الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مِنْ أين أتى هؤلاء، مَنْ هؤلاء؟!

8 ديسمبر 2014 23:24
أستعير استفهام الأديب السوداني العالمي الكبير الراحل الطيب صالح «من أين أتى هؤلاء، بل من هم هؤلاء؟؟؟»، ونحن نعيش محنة ومأساة حقيقة سببها هؤلاء الظلاميون المنغلقون محدودو الفكر الذين شوهوا صورة الإسلام الجميلة بأفعالهم المقيتة والكريهة التي لا علاقة لها بدين الرحمة والوسطية والاعتدال. ألم يقرأوا قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} كيف لهم أن يكون مبررهم للعنف والقتل وسفك الدماء قائماً على اللون والعرق والعنصر؟ أهذه دعوة ورسالة الإسلام السمحاء؟ لا والله إنها دعوتهم ورسالتهم المريضة، إنها أيدلوجياتهم الحاقدة البغيضة، فما نشاهده يومياً من تقتيل وتنكيل بالأبرياء والآمنين والمسالمين، ما هو إلا صورة لعقلية ونفسية حاقدة كارهة رافضة لأن يعيش الإنسان الذي كرمه ربه في أمن وأمان وسلام. أي مسوغ وأي مبرر وأي دين يجيز هذا الخراب وهذا الدمار؟ يعيش الناس هنا في إمارات الخير حياة هانئة مطمئنة مستقرة، وتستضيف الدولة ما يزيد على مائتي جنسية من مختلف أصقاع الأرض، يلقى الجميع الاحترام والتبجيل والحرية في الإقامة وفي العمل، وتبذل الدولة من أعلى مستوياتها الجهد الجهيد من أجل الناس، كل الناس، حتى أضحت الدولة واحة غناء وارفة الظلال، وعنواناً للتقدم والرقي، وتطمح كثير من دول المنطقة للوصول إلى ما وصلت إليه بفضل عزيمة وحكمة قيادتها في إسعاد الناس، فالدولة تحتضن بكل الحب والود الجميع، لا تفرق بين هذا وذاك بسبب الدين أو الجنس أو اللون، نموذج حي «لدولة المدينة» بكل تفاصيلها في استيعاب كل الثقافات والديانات، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في احتضان أهل الكتاب في مجتمع المدينة. لا مقارنة على الإطلاق بين هذا النموذج الذي يفيض سماحة وألفة وخلقاً، ونموذج القتل والتشريد الذي يحيل حياة الأبرياء إلى جحيم لا يطاق. على المؤسسات المعتدلة، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، وعلماء الأمة المتفقهون، أن يبذلوا جهداً مضنياً في توعية وتثقيف وتبصير شباب الأمة بهذا الخطر المستفحل الذي قصم ظهر الأمة وأشاع حالة من السخرية تجاهها من الأمم الأخرى، وصوّر هذا الدين السمح العظيم على أنه دين قتل وسفك للدماء، لابد من تعديل هذه «الصورة المقلوبة» بسبب أفعال هؤلاء المتشددين المتزمتين، بات الآن ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، الاهتمام بتجذير ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش مع المختلف في حياتنا، إننا نحتاج إلى منهج جديد ورصين في حياتنا، لا منهج الإرهاب والعنف وترويع الآمنين. حفظ الله الإمارات من كل شر، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان. الجيلي التجاني - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©