الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفروسية هواية تنحاز لميسوري المجتمع اللبناني

الفروسية هواية تنحاز لميسوري المجتمع اللبناني
25 نوفمبر 2013 20:49
عماد ملاح (بيروت) - تعد هواية الفروسية في لبنان هواية باهظة الثمن ومكلفة، وتعتبر من الكماليات، ولا يجرؤ على ممارستها سوى الميسورين وطبقة الأغنياء في المجتمع اللبناني. وهي رياضة يزداد عدد عشاقها بسبب علاقتها بالطبيعة والبيئة الخضراء، إلى جانب العلاقة الحميمة التي تنشأ بين الفارس وحصانه. رياضة حصرية تقول بطلة لبنان السابقة في هذه الرياضة سهام التويني، إنها أحبت الفروسية منذ نشأتها، ووالدها كان مدرباً للخيول في المدينة الرياضية ووالدتها الأجنبية تحب هذه الهواية أيضاً، ومنهما تعلمت امتطاء الخيل وممارسة الفروسية، التي لا تزال تعشقها لكونها تأخذ ممارسها إلى الطبيعة، وتبعده عن مشكلات الحياة وصعابها. وتستفيض التويني في الحديث عن هذه الهواية بالقول «من الصحيح أنها رياضة، لكن الفروسية في لبنان كلفتها باهظة، ومن يرغب في ممارستها عليه تخصيص ميزانية كبيرة لها، لذلك ليس باستطاعة أي كان تحقيق هذه الرغبة، لناحية الكلفة والمصاريف والتدريب واقتناء الحصان». وتضيف «متى علمنا أن الحصان الجيد ذا النسل الأصيل يقدر ثمنه بنحو الثمانمائة ألف دولار، فكيف ستستمر هذه الهواية؟ وكيف يستطيع اللبناني من تعلم هذه الرياضة التي يحبها؟». وحول وضع الرياضة في لبنان، تقول التويني «تبوأ لبنان مراكز مهمة في مسابقات الفروسية، ونافس دولاً عديدة في هذه الرياضة، إلا أن تراجع الدعم الرسمي حدّ كثيراً من انتشار هذه الرياضة، مع العلم بأن اتحاد الفروسية يبذل جهداً مستمراً وضمن الإمكانات المتواضعة، لجعل هواية ركوب الخيل وممارسة الفروسية مستمرة ودائمة في ظل الظروف الصعبة في لبنان والمنطقة». مركز متخصص يوجد في «المون لا سال» في بيروت، أحد المراكز المهمة التي تتولى تدريب عشاق هذه الهواية في رياضة الفروسية، التي يراها البعض صعبة المنال لتكلفتها المادية الضخمة. ويشير المدرب جاد بشارة إلى أن الفتيات يتفوقن على الشباب لناحية الإقبال على ممارسة ركوب الخيل وإتقان رياضة الفروسية. ويكمل «مركز التدريب يضم أكثر من أربعين نوعاً من الأحصنة، من الخليج وهولندا وألمانيا وإنجلترا ولبنان. وهناك أطباء بيطريون وخبراء وأهل اختصاص يتولون الاعتناء بالخيول وبمهمات التدريب في حصص تمتد أقلها ساعة واحدة في مساحة تتراوح بين الأربعين متراً والثمانين متراً من أجل سهولة التمرين والتنقل». ويزيد أن الأحصنة الموجودة في «المون لاسال» بعضها خاص بالنادي وبعضها الآخر يعود لعدة مالكين. أحد المخضرمين في عالم الفروسية وركوب الخيل ويدعى «المعلم صبحي» الذي قضى سنين حياته مع الأحصنة، حتى تولدت علاقة وطيدة نسجتها السنوات الطويلة التي قضاها في «الإسطبلات» والمزارع، حيث أشرف على رعاية أنواع وأجناس في عالم الخيل. ويتحدث صبحي عن هوايته بكثير من الشغف والشوق، ويستعيد تجربته وذكرياته وحكاياته، فيقول: «كنت أستيقظ كل يوم عند الرابعة فجراً، وأتجول في الإسطبلات أتفقد الخيول التي كانت تنتظروني دائماً، فما أن تطأ أقدامي الإسطبل حتى تبدأ (همهمة) الأحصنة مرحبة بي، واستمر هذا الواقع طوال عشرين سنة». ويتابع: «كنت أنسى الوقت مع الأحصنة، وأغرق في أدق التفاصيل العائدة لها، من ناحية العناية والإشراف وحسن التربية، حتى ذاع صيت الخيول التي أشرف عليها، التي يتعدى عددها العشرين في لبنان والعالم العربي، وقد نال أصحابها سجلات حافلة من الأوسمة والبطولات». ويزيد: «حفظت جميع المعلومات عن الخيل التي أشرفت على العناية بها، إضافة إلى الأحصنة القادمة من أماكن أخرى من ناحية السلالة والنسب، حيث لكل فصيلة أربابها وجذورها. والحصان يتمتع بذكاء حاد وإحساس رفيع مفعم بالحيوية والنشاط». الخيول العربية التاريخ العربي والإسلامي حفل بالبطولات والمآثر ليحل الخيل العربي في المراتب الأولى والسبب يعود إلى أن السلالات والنسل تعتبر الأفضل، فلكل فصيلة أربابها والخيل كانت ولا تزال تشكل ركناً أساسياً في ذاكرة بيروت واللبنانيين، وتشهد على ذلك كثرة «الإسطبلات» وانتشارها في مختلف المناطق، رغم الكلفة الباهظة في عملية اقتناء وتربية الحصان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©