الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وقاية التعليم من العبث

9 ديسمبر 2014 00:13
عندما تحدد الدولة أهدافها من التعليم وتسخر من أجله موارد بشرية ومالية هائلة لإنشاء بنية تحتية حديثة ومنظومة إدارية وفنية مؤهلة، وترصد لها موازنات تشغيلية تكبدها مليارات الدراهم سنوياً بُغية تمكينه من تحقيق غاياته الوطنية الصرفة، فإنها تعمل وتجتهد لأجل بناء دولة متطورة قابلة للتنمية المستدامة وقادرة على توفير حياة كريمة لمواطنيها، وتأمين مستقبل آمن ومستقر لأجيالها القادمة، دولة ملتزمة بواجباتها وحقوقها ومتمكنة من درء المخاطر ومواجهة كل التحديات والمتغيرات. وعندما تضع الدولة كل ذلك في أيدينا كمسؤولين وشركاء في العملية التربوية والتعليمية سواء كنا إداريين أو معلمين أو أولياء أمور، فإنها تضع كامل ثقتها فينا وتأتمننا على أغلى ثرواتها بما فيها من تراث وثقافة وحضارة وإنجازات وآمال وتطلعات. وبذلك، يصبح التعليم أمانة عظيمة في أعناقنا تتطلب حساً عالياً من المسؤولية والمحافظة على رسالته والحرص على أدائه وسلامته بكل إخلاص، والانتباه لأية مؤثرات قد تغير وجهته وتحيده عن أهدافه الوطنية، بل ويمكن أن تجره إلى منزلق الإضرار بالوطن إذا وقع في قبضة الشخصنة والأيديولوجيا والأغراض الأخرى. إن هذا يتطلب وعياً كبيراً لدى القائمين على العملية التعليمية وأجهزة الرقابة الرسمية، وضرورة أن تتوافر آلية صارمة للرقابة والمتابعة والتقييم المستمر للأداء التعليمي، والأهم من ذلك تطبيق مقاييس اكتشاف مبكر لأية انحرافات فكرية وسلوكية قد تحدث في المنظومة، بحيث تهيء المجتمع للقيام بإجراء المعالجة العاجلة لأية ظاهرة قبل استفحالها وتسببها في أزمات يكون ضحاياها من أبناء الوطن. وإن كانت وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها تتحمل المسؤولية الكبيرة في توفير المناعة الوقائية للمنظومة التربوية والتعليمية من أي اختراق أو انحراف، إلا أن كل مواطن مسؤول عن دعم سلامة تعليمنا وتعزيز مناعة مدارسنا بحيث تكون مُحكمة الإغلاق وبمنأى عن أي عبث أو تشويه أو اختراق سواء كان فكرياً أو سلوكياً وخاصة أن عوامل التعددية العرقية والاختلافات الثقافية تشكلان تحدياً لشمولية الخطاب التربوي. إن مبادرات الدولة القيّمة وجهودها الحثيثة لتطوير النظام التعليمي ورفع كفاءته، ضرورة تقتضيها استحقاقات الأجندة الوطنية، والتحديات التي تفرضها المتغيرات، لذلك من الأهمية رفع مستوى الوعي التربوي للمجتمع وتهيئة الجيل وتمكينه معرفياً للمستقبل. عبدالنور أحمد الهاشمي مدير الإعلام والعلاقات بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©