الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أهالي وطلبة يطالبون بمزيد من الرقابة على مقاصف المدارس في رأس الخيمة

أهالي وطلبة يطالبون بمزيد من الرقابة على مقاصف المدارس في رأس الخيمة
16 نوفمبر 2012
فاطمة السلحدي (رأس الخيمة) - عبر عدد من الأهالي في رأس الخيمة عن استيائهم من غياب الرقابة على مواصفات التغذية السليمة في الكثير من المدارس وسوء حالة بعض المقاصف مما جعل ابناءهم يكتسبون سلوكيات غذائية خاطئة التي يكتسبها داخل المدرسة، في حين تعد التغذية المدرسية من أهم الأسس الصحية للطلاب، باعتبارها امتداداً للرعاية الصحية التي يحصل عليها الطالب في البيت، نظراً لأنه يقضي أكثر من 7 ساعات في المدرسة. وأكدوا أن التغذية الصحية للطلبة مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والبلدية. وتزايد الاهتمام بالتغذية الصحية للطلبة بعد توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بشأن المقاصف المدرسية في إمارة الشارقة، حيث وجه سموه بإلغاء جميع عقود الشركات التي تورد الأغذية إلى مدارس الشارقة وأن تتولى الجمعية الخيرية بالإمارة تقديم البرنامج الغذائي الصحي الذي تقرره وزارة الصحة، فضلاً عن بناء صالات لتناول الطعام. وتمنى الكثيرون من الأهالي والطلاب تطبيق هذه التوجيهات السامية على سائر المقاصف والمدارس بالدولة، لما تحققه من منفعة صحية وسلوكية للطالب، حيث أمر سموه بتولي الجمعيات الخيرية للمقاصف المدرسية في الإمارة، بتقديم وجبات صحية للطلبة بحسب ما تقرره وزارة الصحة، والتخلص من الأهداف الربحية التي تضعها بعض الشركات الموردة للمقاصف المدرسية على حساب صحة أبنائنا، حيث يصعب على البلدية وجهات الرقابة الوصول إليها أحياناً. وتشير الدكتورة خلود إبراهيم، طبيبة بمستشفى العين، إلى أن التغذية المدرسية تهدف إلى توفير أنظمة غذائية صحية تضمن للطلاب السلامة والصحة وإمدادهم بما يحتاجون إليه من عناصر غذائية مثل الفيتامينات، البروتينات، الكربوهيدرات والدهون وعنصر الاوميجا 3 الذي يعد من أهم العناصر الغذائية للطلاب، فهو يساعدهم على تحسين النشاط الذهني والعقلي ورفع نسبة الذكاء بشكل كبير. وأضافت أن التغذية المدرسية من أكثر الوسائل التي تؤثر في السلوك الغذائي للطلاب، وتطوير العادات الغذائية لديهم، لما تتمتع به المدرسة من صورة مثالية في ذهن الطالب فيكتسب كل ما يقدم له من عادات وأنظمة، مشيرة إلى أن معظم المقاصف المدرسية تشوه هذا السلوك وتزرع في أطفالنا معتقدات غذائية خاطئة تؤدي إلى تدهور صحتهم وتسوس أسنانهم أيضاً. شكاوى الأهالي وعبر العديد من الأهالي عن استيائهم من السلوكيات الغذائية الخاطئة التي يكتسبها أبناؤهم داخل المدرسة، فتشتكي أم عبدالله من المنتجات والوجبات التي تقدم لأطفالها في المقاصف المدرسية، موضحة أن الشطائر أو الفطائر المقدمة للأطفال ليست ذات جودة عالية ولا متوسطة، فهي غير طازجة، خالية من الخضروات، غنية بالدهون والزيوت، وتباع لأطفالنا بضعف قيمتها لتجني المدرسة بذلك الربح، مما يؤكد على أن هدف المدرسة اقتصادي أكثر مما هو صحي وتربوي للطلاب. وتوضح المواطنة «أم عمر» وهي أم لخمسة تلاميذ في المرحلة الابتدائية أن ابنتها الصغيرة دائماً تشتكي من الخبز «اليابس» الذي يعد منه «ساندويتش» الفلافل الخالي من الخضار وكذلك «ساندويتش» الجبن، علاوة على أن كميات الأطعمة الموزعة على المقصف محدودة ولا تكفي جميع الطالبات في المدرسة، لذلك يتزاحم الأطفال على المقصف ليشتروا الساندويتشات قبل نفاد الكمية. وتشاركها الرأي أم سيف حيث إن أبناءها الطلاب يمتنعون عن أكل الساندويتشات في المدرسة نظراً لرداءتها واختلافها عن الساندويتشات المقدمة للمعلمات وهيئة التدريس. مسؤولية الأسرة وترى المواطنة «أم إيمان» أن «تغذية الطالب هي مسؤولية الوالدين من الدرجة الأولى والمدرسة هي مكمل لهذه المسؤولية ولا تقع كلها على