلله فترات توقف بسبب الاختلاف في وجهات النظر والمواقف ثم أعيد استئنافه وطرح العديد من الأفكار والرؤى الجديدة لإيقاف البرنامج النووي الإيراني والتفاوض حول بنود هذا الاتفاق. وقال إن الاتفاق يجنب المنطقة مواجهة عسكرية كانت تحمل نتائج كارثية مدمرة على المنطقة ودولها، مشيرا الى أن الاتفاق في إطاره العام هو اتفاق مرحلي وهناك جولات تفاوضية اخرى كثيرة ستستمر للتوصل الى اتفاق شامل بين الدول الغربية الكبرى وايران. واوضح أن الإيجابيات التي حققها الاتفاق كثيرة وأهمها ترسيخ مبدأ التفاوض لحل الخلافات والنزاعات السياسية بعيدا عن مفاهيم الصراع والحلول العسكرية، مبينا أن التوصل لهذا الاتفاق يعني أن الأطراف المشاركة فيها حققت من ورائه مصالحها وأهدافها، فالجانب الإيراني تمكن من انتزاع اعتراف بحقه في تخصيب اليورانيوم، والجانب الغربي تمكن من إيقاف البرنامج الإيراني عند المرحلة التي هو عليها والحدود التي وصل اليها دون مواصلة تطويره أو تمكينه من تحقيق إنجازات جديدة. واكد أن المخاوف والتحفظات الإقليمية، خاصة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لا يمكن إنكارها أو التقليل من أسبابها ودوافعها فيما يتعلق بالتقارب الاميركي الإيراني أو فيما يتعلق بالاتفاق في جوانبه المباشرة أو البعيدة المدى، وقال إن هذه المخاوف ترتبط بوضع ايران في المنطقة، إذ هناك رؤية تعتبر أن الاتفاق يعزز من وضع ايران ومركزها في المنطقة على حساب باقي الدول الخليجية والإقليمية. ورأى أن التخفيف من مخاوف دول الجوار الخليجي أو تصاعد هذه المخاوف يتوقف على تصرفات ايران في المرحلة المقبلة، لافتا الى ضرورة قراءة مقال وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي نشره مؤخرا ووجهه لدول المنطقة وخلاصته أن الجيران وحسن التعاون معهم أولوية قصوى في السياسة الإيرانية فهو محاولة لتخفيف الهواجس والمخاوف وبث الطمأنينة حول أي اتفاقات إيرانية غربية. وقال شلبي إن التوجهات الإيرانية بداية جيدة ونأمل أن تكون حقيقية لأن أمن أي طرف لا يتحقق على حساب طرف آخر، وهو ما يجب أن يتحقق على أرض الواقع من خلال ممارسات وسلوكيات إيرانية في المرحلة المقبلة تجاه دول المنطقة. وقال اللواء طلعت مسلم الخبير في الشؤون الاستراتيجية “إن الاتفاق خطوة مهمة في صالح المنطقة وشعوبها”، معتبرا أنه حقق أهدافا أمنية واستراتيجية وسياسية غاية في الأهمية يأتي في المقدمة منها نزع فتيل الخطر عن المنطقة ودولها وإبعاد شبح الحرب عنها وادخالها في دوامة الصراع والمواجهة. وأضاف أن الاعتراف بحق دول العالم الثالث في تخصيب اليورانيوم من أهم الأهداف التي جاءت في صلب الاتفاق الغربي الإيراني، مؤكدا أنه موافقة ضمنية على امتلاك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم بحدود. وأشار مسلم الى أن الاتفاق تضمن تأكيد الدول الكبرى على عدم فرض عقوبات جديدة على إيران خلال 6 أشهر حال التزامها بالاتفاق النووي، وكشف أن الاتفاق تضمن خطة عمل تفاوضية للوصول إلى حل شامل للأزمة النووية التي وضعت المنطقة أكثر من مرة على حافة الحرب. وقال “إن التقديرات السياسية والاستراتيجية تؤكد أن الاتفاق يعد انتصارا دبلوماسيا يحقق لإيران العديد من الإيجابيات خاصة انه منع فرض عقوبات جديدة عليها ورفع جزء من هذه العقوبات وسمح بالإبقاء على جزء أساسي من برنامجها النووي خاص باستخدام الجيل الثاني من المخصبات لتوليد طاقة نووية سلمية فقط”. وشدد على أن اخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية