من الظروف التي تمر علينا، والمواقف التي لا يمكن أن ينساها العقل، أو حتى يحاول أن يتناساها، هي تلك المواقف الصعبة والتي يصعب على اللسان نطقها أحياناً، وليس لها أسباب أو مبررات لحدوثها وقد تأتي من تلقاء نفسها عندما نتصادف معها ومع الشخص الذي أحدث أو أثار تلك الفجوة التي أدت إلى الانفصال عنه إلى الأبد ألا وهي الوداع·
وهناك نوعان من أنواع الوداع وهو ''الوداع الظاهر''، والتي تظهر عليه كل علامات الحزن والأسى والتي من الصعب أن يكتمها الشخص فيغرق في بكاء شديد وأليم، وتمر عليه فترة من الزمن يحاول بكل ما بوسعه أن ينسى ولو جزءا بسيطا من الجرح الذي تعرض له، حتى يتمكن من الاستمرار في حياته اليومية ولو بشكل طبيعي دون تأثيرات خارجية···
أما النوع الثاني من الوداع وهو ''الوداع الباطن أو الصامت'' ويعتبر هذا الوداع أخطر من الأول؛ لأنه يتم فيه كتم المشاعر والأحاسيس الفطرية والتي بدورها تلعب دوراً مهماً في حياتنا، يعني أنه يبكي بلا دموع ويلتزم في هذه الفترة بالابتعاد والانعزال عن الناس، وهذه الفترة تتحدد بالإرادة وعزيمة الشخص في مواجهة الأزمة التي يمر بها، وان كان هذا الشخص ضعيف الشخصية فإنه من الصعب أن يواجه مشكلاته أما إذا كان العكس فإنه سوف ينجو منه لأن هذا النوع من الوداع يعتبر قاتلا خفيا يدمر الشخص ويضيع مستقبله··
مها الكتبي
العين
عدد اليوم