المدرسة، ويتوجب على الوالدين التوجيه الصحيح والصحي لأبنائهم بحيث تقوم الأم بإعداد الإفطار والتأكد من أن أبناءها أخذوا حاجتهم الكافية منه، ثم تجهيز الوجبات التي يفضلها أبناؤهم وأخذها للمدرسة وتناولها في وقت الفرصة، مؤكدة أن الطالب في هذه الحالة لا يحتاج إلى شراء الوجبات غير المناسبة له من المقصف المدرسي وفي نفس الوقت يكون قد تغذى بشكل سليم وآمن». وتقول «أم محمد» إن إنشاء لجنة صحية في المدرسة تشرف على الأطعمة والوجبات التي تقدم للأطفال عن طريق المقصف سيريحنا من عملية استجواب أطفالنا المصابين بفقر الدم، السكري والسمنة وغيرها من الأمراض التي تتأثر بكل ما يتناوله الأطفال المصابين من أطعمه. أمنيات الطلاب بمقصف مثالي وقالت شيماء محمد الطالبة بالمرحلة الثانوية إن المقصف المدرسي هدفه جني الأرباح على حد تعبيرها، مستشهدة بذلك على أن كيس البطاطس المقلية يباع في البقالات والجمعيات الخارجية بنصف درهم، أما في المقصف المدرسي فيباع بدرهمين أو درهم ونصف؟ وأيدتها مجموعة من صديقاتها اللواتي يعانين من المشكلة ذاتها وهي ارتفاع أسعار المقصف المدرسي بأكثر من نصف القيمة، والذي يدفع بعض الطالبات إلى البقاء دون طعام أو الاكتفاء بوجبة واحده فقط أحياناً. وتقول أميرة محمد طالبة في المرحلة الثانوية: «نتمنى أن يطبق قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في سائر مدارس الدولة، بحيث يتوفر في مقصف مدرستنا مخبز صغير يوفر لنا احتياجاتنا من الساندويتشات، الفطائر والكعك، أو أن يكون بمقدرتنا الحصول على بعض الخضراوات والفواكه الطازجة من المقصف المدرسي». وتضيف تهاني خالد الطالبة بالمرحلة الثانوية: نأمل أن يكون هناك ركن لبيع منتجات الألبان والمشروبات الساخنة، فنحن نقضي وقتا طويلا بالمدرسة ونحتاج لأن نجعل هذا الوقت أمتع وأنفع بتوفير حاجاتنا ورغباتنا الغذائية، خاصة وإن كانت مفيدة وصحية ولا تخالف قوانين وأنظمة المدرسة. مطلوب أخصائيات تغذية بالمدارس يروي الطالب خالد سعيد، معاناته مع مرض السكري الذي رافقه منذ طفولته، خاصة في فترة تواجده بالمدرسة، حيث يستغل غياب رقابة والديه، فيتناول العصائر والحلويات ووجبات البطاطس المقلية التي كانت تعرضه لنوبات السكر المفاجئة بالمدرسة. وتوضح والدته أنه لو كانت هناك أخصائيات تغذية بالمقاصف المدرسية، تراقب وتنظم الأغذية والوجبات المقدمة لأبنائنا لما حدثت مثل هذه المشاكل مع الطلاب بخاصة في مراحل رياض الأطفال والابتدائية، حيث إن الأطفال في هذا العمر لا يدركون مدى خطورة مرض السكري. وتضيف أن دولة الإمارات تعاني من نسب عالية من مرضى السكري منهم أطفال في مراحل عمرية مختلفة، مما يستوجب على وزارات التربية والتعليم الاهتمام بهذه الفئة عن طريق توظيف أخصائيات تغذية لمتابعة غذائهم في المدرسة، حيث تختفي رقابة الوالدين. تشكيل لجنة صحية وقالت فاطمة الحيلي منسقة الخدمة الاجتماعية في منطقة رأس الخيمة التعليمية إن الوزارة وافقت على فكرة مشروع اللجنة الصحية التي باشرت بوضع الخطط وتطبيق الشروط الواردة من الملزمة الصحية هذا العام والتي تحدد وتقدر جودة الأطعمة المقدمة في المقاصف المدرسية. وأشارت الحيلي إلى أن اللجنة المنظمة لم تستثن من أجندتها طلاب مرضى السكري الذين يتم متابعتهم من قبل الممرضة المدرسية التي تقوم بدورها بفحص نسبة السكري في دم الطلاب المرضى بشكل دوري. دور البلدية بدوره أوضح فواز يوسف رئيس قسم الرقابة الغذائية في بلدية رأس الخيمة، أن الرقابة على المقاصف المدرسية مسؤولية مشتركة بين البلدية والمنطقة التعليمية، بحيث يكون من جهة البلدية مراقبون متخصصون في الكشف على أماكن تخزين الأغذية، والتعاقد مع الموردين، كذلك تقوم البلدية برقابة ذاتية يومياً وفحص الساندويتشات التي تقدم للطلاب وتتركز جهودنا كذلك على تحقيق شروط النظافة في المخابز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©