الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشك في البلوتوث ··· ملح الحكمة!

23 ابريل 2007 02:02
الثقة كلمة عظيمة يجب أن نمنحها فقط للجديرين بها، على أن لا تكون ثقة عمياء، بل بنسبة معقولة فـ ''الشك ملح الحكمة''··· هند فتاة شابة لها مأساة مع التقنية الجديدة والمخيفة ''البلوتوث''، فقد كانت هند طالبة مجتهدة منذ الطفولة وبقيت محتفظة بذلك التفوق العلمي في جميع مراحل الدراسة والتحقت بالجامعة، وبداخلها طموح الفتاة الحريصة دوماً على نيل أعلى المراتب، وبما أنها فتاة اجتماعية ومرحة فقد تمكنت من استمالة قلوب جميع زميلاتها، وانتهى النصف الأول من العام الدراسي وقررت مجموعة من الفتيات أن يقمن حفلاً للترفيه، ورحبت هند بكل براءة وبالفعل حضرت وكانت وكعادتها في كامل أناقتها وجمالها وكل المدعوات سعدن بحضورها فسرقت الأضواء من كل الفتيات، فهي إنسانة طيبة وبشوشة تسحر من حولها بأخلاقها وبملاحها الطفولية· وكان هناك زميلة تضمر الحقد لهند قررت أن تنال منها في ذلك الحفل، وبدأت بالتقاط مجموعة من الصور لهند بكاميرا هاتفها النقال، ولم تتصور مطلقاً أن زميلتها تحمل بداخلها كل ذلك الكره والحقد، ومضت الاجازة بسرعة ثم رجعن لمواصلة الدراسة وفي اليوم الأول كانت الفاجعة والصدمة حيث دخلت هند وكعادتها إلى المحاضرة بشوشة تلقي التحايا على صديقاتها ولكنهن رمقنها بنظرة تهكم ولم يجبن عليها، فراودها الاستغراب ولكن لم يراودها الشك بأن كل زميلاتها أصبحن لا يحملن أي تقدير لها، وبدأن بتوجيه نظرات الاتهام لها وأخذن يرددون (استغفر الله العظيم) (الله يستر على الجميع) وكلمات ومفردات كثيرة كانت هند المعنية والمقصودة بها، وبدأ الخوف يتسلل إلى قلب هند فبادرت بالسؤال عم حدث ولم كل ذلك؟!! فإذا بمجموعة من الفتيات يبادرن بإخراج الهواتف من حقائبهن ويقمن بتوجيه قذائف الاتهام لهند بعرض الصور ولكنها ليست صوراً عادية·· وليست أيضاً صورها مع صديقاتها في ذلك الحفل بل هي وبكل أسف صور مشينة لها في أوضاع غير لائقة مع مجموعة من الرجال، وكل صورة أشد وقعاً من الأخرى!! هند في وضع مخجل، فقد أصبحت حديث الساعة في الجامعة وبدأت هند بالصراخ وبالدفاع عن نفسها·· أنا بريئة أنا بريئة، ولكن من سيصدق استغاثتها ومن سيبالي بدموعها؟! فتلك الفتاة استطاعت تركيب وجه هند على أجساد شبه عارية لنساء أخريات دون أي رادع أو مراعاة لتلك الزميلة التي شوهت سمعتها وآذتها وطعنتها في شرفها·· فأي زمن بائس هذا؟!·· ولم تكتف فقط بتوزيع تلك السموم على زميلاتها في الجامعة بل سعت إلى تلفيق الأقاويل عن تلك المظلومة لتنشر أن هند سيئة الأخلاق وكاذبة تدعي الوقار والأدب ولكنها في الواقع عكس ذلك·· وأخذت تقول لمن معها: هيا انظرن إلى تلك الصور لتعرفن هند على حقيقتها فهي لطالما كانت الأكثر شعبية وهي أيضاً الأكثر تفوقاً، والآن ما رأيكن بتلك الـ··؟! ووصل الأمر إلى إدارة الجامعة فمنعتها من الدخول إلى مبنى الحرم الجامعي فالصور متقنة والتهمة ثابتة· وسعدت هذه الفتاة بأن خطتها قد نجحت وبأنها قد نالت من هند التي لم تفكر يوماً بإيذائها وكل جريمتها أنها كانت الأكثر شعبية والأكثر جاذبية من بين كل الطالبات، ولكن هل هذا مبرر كاف لتشويه سمعة انسانة وزميلة لها؟! أيعقل أن تتمدد أذرع الحقد إلى هذا الحد لمشين؟! وذهبت هند مسرعة بالسيارة لا تعلم إلى أين، فقد تعبت من كل نظرات الاتهام، وأي فتاة في ذلك الوضع سيرافقها ذات الاحساس، وإذا بشقيقها يراها فتساءل: هل هذه شقيقتي؟ أيعقل؟ ما بها؟!! ولم هي في هذا الوضع البائس؟·· لم كل تلك الدموع·· شقيقتي!! ما الذي أصابها؟ وظل ينادي عليها وهند لا تجيب·· أيعقل أنها ليست هند؟ ولكنها هي·· أجل هذه هند والسيارة هي نفسها، إذن لم لا تجيب عليّ؟! فجأة نظرت هند إلى أخيها وأجهشت بالبكاء ومضت مسرعة، لم تتمكن حتى من الحديث، تعجب وركب سيارته ولحق بها، كانت هند شاردة الذهن ولم تشعر بأنها تقود بسرعة جنونية، فجأة انتهى الأمر بحادث أليم وتم نقلها على الفور إلى أقرب مشفى· فماذا حدث بعد ذلك؟!! هذا ما ستعرفونه في المقالة القادمة· أمل علي حاجي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©