الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السمحة» تتحول إلى مسرح مفتوح لعرض أشكال التراث

«السمحة» تتحول إلى مسرح مفتوح لعرض أشكال التراث
25 نوفمبر 2013 20:40
على مدار ثلاثة أيام تحولت منطقة السمحة إلى مسرح مفتوح لعرض أشكال التراث الإماراتي وسط حضور جماهيري كبير، من مختلف الأعمار والفئات، توافدوا لمشاهدة كرنفال تراثي ضخم حمل اسم مهرجان السمحة التراثي الرابع، يعبر عن المكانة المتميزة لهذه البقعة الجغرافية، التي شهدت إعلان قيام دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، وتعززت قيمتها عبر انطلاق مهرجان تراثي حاشد على أرضها شاركت فيه أطياف مجتمعية واسعة، جعل من منطقة السمحة، اسماً عالياً يتردد صداه في عالم المهرجانات التراثية الناجحة في الدولة. حظي مهرجان السمحة التراثي الرابع بمشاركة مجتمعية وشعبية واسعة، ساعدت على تحقيقه نجاحاً لافتاً ميزه عن غيره من الفعاليات المجتمعية المهتمة بالتراث، خاصة وأن تنظيم المهرجان الذي ينهي فعالياته مساء اليوم، أشرف عليه نادي تراث الإمارات بصفته الراعي الرئيس للتراث في الدولة، عملاً بتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات. ساحة المهرجان الطريق إلى ساحة المهرجان المقابلة لمركز السمحة التابع لنادي التراث، تزين بأعلام الإمارات والنادي في تظاهرة جمالية بديعة عبرت عن التمازج بين التراث والهوية الإماراتية ممثلة في علمها الغالي، الذي يسعى الجميع لرفعه عالياً فوق الرؤوس. وبالدخول إلى منطقة الاحتفالات يطالع الزائر معرضاً متميزاً يضم صور المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومراحل مهمة في تاريخ الدولة عكستها الصور وما تحمله من ذكريات عميقة المعنى في التاريخ الإماراتي. وبيوت الشعر والمسرح التراثي، كانت من أبرز محتويات منطقة الحدث بما أتاحه بيت الشعر من تقديم صور حية لكرم الضيافة الإماراتي، وكيف كان يتم استقبال الزائرين، والتعامل معهم بكل حفاوة وترحاب، أما المسرح فكان خير أداة لعرض مواهب وإمكانات طلاب المدارس الذين تباروا في إظهار الحب والوفاء للوطن والقائد، عبر ترديد الأهازيج التراثية وتقديم عروض شعبية، وهم يرتدون أزياء تراثية، ومتوشحين بأعلام الإمارات. وضمت الفعاليات مناشط متنوعة جذبت قطاعات واسعة من الجمهور سواء من طلاب مدارس المنطقة، وغيرهم من المقيمين والمواطنين، الذين انبهروا بعروض الخيالة التي قدمها أشبال نادي التراث، والسوق الشعبي بما احتواه من نوادر المشغولات التراثية الإماراتية وعروض الهجن، والألعاب الشعبية للأولاد والبنات التي كان يمارسها أهل الإمارات من قديم الزمن، ويعمل منتسبو نادي التراث والمراكز التابعة له على إحيائها من خلال طرحها على الجمهور في الفعاليات والمهرجانات المختلفة. إلى ذلك، يقول أحمد الحمادي، مدير مركز السمحة، التابع لنادي تراث الإمارات، وكان لفريق العمل به الدور الأكبر في إنجاح هذا الكرنفال التراثي الإماراتي الخالص، يقول إن المهرجان صار من الأحداث ذات الأهمية الكبيرة ليس فقط في منطقة السمحة بل في سائر إمارات الدولة، بفعل نجاحاته المتتالية منذ انطلاقته الأولى قبل أربع سنوات، ما جعل أهل السمحة يترقبون قدومه من العام إلى العام بهدف الإسهام في إنجاحه، وتعزيز مكانة السمحة كمنطقة ذات أهمية خاصة بالنسبة لتاريخ دولة الإمارات، حيث شهدت منطقة السمحة إعلان قيام الاتحاد حين اجتمع فيها الآباء المؤسسون لدولة الاتحاد. حلقة وصل يشير الحمادي إلى أن المهرجان يعتبر حلقة من حلقات وصل الماضي بالحاضر، كما أنه يمثل قيمة تراثية عالية بما يشتمله من أحداث وفعاليات تسعى لإحياء تراث الأجداد وعمل إطلالة على أساليب الحياة التي واجه بها أهل الإمارات بيئتهم البدوية والبحرية. ومثل هذه الفعاليات تغرس القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات في نفوس الأجيال الحالية، وما يزيد المهرجان قيمة أنه يتوافق سنوياً مع ذكرى غالية علينا جميعاً وهي ذكرى قيام دولتنا الحبيبة، كما أن المهرجان في دورته الحالية حقق تطوراً كبيراً بما احتواه من فعاليات وأحداث تغطي كافة الفئات العمرية، والجديد في مهرجان هذا العام، زيادة عدد المشاركين والرعاة، حيث تسابق الجميع من أجل إنجاح الحدث، خاصة الشركات العاملة في منطقة ميناء خليفة. إلى ذلك، يوضح الحمادي