علي معالي (دبي)
طوله 228 سم.. وزنه 145 كجم.. عمره «25 سنة».. مقاس الحذاء الخاص به «55»، إنه الظاهرة الجديدة في النسخة 28 لدولية دبي للسلة، وهو الفرعون المصري الجديد حمد فتحي لاعب منتخب بلاده، ويعتبر حديث البطولة والظاهرة الأبرز فيها.
دخل فتحي التاريخ من أوسع أبوابه، حيث شارك مع المنتخب المصري للسلة في البطولة العربية التي جرت بالقاهرة مؤخراً، وتوج بلقبها مع منتخب الفراعنة، وقبل ذلك شارك مع منتخب اليد في دورة الألعاب الأفريقية بالكونغو برازفيل العام الماضي وحقق الميدالية الذهبية، ليصبح المصري الوحيد الذي يمثل منتخب بلاده دولياً في لعبتين جماعيتين مختلفتين «يد وسلة».
وحضر أطول لاعب في البطولة إلى دبي للمرة الأولى، وتعتبر زيارته الرحلة الثانية له خارج مصر، حيث كانت الأولى إلى الكونغو برازفيل عندما شارك مع منتخب اليد، ووجد حمد فتحي في دبي الأجواء مناسبة له لتقديم بطولة مختلفة تماماً، ليس هذا فحسب، بل رأى فيها المكان الرائع في كل شيء، فلم يكن يتوقع اللاعب القادم من محافظة البحيرة المصرية هذا النظام والتعايش الجميل بين كل الأطياف على أرض الإمارات، مؤكداً بأن ما شاهده في دبي مثالي للغاية في كل الأمور، خاصة النظافة والنظام.
إدارة الفندق الذي يقيم فيه حمد بدبي تفاجأت بهذا العملاق، ولكنها وفرت له كل سبل الراحة، فقامت بوضع سريرين مع بعضهما البعض لكي لا يشعر بالتعب، والموقف الطريف الذي واجهه كان في النادي الأهلي، حيث إن رأسه ونظراً لطوله الفارع ارتطمت بالسقف المؤدي إلى غرفة خلع الملابس.
والموسم الحالي هو الأخير لفتحي مع ناديه المصري «الشرقية للدخان» ويحق له الانتقال لأي نادٍ آخر ولديه عروض من 3 دول أوروبية، خاصة في إسبانيا، حيث طلب أحد الأندية شرائط فيديو للاعب، وبالطبع فإن المدرب خوان أنطونيو أورينجا سيلعب الدور الأكبر في هذا التوجه للاعب، خاصة أن المدرب معروف في أوروبا.
يقول حمد فتحي: «بدأت حياتي بلعبة السلة، وسأظل طوال حياتي فيها، لم ألعب غيرها، وعندما تحولت لكرة اليد كانت فترة بسيطة، ثم وجدت المتعة الكاملة مع السلة».
بدأ العملاق المصري مشواره مع السلة وهو في الـ 11 من عمره، قبل أن تتحول وجهته إلى كرة اليد عام 2015، وعزا فتحي ذلك إلى أنه «لم أجد التدريبات الكافية في السلة عندما لعبت لنادي سموحة السكندري، وعندما انتقلت للعبة اليد وجدت الاهتمام الكبير من الكابتن خالد حمودة رئيس اتحاد اليد ومروان رجب المدير الفني للمنتخب الأول، حيث كان لهما الفضل الأول في تحويل وجهتي لليد».
وأضاف: «لم أستمر كثيراً في اليد بسبب المشاكل الكثيرة بين المدربين والإدارة، كما أن مدرب سبورتنج أهملني كثيراً، فلا لعب ولا تدريبات مناسبة، ولذلك كان قرار العودة في العام الماضي، وعمري وقتها 24 عاماً»، وقال: «عندما قررت العودة للسلة كان لزاماً العودة لفريق الشرقية لأنني وقعت معهم قبل الانتقال لليد موسمين، قضيت موسماً ثم انتقلت لليد، وبالتالي أصبحت مضطراً لاستكمال العقد بموسم آخر ينتهي مع نهاية الموسم الحالي».
وتابع: «يرجع الفضل في ضمي للمنتخب للمدرب الإسباني الجديد خوان أنطونيو الذي وجد الخامة في الطول، وبدأ يكثف جرعات التدريب ويمنحني الثقة، وكانت البطولة العربية التي توجنا بها مؤخراً دافعاً كبيراً لي لأبحث عن ألقاب أخرى جديدة، حيث كنت في أشد الحاجة للفوز باللقب العربي الأول في حياتي مع اللعبة، ووجدت نفسي في السلة، كونها لعبة ساحرة وجميلة وبها مهارات كثيرة، بعكس اليد التي أعتبرها لعبة عنيفة».
وعن طوله الفارع وهل يسبب له أي حرج، خاصة أنه الوحيد في أسرته بهذا التكوين الضخم، يقول فتحي: «أنا شقيق لخمسة آخرين، 3 أولاد، وبنتين، ليس هنالك من هم في طولي، ولا أجد أي حرج في تعاملي مع المجتمع، فأعتبر هذه «هبة من الله».
من ناحيته، يرى وائل لطفي، مدير المنتخب المصري، في العملاق المصري نموذجاً للاعب السلة المثالي وقال: «يستمع جيداً إلى التعليمات ولديه ذكاء عالي في مجال اللعبة، ونتوقع أنه في حال احترافه الخارجي أن يضيف الكثير للسلة المصرية، أخلاق اللاعب عالية ولديه حب كبير للمدرب الإسباني خوان، كما ارتبط معه بعلاقة صداقة جميلة».
وواصل مدير المنتخب مؤكداً: «لا أحب السير إلى جواره حتى لا تظهر قامتي على أنها قصيرة، ولكن في مطار القاهرة ونحن قادمون إلى دبي سرت إلى جواره فإذا بأحد العمال في المطار يتحدث إلى زميل له، وكأنه يسخر من طولي إلى جوار فتحي». وتابع وائل لطفي: «ما يضايق حمد هو الضرب من دون كرة في أرض الملعب، ولكنه مع اللعب والاستمرار سيتعود على ذلك، وختم: «ساهم حمد في إحداث طفرة كبيرة لفريقه مؤخراً بالتفوق الكبير الذي أظهره، وساهم في عدم هبوط فريقه «الشرقية للدخان» للدرجة الأولى والبقاء بالممتاز».
عدد اليوم
