الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مدينة منبج السورية نموذج لما بعد الأسد

16 نوفمبر 2012
منبج (سوريا) (ا ف ب) - يذهب الأطفال في مدينة منبج إلى المدارس وتتبضع ربات العائلات، بينما يعمل الفنانون والصحفيون في هدوء من دون خوف من الرقابة، فالمدينة الواقعة شمال غرب سوريا باتت تعد نموذجاً لما قد تكون عليه سوريا ما بعد الأسد. وخلافاً لمدن أخرى في هذه المنطقة الشمالية من سوريا، لا تعبأ منبج بالنزاع بين قوات الرئيس السوري والمعارضة. ويقول سكان المدينة إن جنود النظام رحلوا مسرعين في يوليو، الأمر الذي جنب منبج معارك طاحنة مثل التي تشهدها حلب، في حين لا تنشر قوات المعارضة فيها سوى القليل من عناصرها. وتعيش المدنية بمنأى عن ويلات الحرب، فقد أنشأ مسؤولون مدنيون فيها صحفاً مستقلة، ونظموا عمليات تنظيف كبيرة للشوارع، وطلبوا من الفنانين رسم رسوم كاريكاتورية محلية، وكل ذلك على أمل النهوض بالروح الجماعية. وتخلى هؤلاء المناضلون المدنيون عن عملهم أو الدراسات التي كانوا يتابعونها في حلب ودمشق، فهم يعلنون أنهم مثقفون ليست لديهم أي رغبة في القتال ويعتقدون أن بإمكانهم الدفع بالديمقراطية عبر فنون الشوارع والصحف. وأوضح فايز ابو قتيبة مدير “هيئة شباب المستقبل”، وهو لا يكل من أن يكرر أن “هدفنا هو مساعدة بلادنا في هذه اللحظة الحرجة على إرشاد الشباب نحو المستقبل في هذا الظرف الذي غابت فيه الحكومة”. وأضاف أن “الناس يعملون، إنهم ينظفون الرصيف أمام محالهم، إننا نطرح على كل من يريد الانضمام إلينا أن يختار ما الذي يريد القيام به”. وعلى جدران منبج، تلفت الرسوم الكاريكاتورية أنظار المارة وتحدث وقعاً خاصاً. ويدين رسم الانتهازيين، بينما يشجع رسم آخر سائقي السيارات على عدم الإفراط في استعمال المنبه. ويمثل رسم ثالث مسؤولاً حكومياً سميناً، وقد عصبت عيناه وقيد إلى كرسي وهو يقول “الكرسي هو المذنب لست أنا”، وذلك تنديداً بالفساد. وبعد أن درس الترجمة، أصبح أحمد (24 سنة) راقصاً في دمشق، وهو من بين المساهمين في المشروع. وروى الشاب أن “طيلة 40 سنة حاول نظام الأسد قمعنا، لم نكن نستطيع أن نفعل ما نريد، لم يكن أمامنا سوى أن ندرس، لم يكن هناك عمل ولا مؤسسات، والاقتصاد في انهيار، لكننا الآن نبدي رأينا في كل الأمور”. وأضاف “بدأنا نرسم على الجدران، وفي يوم من الأيام فكرت مع بعض أصدقائي أن نؤسس صحيفة، لكن ذلك لم يتم”. غير أن صحيفة “صوت الحرية” بلغت الآن عددها السابع، وبين النظام والمعارضة اختارت الأسبوعية طريق الوسط. وفي عددها بتاريخ 22 أكتوبر تحدثت “صوت الحرية” عن كاتب سوري، عن ممثل ترك دراسته في الولايات المتحدة لينضم إلى مكافحة النظام، لكنه اعتقل في دمشق، وتناول سجل وفيات الصحيفة حياة أحد المقاتلين المحليين، بينما انتقدت الافتتاحية فصائل المعارضة التي تقضي وقتها في التبجح أكثر من استهداف الطائرات المقاتلات التي ما زالت من حين لآخر تقصف منبج بقنابلها. وأكد باسل رئيس تحرير “صوت الحرية”، أنه كان يحلم منذ زمن طويل بتأسيس صحيفة مستقلة، لكن ذلك كان مستحيلاً في عهد النظام. وقال “في السابق كانت الصحافة حكراً على بعض المجموعات الدينية وقسم من البورجوازية وبعض المثقفين، لكننا تجاوزنا ذلك ونقترب من النموذج الديمقراطي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©