الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خوجة: انتشار مرض السكري في دول الخليج أصبح «أشد حدة»

خوجة: انتشار مرض السكري في دول الخليج أصبح «أشد حدة»
16 نوفمبر 2012
(دبي) - وصف الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، الوضع في دول الخليج من حيث انتشار مرض السكري بأنه «أشد حدة»، مشيرا إلى وضع خمس دول خليجية هي، الإمارات، والسعودية، والبحرين، والكويت، وسلطنة عمان ضمن قائمة أعلى عشر دول ذات معدلات إصابة مرتفعة بداء السكري الصادرة عن الاتحاد العالمي للسكري (IDF) عام 2011. وحذر المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في تصريحات لـ «الاتحاد»، على هامش مشاركته يوم الاثنين الماضي في المؤتمر الإقليمي الثاني للسكري الذي نظمته وزارة الصحة بالدولة، «من استمرارية هذه الدول بمعدلات أعلى في هذه القائمة حتى عام 2030». وأكد خوجة وجود مراجعة شاملة وتقييم ذاتي لما تم من إجراءات تنفيذية لمكافحة وتوقي داء السكري على نطاق المكتب التنفيذي بما في ذلك دولة الإمارات، لافتاً الى أنه سيتم التركيز على الشق التوعوي من خلال التواصل والتفاعل مع اللجنة الخليجية للتوعية والإعلام الصحي، والشق الوقائي مع اللجان الخليجية المتخصصة في مكافحة الأمراض غير الوعائية». واحتفل العالم يوم الأربعاء الماضي الموافق 14 من شهر نوفمبر الجاري، باليوم العالمي لمكافحة مرض السكري تحت شعار، «لا تجعل داء السكري عقبة في طريقك .. تمتع بحياتك مع حمية غذائية وصحية ورياضة يومية». وشدد خوجة، على أهمية التصدي لمشكلة «داء السكري»؛ لأنها تُعد من أهم مشاكل الصحة العامة وطنياً وإقليمياً وعالمياً، لافتا إلى عبء وحجم المشكلة والتحديات الهائلة التي تضعها على النظم الصحية والحكومات. إحصائيات مثيرة مقلقة وأشار خوجة، إلى أن يقدر عدد المرضى وفقا لإحصائيات (2010م) على مستوى العالم بأكثر من 300 مليون بنسبة تبلغ 6,6% من عدد السكان البالغين. ويقدر عدد المرضى في عام (2030م) بحوالي 438 مليونا بنسبة 7,8% مما يعني زيادة عدد المرضى بأكثر من 54% خلال العشرين عاماً القادمة. وقال خوجة، « تظهر مشكلة جائحة السكري بصورة مرتفعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتوقع زيادة عدد المرضى بنسبة (94%) خلال العشرين عاماً القادمة». وكان يقدر عدد المرضى في عام (2003) بحوالي 19,2 مليون، ارتفع إلى 26.6 مليون في عام (2010م) ويتوقع زيادة عدد المرضى إلى 51,7 مليون في عام (2030م). وقد نظمت وزارة الصحة في الإمارات بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة المؤتمر الإقليمي الثاني للسكري، يوم الاثنين الماضي في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للسكري. وأكد خوجة، أن هذا المؤتمر جاء مغايرا لكافة الملتقيات الخليجية والإقليمية التي تناولت هذا الموضوع، وهو يأتي ضمن سلسلة المؤتمرات والمنتديات الخليجية والإقليمية التي أقرها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون تتويجاً للبرنامج الخليجي لمكافحة داء السكري. خطوات تطويرية وعن الخطوات التطويرية على مستوى دول مجلس التعاون لمكافحة الداء السكري، قال خوجة، «لقد تم العمل على تحديث الخطة الخليجية لمكافحة داء السكري في ضوء المتغيرات الوبائية للمرض على الصعيدين الخليجي والإقليمي». وأضاف: ولمواكبة المستجدات العالمية في هذا المجال تم في هذا الصدد التركيز على البعد المجتمعي