عواصم - وكالات الأنباء: واصلت الحكومة الروسية انتقاداتها للخطط الاميركية بنشر نظام دفاع صاروخي في شرق أوروبا، فيما يحاول وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الذي وصل إلى روسيا أمس طمأنة الأخيرة بشأن خطط بلاده لإقامة هذا النظام، عارضا على موسكو مشاركة لوجيستية في الدرع الدفاعي·
وقال وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف أمس خلال اجتماع مع نظيره الاميركي روبرت جيتس ''إن النظام المزمع نشره يمثل عنصر عدم استقرار حقيقي للأمن الإقليمي والعالمي''· وقال الوزير الاميركي في مؤتمر صحفي ''لقد أعدت التذكير في لقاءاتي مع المسؤولين الروس بأن الولايات المتحدة تأمل بتوسيع مجالات التعاون مع روسيا عبر مجموعة انشطة الدفاع المضادة للصواريخ''·
واجتمع جيتس أولا مع وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الوزير الروسي قوله إن العلاقات العسكرية إيجابية في المجمل، ولكنه أضاف في إشارة واضحة إلى الدرع الصاروخي، ''مازال هناك عدد من القضايا التي تسبب توترا كبيرا''· وقال مسؤول بارز من الادارة الأميركية يرافق جيتس إن وزير الدفاع سيحث بوتين على قبول صفقة عرضها المسؤولون الأميركيون على الروس الأسبوع الماضي لاقتسام بعض مزايا نظام الدرع الصاروخي مثل اقتسام المعلومات عن هذا النظام وربما التكنولوجيا المستخدمة فيه، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) تعتزم المضي قدما سواء تعاون الروس أم لا· وقال المسؤول ''سنستمر في بذل هذا الجهد مع روسيا ولكننا واضحون للغاية أيضا، سواء تعاونت روسيا معنا أم لا فهذا أمر يرجع بحق لروسيا·''
وتريد واشنطن وضع عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار في جمهورية التشيك بتكلفة تبلغ 3,5 مليار دولار· ويقول مسؤولون أميركيون إن الأنظمة التي تريد واشنطن اقامتها في بولندا وجمهورية التشيك لا يمكن استخدامها في اسقاط أي صاروخ روسي ولكن الروس يبدون قلقا فنيا واستراتيجيا، فالمواقع التي ستقام بها الأنظمة قريبة للغاية من الحدود الروسية بشكل قد يضر أمنها· ويقول بعض المسؤولين الروس إن الولايات المتحدة قد تزود المواقع في نهاية الأمر بأسلحة هجومية تستهدف روسيا، فيما يرى مسؤولون آخرون إنهم يساندون التوصل لنظام صاروخي جماعي للحماية من الدول المارقة ولكن يزعجها أن واشنطن تصرفت من جانب واحد·
من جهة أخرى قام رئيس وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية هنري أوبرينج بزيارة لبراغ أمس لتزويد المسؤولين في جمهورية التشيك بمعلومات حول القاعدة الرادارية التي تخطط الولايات المتحدة لإقامتها على الأراضي التشيكية في إطار خططها لإقامة الدرع الصاروخي· وأكد أوبرينج أن تعاون بلاده مع روسيا وحلف شمال الاطلسي (الناتو) في مشروع الدرع المضاد للصواريخ من شأنه تقويض الجهود الايرانية الرامية لتطوير برنامج صواريخها·
واعترف أوبرينج بعدم نجاح المحاولات حتى الآن في إقناع روسيا بالموافقة على خطط نشر النظام في بولندا وجمهورية التشيك، لكنه أشار إلى حدوث تقدم كبير لإزالة المخاوف الألمانية إزاء النظام المقترح· ووصف النظام الجديد بأنه لا يمكن الاستغناء عنه وأضاف ''هذا النظام الدفاعي سيحمي حلفاءنا ووحداتنا العسكرية من الاخطار المتزايدة القادمة من الجانب الايراني''·
من ناحية أخرى صرح يري باروبيك زعيم المعارضة التشيكي بأن حزبه الاشتراكي الديمقراطي لن يوافق على خطط الولايات المتحدة بنصب محطة رادار في جمهورية التشيك إلا في إطار منظومة دفاعية متكاملة لحلف الناتو في أوروبا، بالاضافة إلى إجراء استفتاء في البلاد حول الموافقة على نصب محطة الرادار· وأجاب المسؤول الاميركي على كلمات المعارض التشيكي بقوله إن خطط الدرع المضاد للصواريخ الذي تتبناه بلاده يمكن أن تمثل جزءا من الاستراتيجية الدفاعية للناتو·
عدد اليوم
