الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تواصل التظاهرات في أوروبا ضد إجراءات التقشف

تواصل التظاهرات في أوروبا ضد إجراءات التقشف
16 نوفمبر 2012
عواصم (وكالات) - اقتحم عمال يونانيون اجتماعا لمسؤولين يونانيين والمان أمس في مدينة سالانيك بشمال البلاد، وحاولوا مهاجمة دبلوماسي ألماني في احتجاج على إجراءات التقشف. واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 250 موظفا في مجلس البلدية بعد اقتحام عدد منهم المبنى. وقالت الشرطة إن المحتجين يريدون وقف الاجتماع الذي يهدف إلى تحسين العلاقات بين برلين وأثينا. وأحاطت شرطة مكافحة الشغب بالقنصل الألماني فولفجانج هولشر أوبرماير وصدت محتجين حاولوا مهاجمته لدى دخوله المبنى. وحاول بعض المتظاهرين رشقه بزجاجات المياه، وتجمع أكثر من 200 خارج المبنى ورددوا هتافات تقول “إما الآن أو لا”، وحملوا أشكالا لشواهد القبور ولافتات كتب عليها “معركة حتى النهاية”. ويشعر الكثير من اليونانيين بالسخط بسبب التقشف المستمر لسنوات، ويلقون باللوم على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإجبارها بلادهم على خفض الإنفاق مقابل الحصول على خطتي إنقاذ دوليتين. وفي ألمانيا تصف وسائل الإعلام الشعب اليوناني البالغ تعداده 11 مليون نسمة بأنه كسول وفاسد وناكر للجميل. واشتبك عشرات الآلاف من المحتجين مع الشرطة عندما زارت ميركل أثينا في أكتوبر وحرق البعض أعلاما للنازية. مساعدات اقتصادية وكثف اليونانيون احتجاجاتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية على إجراءات التقشف التي وعدت أثينا الجهات المقرضة مثل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي باتخاذها، مقابل الحصول على مساعدات تمنع اقتصادها من الانهيار. ولم يتسن على الفور الاتصال بالسفارة الألمانية للتعليق، وقال موظف في مجلس بلدية سالانيك إنه لا يوجد أحد للرد على طلب التعقيب. وقالت امرأة ردت على مركز الاتصالات في المبنى “لا يمكن لأحد التحدث إليك. لقد احتلوا المبنى”. وبحسب مراسل لوكالة فرانس برس في المكان، فقد هتف المتظاهرون “كلنا موحدون لمكافحة النازيين”. ورشق متظاهرون آخرون بالبيض مشاركين في الوفد الألماني، وفقا للمصدر نفسه، ولم يصب أي شخص بجروح، ولم تعمد قوات الأمن التي أبعدت القنصل من مكان الحادث بتكتم، إلى توقيف احد. وتأتي التظاهرة غداة تصريحات لمساعد وزير العمل الألماني هانس يواكيم فاشتل الذي اعلن الأربعاء في سالونيكي ان ثلاثة موظفين بلديين يونانيين يقومون بالعمل نفسه الذي ينجزه المأني واحد. واعلن فاشتل الذي أوفدته المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للمساعدة في إعادة هيكلة البلديات ان “دراسات أثبتت ان ثلاثة آلاف موظف في الهيئات المحلية في اليونان يقومون بالعمل الذي يقوم به في ألمانيا ألف شخص”. إلا أن فاشتل تراجع عن تصريحاته لدى الخروج من المؤتمر بعد ظهر أمس، وقال للصحفيين “كان سوء تفاهم تمت تسويته، والآن اشعر بأني اكثر تأييدا لليونانيين من أي وقت مضى”. وسيتم صرف عدد كبير من الموظفين البلديين بموجب قانون جديد أملته الجهات الدائنة للبلاد (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي)، ويرمي إلى تقليص عدد الموظفين بهدف خفض العجز العام في البلاد. وبالنسبة الى قسم من الرأي العام اليوناني، فإن ألمانيا مسؤولة عن التقشف المفروض على بلادهم منذ اندلاع الأزمة في عام 2010 مقابل حصولها على قروض من صندوق النقد الدولي ومنطقة اليورو. من جهتهم، غالبا ما اتهم مسؤولون المان كبار اليونان بأنها تأخرت في الاصلاحات التي وعدت بتطبيقها مقابل القروض التي حصلت عليها والتي تعتبر ألمانيا اكبر مساهم فيها. ومنذ بداية ازمة الديون تعود الى الذهن باستمرار الذكريات المؤلمة في اليونان من الاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية، لكن المانيا تبقى أول الشركاء التجاريين للبلاد وتتولى إدارة البعثة الاوروبية المكلفة