وإعطائه الحجم الكافي والمناسب لتفعيلها من خلال القطاعات المجتمعية والسكانية ذات العلاقة والمشاركة مع منظمات المجتمع المدني المحلية». وأشار إلى أن هذا التطوير يتواكب مع الظروف والإمكانات الخليجية وخاصة في المجالين التوعوي والوقائي. ونوه خوجة، إلى التركيز على تفعيل دور الرعاية الصحية الأولية في هذا الجانب بالإضافة إلى الدور العلاجي واكتشاف الحالات الجديدة. وقال، «كما تم الاهتمام بجانب البحوث الصحية حيث تم وضع إطار عام لبحث ميداني تطبيقي حول الوقاية من الداء السكري، وتقييم دراسة عبء الداء السكري». وذكر انه تم اتخاذ العديد من الإجراءات الأخرى لضمان النجاح والاستمرارية لهذه الخطة الخليجية وذلك من خلال المشاركة الفعالة والالتزام الجدي وتحديد المسؤولية على عدد من المحاور منها وزارات الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة. وتضم هذه الجهات، وزارات التربية والتعليم والمالية، والتعليم العالي، والإعلام، والصناعة، والشؤون الدينية، والجامعات والمعاهد الأكاديمية، والمراكز الطبية المتقدمة، والقطاع الخاص والغرفة التجارية، والجامعات الأهلية والمجتمع المدني، وقادة الفكر والثقافة. توصيات وجهود وكشف المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، انه تمت التوصية للعمل على تشكيل مجلس وطني لمكافحة الداء السكري تحت رعاية إحدى القيادات العليا بكل دولة خليجية. وقال خوجة، «هذه اللجان ستتضمن مسؤولين ذوي صلاحية في اتخاذ القرار، ويمثل هذا الالتزام السياسي والاقتصادي في مواجهة هذه المشكلة الصحية». وأشار الى ان هذه اللجان سيكون له صفة الاستدامة والاستمرارية نظرا لأن مواجهة المشكلات الصحية والمجتمعية الجادة تتطلب العمل الدؤوب لفترة قد تصل إلى ربع قرن على الأقل. وعن صدى الجهود الخليجية لمكافحة السكري على المستوى العالمي، قال خوجة، «لقد لاقت الجهود الخليجية التي يرعاها المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون اعترافا واضحا من عدد كبير من الجهات الدولية المعتبرة كما أحدثت صدى واسعا لدى الكثير مقدرين كل هذه الجهود». وأشار إلى أن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في اجتماعه الأخير في جنيف في مايو الماضي، أكد على عدد من التوجهات الهامة في مقدمتها، حث دول المجلس على إجراء «دراسات اقتصاديات الأمراض غير المعدية» وخاصة «داء السكري» على غرار تجربة المملكة العربية السعودية في هذا المجال. ووصف الدكتور خوجة، مشكلة داء السكري، بأنها أصبحت «مشكلة كل مواطن خليجي» فلا يخلو منزل أو أسرة إلا وتعاني منه من قريب أو بعيد، لافتا إلى أن هذا المرض العضال أرهق الخدمات الصحية بدول الخليج وأرهق ميزانيات هذه الدول حيث أخذ حيزا لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات. وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سيكون عدد المصابين بالمرض بنحو (370) مليونا بحلول عام 2030م مما سيكلف ما بين (213 و396) مليون دولار دولي عام 2025م وسيلتهم نحو (40%) من الميزانيات الصحية للدول. ويعد مرض السكري من الأمراض الأكثر تكلفة سواء التكلفة المباشرة التي تقدر بنحو 6% من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصاديا وتصل هذه التكاليف إلى (60) بليون دولار أميركي في الولايات المتحدة، 16,94 بليون دولار في اليابان، 10.67 بليون دولار في ألمانيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©