عتـاب أم

يا بني إني أظن في جنبيك سر يا بني إني اكشفه فالسر مر حسبك لست بشرٍ··· قل لي بربك من أضرك؟ في عمرك بربك أليس أمك كم ناجى قلبك قلب أمك؟ وكم سؤال تكنه في صدرك؟ لم هذا السكون؟ بيني وبينك كأن شيئا لم يكن أين لهفة الابن الحنون؟ بعد الفراق والشجون بعد أن أجرت دموعا ساخنة تلك العيون يا بني أين ذكراك بعد الفراق بعد تغميض الجفون وما حكته أمنا من قلب حنون وكم كانت تتمنى أن أكون ترنو إلى ما يفرح القلب المليء بالعبر··· قلب تقطع تحت مطرقة القدر كل حرف كل كلمة كل جملة فيها عبرة فيها حكمة فيها نظر كل جملة كتبت في سفر أم صنعت روضة فيها أنواع الزهر هذا قليل والعين تنظر بدليل كم أحبت أم كيف ضحت كم تمنت أن يكون لها ابن جليل رسالة قد وصلت بعد فترة··· تتمنى لو أن الوقت يعود مرة مستحيل، وتطوى تلك المشاعر والحنين كنت قريبا لكن بعيد··· والبعيد قد يقرأ رسالة ويمسي عند المساء ما يريد قل لي بربك مع من يحلو الكلام؟ أم وابن بعد أن دار الزمان والمكان وأصبحت أيامنا شبه قصة أو شبه أحلام كيف عشنا بدقائق ومواقف تبني اللطائف والعواطف كم بقى في القلب منها··· هل تتمنى الصد عنها؟··· كم أرى في البعد عنها ألما وقلبا يتفطر ونزيف ما بقى غير الكتاب··· ما بقى غير العتاب يدمل القلب المذاب··· ذكريات تفتح للأجيال بابا هكذا أمي تقول····· فيما أسأل نفسي أن ابني لم يغتنم فرصة عمري ويغترف من صبري شيئا ليبني وبعدها ليل طويل مع أهوال الحساب مع ناكر ونكير وحفرة قد تفتح عسى للجنة باب أيها الابن الذكي··· كن مع من كان الذي··· يرعاك طفلا وصبي بروحه قد يفتدي لو أصاب ما أصاب بدعوة قد تستجاب ولكل دار باب، وباب الرضا حفظ الكتاب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم أعز الأحباب ساجدة عبدالكريم