هو الضمانة الحقيقية لحماية أمن شعوب ودول المنطقة من خطر الإبادة النووية، معتبرا أن الجهود الدولية يجب أن تركز على كل الدول التي تمتلك أسلحة نووية أو تسعى للحصول عليها وعلى رأسها اسرائيل وايران. واكد اللواء يسري قنديل الخبير العسكري والاستراتيجي وأحد قادة حرب أكتوبر أن التوصل لهذا الاتفاق المبدئي حول الملف النووي الإيراني يحقق التهدئة للتوتر وحالة الاحتقان والمواجهة التي استمرت خلال الفترات الماضية، مضيفا أن الضغوط القوية التي مارستها القوى الدولية والإقليمية على إيران هو الذي اجبرها على الدخول في مفاوضات جدية حول برنامجها النووي ونزوعها الى التعقل وعدم التشدد والاستمرار في المفاوضات. وقال إن الحالة التي تشهدها المنطقة واندلاع العديد من الأزمات، خاصة الأزمة السورية وتشعب الدور الاميركي وتورطه في العديد منها وتعقد الملفات السياسية وتشابكها كان له تأثير كبير على مواقف الأطراف وقبولها التقارب والاستمرار في عملية التفاوض والوصول الى هذا الاتفاق، مبينا أن إيران لم تخسر الكثير فهي انجزت خطوات مهمة من برنامجها النووي ولديها مشروع تسليحي متطور تمكنت من الحافظ عليه وعدم المساس بمجالاته المختلفة. ولفت الى أن الاتفاق يعد نجاحا لإدارة اوباما يمكنه من مواجهة الانتقادات المتصاعدة ضد سياساته من الكونجرس والتي تزايد الحديث حول عدم قدرة إدارته عن تحقيق أي انجاز في المنطقة لاتسام سياساته بعدم الحسم. وأوضح أن المشروع السياسي التوسعي لإيران هو الذي يثير مخاوف دول المنطقة من برنامجها النووي العسكري، مشيرا الى أن هذا المشروع هو الذي مكن الولايات المتحدة من النفاذ أكثر الى المنطقة والتحكم في العديد من ملفاتها تحت ذريعة ردع الخطر الايراني. وقال اللواء زكريا حسين رئيس هيئة البحوث العسكرية ومدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق إن الاتفاق يساهم بدرجة كبيرة في بناء جسور الثقة في التوجهات الإيرانية نحو دول المنطقة، مؤكدا أن مفاوضات دول مجموعة 5+1 التي تمت في جنيف ركزت على ضرورة التوصل الى اتفاق، يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وبناء مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة في اراك، والتوقف عن زيادة أجهزة الطرد المركزي للقيام بهذا التخصيب. وأضاف ان الاتفاق تضمن اقرارا إيرانيا بعدم الاستمرار في تخصيب اليورانيوم والحصول على اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة لأغراض البرنامج العسكري وصناعة الأسلحة النووية، مبينا أنه ليس من المرجح عدم التزام ايران بالاتفاق لأنها حريصة على وقف العقوبات الدولية والتخفيف منها وكسر العزلة الدولية التي فرضت عليها منذ سنوات طويلة واضرت بالمصالح الإيرانية الاقتصادية والسياسية، مبينا أن الدول الكبرى ستتخذ اجراءات مشددة وتلغي الاتفاق في حالة عدم التزام ايران ببنوده وستقر عقوبات دولية جديدة عليها. وأضاف أن الجولات المقبلة من المفاوضات والإجراءات التي ستتخذها إيران لبناء الثقة مهمة في تحديد الإطار النهائي للاتفاق بين إيران والدول الكبرى، معتبرا أن زيارة وزير خارجية الاميركي جون كيري لإسرائيل قبل مفاوضات جنيف بيوم تكشف عن موافقة ضمنية لإسرائيل على هذا الاتفاق، وهو ما يوقف التلويح الاسرائيلي بضرورة شن ضربات وقائية لمنع ايران من الاستمرار في برنامجها العسكري النووي مما يحقق السلام لدول المنطقة على أسس سياسية واضحة وجدية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©