بمساعدة اثينا على تطبيق ألإصلاحات وخصوصا في الهيئات المحلية. لكن العلاقات الألمانية اليونانية تبقى هشة طالما ان الترويكا (الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي) وخصوصا صندوق النقد الدولي، التي تبدي قلقها حيال القدرة على تحمل الديون اليونانية لاحقا، تشدد على مواصلة جهود التقشف الصارمة في اليونان. واليونان التي يعيش اقتصادها حالة من الاختناق وحيث يسجل حزب النازية الجديدة “الفجر الذهبي” تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي، تطلب منحها أربعة اعوام للقيام بهذه الجهود وا نجاحها بدلا من سنتين. إلى ذلك، اجتاحت تظاهرة ضخمة مساء الأربعاء شوارع مدريد لتتوج يوم غضب في سائر أرجاء أوروبا ضد التقشف والبطالة وتردي الأوضاع الاجتماعية تخللته صدامات في اسبانيا وايطاليا. وسار مئات آلاف الأشخاص بحسب تقديرات وكالة فرانس برس في شوارع العاصمة الاسبانية بدعوة من النقابات من جهة، وتجمعات بدعوة من حركة الغاضبين أمام حواجز الشرطة التي تحمي مجلس النواب. اعمال عنف ووقعت حوادث في مدريد وبرشلونة حيث أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي بعد أن رشق المتظاهرون في نهاية المسيرة الشرطة بالزجاجات والحجارة ومقذوفات اخرى، وتفرق المتظاهرون وهم يضرمون النار في سلال القمامة، ويضعون عوائق في الطرقات لعرقلة تدخل رجال الاطفاء او كسر زجاج بعض الابنية كما حصل مع فرعي مصرفين في مدريد. وهذه التعبئة الحاشدة تتباين مع مشاركة خجولة نسبيا في المسيرات التي جرت في البلدان الاخرى، تجلت في خمسة آلاف متظاهر في اثينا بحسب الشرطة وبضعة آلاف في ايطاليا، تحديدا في تورينو وميلانو، وكذلك في فرنسا خصوصا في باريس. وفي لشبونة تظاهر آلاف الأشخاص أمام البرلمان لكن الشرطة أخرجتهم ضربا بالهراوات مع بداية المساء بعد ان تعرضت لرشق الحجارة والقاذورات خلال ساعة. وبعد تدخل الشرطة قام متظاهرون يلاحقهم عناصر الشرطة بإضرام النار في سلال القمامة فيما اقدم آخرون على تخريب واجهة احد المصارف في مشاهد غير مألوفة في البرتغال، حيث تجري التظاهرات عموما في هدوء، وقامت الشرطة باعتقالات. وقال خافيير غوميز (39 عاما) وهو عامل بناء عاطل عن العمل منذ سنة، بينما كان يشارك في مسيرة مدريد “جئت لأحتج على الاقتطاعات أينما كانت، في الصحة والتعليم وزيادة ضريبة القيمة المضافة”. وصاح المتظاهرون الذين يرفعون اعلاما حمراء للنقابات “لدينا الحل، وضع المصرفيين في السجن”. وجرت تجمعات أيضا في نحو أربعين مدينة في البلاد خصوصا في بورتو كبرى مدن الشمال حيث تظاهر ألفا شخص. إضراب عام وشكلت التظاهرات ذروة الإضراب العام الذي تسبب باضطراب في وسائل النقل والخدمات العامة. وخلال مسيرة غصت بالحشود من محطة اتوشا للقطارات الى وسط مدريد، التقى المتظاهرون بتظاهرة أخرى دعت إليها حركة الغاضبين التي تعبر عن نفاد الصبر من تزايد الفقر وطرد اصحاب المنازل الذين يرزحون تحت الديون، بينما تلتهم المصارف مليارات اليورو من المساعدات التي تمنح لها. وخلف الحواجز تتولى نحو عشر شاحنات للشرطة حماية المدخل الى مجلس النواب فيما ينتشر العناصر دون خوذات ولا دروع، ويواجههم المتظاهرون من الجهة الأخرى بينهم كثيرون من الشبان يحملون لافتات كتب عليها “اسبانيا طردت” في تلميح الى مأساة عمليات الطرد التي صدمت البلاد او “ماريانو اذهب إلى بيتك” في دعوة الى استقالة رئيس الحكومة اليمينية ماريانو راخوي. وفي وقت سابق قامت شرطة مكافحة الشغب بتفريق مئات المتظاهرين مستخدمة الهراوات واطلاق الرصاص المطاطي في الهواء أثناء إضراب عام دعت اليه النقابات الاسبانية تحت شعار “يحرموننا من مستقبلنا، هناك مسؤولون عن ذلك، هناك حلول”. ومنذ الصباح تعيش اسبانيا التي تعد رابع اقتصاد في منطقة اليورو تعاني من بطالة بنسبة 25% وفقر متنام، بوتيرة بطيئة في ثاني إضراب عام منذ تولي حكومة ماريانو راخوي الحكم قبل نحو سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©