الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المدير المشاكس.. يسلّم مفاتيح الميدان التربوي

المدير المشاكس.. يسلّم مفاتيح الميدان التربوي
9 ديسمبر 2014 01:41
دينا جوني (دبي) محمد حسن، المدير المشاكس الذي احتار فيه القيّمون على قطاع التربية والتعليم، فصراحته غير محببة في معظم الأحيان عند الإدارات المركزية في الوزارة، خصوصاً إذا كانت مبنية على أدلة «غير علمية»، ونابعة من نظرة شخصية تجاه عدد من القضايا التعليمية والتربوية، ولكنه يرى الأمور من جانبه من منظار مختلف، إذ إن أبنائه الطلبة ومصلحتهم في كفة، والسكوت عما يراه تجاوزاً من وجهة نظره في كفة أخرى، والأخيرة لا يمكن أن تتفوق على الأولى. 43 عاماً أمضاها محمد حسن في خدمة التعليم، متنقلاً بين وظيفة معلم لمدة 4 سنوات، ووكيل مدرسة 3 سنوات، ومدير مدرسة 34 سنة، ليشغل بعدها خلال السنوات الثلاث الأخيرة منصب خبير تربوي في منطقة دبي التعليمية. اليوم يترك محمد حسن، كبير مديري المدارس الحكومية في الدولة، الساحة للفئات الشابة، والكوادر الواعدة التي نشأت على يديه، وسبقها في ذلك أجيال من الطلبة، منهم مديره، الدكتور محمد عيد المنصوري، مدير المنطقة التعليمية في دبي. ووصيته الدائمة للطلبة تحمل عدداً من الرسائل في جملة واحدة: «البلد قلبه كبير ومتعدد الجنسيات، كونوا العمود الأقوى فيه». تحقيق ذلك لا يمكن أن يتم إلا بالتعليم، فهو على حد قوله سلاح الأجيال الصاعدة للتمكن من حجز مكان لها على الساحة العالمية، والتميز في مجال التنافسية، لإكمال مسيرة الأجداد، ومشاريع القيادات الرشيدة ورؤيتهم. ولا يمكن بالنسبة لمحمد حسن كتربوي، التحدث عن صعوبة معينة في مسيرته المهنية، فرسالة التعليم التي كان وفياً لها طوال تلك السنوات، تحمل في طياتها صعوبات مستمرة لا تنتهي، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من أداء تلك الرسالة، فإدارة المدرسة، والتعليم فيها، وإبراز دورها في المجتمع، والتعاطي مع المعلمين، وتحقيق الأهداف الفصلية والسنوية، والسعي نحو التميز، كلها تصب في خانة الصعوبات التي تستدعي بدورها أن يكون مدير المدرسة يحمل قناعة راسخة بالتغيير، بأن وجوده هو لخدمة جيل ووطن. أما الحلول، فلها أوجه عدة، منها ما يمكن أن يتم على صعيد فردي، ومنها مع الجماعة، سواء في المدرسة أو المنطقة أو الوزارة. كما يترك محمد حسن بصمة خاصة في نفوس الطلبة، بصمة شخصية طبعها باهتمامه النابع من القلب تجاه كل طالب، فهو طوال تلك السنوات لم يتردد يوماً في زيارة منزل الطالب عندما يشعر بأي تبدل في سلوكه أو أدائه، والإصرار على مقابلة ولي الأمر لحلّ الأمر. ومحمد حسن اليوم، لا ينتظر أي شيء، ولا حتى تكريماً، أحب التعليم وتغلغل في شرايين الميدان التربوي، وسيبقى فيه مطلعاً أو متابعاً حتى اللحظة الأخيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©