أن أيام المهرجان الثلاثة منذ انطلاقه الأحد الماضي ونهاية مناشطه اليوم، يجري العمل فيها على فترتين، الأولى من الساعة التاسعة إلى الثانية عشرة ظهراً، والثانية تبدأ من الخامسة حتى التاسعة مساءً. وبالحديث عن المشاركة الشعبية في إنجاح المهرجان، كان لسعيد جمعة العلي، الحارس الأسبق لمنتخب الإمارات لكرة القدم، دور فاعل عبر تقديمه لمجموعة من الألعاب المائية للأطفال، بشكل مجاني، ومنها دراجات مائية ومسبح كبير احتل الجانب الأيمن من ساحة الاحتفالات وتجمعت فيه أعداد كبيرة من أطفال المدارس، مستمتعين بالأجواء المبهجة التي غلفت أجواء الاحتفال. ويقول العلي إن جميع هذه الألعاب تمت تحت رعاية مشرفين متخصصين، من أجل توفير أفضل وسائل الأمان والراحة للأطفال، مشيداً بالمهرجان ودوره في تعزيز علاقة الأجيال الجديدة بالتراث. ومتحف زايد الخير في الرحبة الذي أنشأه، المواطن أحمد أبو بكر المرزوقي منذ عام 2004، كان له حضور مميز في أرض المهرجان عبر مجموعة مجسمات تراثية مستمدة من تاريخ الإمارات، والمتحف يمثل وجهة لكل من يبحث عن التراث الإماراتي، سواء من المتخصصين أو الناس العاديين، وتعزيزاً لدور المتحف المجتمعي، شارك ببعض المجسمات مثل الدلال وغيرها من الأدوات التي كان يستعملها أهل الإمارات في الماضي، ولا يزال البعض يستخدمها في الوقت الحاضر، سواء في حياتهم العادية أو لأغراض الزينة والديكور. سيد عبد الفضيل، المشرف بفرع نادي التراث في السمحة، أشاد من جهته بالمشاركة الكبيرة والحضور اللافت لمدارس المنطقة، ومنها مدارس الابتهال، الرحبة، السميح، العجبان، وروضة المرجان التي قدمت في اليوم الافتتاحي مجموعة من العروض والفقرات التراثية، أسعدت الحضور وعكست إمكانات فنية واعدة للبراعم الصغيرة، ومدى الجهد المبذول من قبل مشرفيهم حتى جاء أداؤهم بهذا الشكل المبهر. ويذكر أن فعاليات هذا العام تطورت بشكل كبير عن الأعوام السابقة، وشاركت فيه وجوه جديدة للمرة الأولى، ومنها فقرة الدبدوب التي يقدمها جاسم عبيد، ذو الشخصية المحبوبة والواسعة القبول في عالم الأطفال، فضلاً عن المشاركة المتميزة للشرطة المجتمعية، وعروض السلوقي بما تمثله من قيمة كبيرة في التراث الإماراتي. ومن منتسبي نادي التراث، الذين كان لهم دور ملموس في مناشط المهرجان، مبارك المنصوري (11 سنة) الذي شارك في تقديم عروض الخيالة، وقال إنه سعيد بالمشاركة في إبراز تراث بلاده بشكل جميل، وبأن عضويته في نادي التراث قبل عامين أفادته في التعرف على كثير من المعاني والقيم الجميلة المرتبطة بالبيئة الإماراتية، فضلاً عن انعكاس ذلك على دراسته، حيث أصبح من الطلاب المتفوقين بسبب حسن تقسيم وقته بين التدريب على أنشطة النادي، ومراجعة دروسه. زميلاه أحمد شاجع ومحمد القبيصي، قدما أيضاً عروضاً متميزة للخيالة، في المسيرة الافتتاحية للمهرجان، ويذكران أن مثل هذه المشاركات، تعزز فيهما مفاهيم الوطنية والتعرف عن قرب على كل ما يتعلق بتراث الأجداد، وكيفية الاعتزاز به والحرص على إبراز دورهم الذي قاموا به من أجل الوصول بنا إلى هذه الحالة من التقدم التي نحيا فيها الآن. فعاليات الأطفال يقول أحمد إبراهيم الحمادي مدير مركز السمحة، التابع لنادي تراث الإمارات، إن نسخة هذا العام من المهرجان تميزت بوجود زخم كبير من الفعاليات الخاصة بالأطفال، شجعت كثيراً من المدارس ودور الحضانة الموجودة في المنطقة على عمل رحلات إلى المهرجان وقضاء الأطفال أوقاتاً جميلة في ساحته، مستمتعين بأجوائه المكشوفة التي زادته بهاءً وجعلت من زيارته ذكرى جميلة لدى كل من زار المهرجان صغيراً كان أو كبيراً. ومن تلك الفعاليات الألعاب المطاطية، النطاطيات، الرسم على الوجوه، مسابقة الرسم للبنات، الحنة، القوارب المائية، ركوب الخيل، ركوب الهجن، التصوير مع الصقور، دراجات للأطفال. صقارة النادي من صقارة نادي التراث، عدنان البلوشي (16 سنة)، يقول إنه من منتسبي النادي منذ 7 سنوات، واكتسب خلالها كثيراً من المهارات والمعارف التي أفادته في حياته، ومنها كل ما يتعلق بعالم الصقور والصيد، باعتبارها من أهم المظاهر التراثية التي يعتز بها أهل الإمارات، وهو ما يجعله يشعر بالفخر والفرحة حين يقدم عروض الصقارة، ويتطلع الجميع لمعرفة معلومات عن الصقور وكيفية التعامل معها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©