شيراك يدعم خصمه اللدود واليسار يتحد وراء مرشحته

باريس-وكالات الأنباء : قدم الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته جاك شيراك امس دعمه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية للمرشح اليميني نيكولا ساركوزي الذي تصدر الدورة الاولى لدى استقباله في قصر الإليزيه، على ما أفادت أوساط الرئاسة· وعلم من أوساط شيراك أن ''رئيس الجمهورية استقبل نيكولا ساركوزي وهنأه بحرارة على نتائجه في الدورة الاولى وعبر له عن تشجيعه ودعمه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية''· بالمقابل دعا اربعة مرشحين من اليسار الراديكالي ومرشحة حزب الخضر دومينيك فوينيه الذين جمعوا حوالى 11% من الأصوات في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية، ناخبيهم الى التصويت لمصلحة رويال في الدورة الثانية· وستكون أصوات هذا الجزء من الهيئة الناخبة ضرورية للاشتراكية رويال التي جمعت اكثر بقليل من 25% من الأصوات، حتى يتاح لها التغلب على منافسها اليميني نيكولا ساركوزي· وقال التروتسكي اوليفييه ام·بيزانسينو من الرابطة الاشتراكية الثورية الذي حصل على ما بين 4,3 و4,7% من الأصوات، ''أوجه دعوة للتغلب على اليمين في الشارع كما في صنادق الاقتراع''·وأضاف ''في صناديق الاقتراع، يجب ان نصوت ضد هذا اليمين الشرس، ضد نيكولا ساركوزي''· ودعت الشيوعية ماري-جورج بوفيه من جانبها ''جميع الرجال وجميع النساء اليساريين، وجميع الديموقراطيين والديموقراطيات، الى التصويت لمصلحة رويال وإقناع المترددين بالتصويت لها''· وحصلت بوفيه على ما بين 1,9 و2% من الأصوات، وهذا أدنى مستوى تاريخي للحزب الشيوعي الفرنسي·وأكدت بوفيه أن مرشح اليمين الذي تصدر النتائج ''نيكولا ساركوزي رجل خطر اختار عن سابق تصور وتصميم استخدام الأفكار غير المحتملة للجبهة الوطنية· ومن الضروري التغلب عليه''· ووجهت المرشحة التروتسكية للنضال العمالي ارليت لاجوييه التي حصلت على ما بين 1,4 و1,5% من الأصوات، نداء مماثلا، فيما امتنعت عن ذلك في 1995 وفي·2000 وقالت في تصريح صحافي ''في مواجهة نيكولا ساركوزي الذي استخدم جزءا كبيرا من اقوال وبرنامج جان-ماري لوبن (مرشح اليمين المتطرف)، وخصوصا حول الهجرة، وفي مواجهة عجرفته، سأصوت شخصيا لرويال، وأدعو الذين منحوني ثقتهم وجميع الناخبين الى التصويت لمصلحة رويال''· وأضافت ''سأفعل ذلك من دون تحفظ ومن دون أوهام، لكني أفعل ذلك تضامنا مع جميع الذين لا يريدون من الاوسط الشعبية رؤية ساركوزي في السلطة ويؤيدون الجميع باستثناء ساركوزي''· ودعا جوزيه بوفيه الذي حصل على ما بين 1,2 و1,5% من الأصوات، ''المواطنات والمواطنين، في السادس من مايو الى التغلب على ساركوزي مرشح اليمين واليمين المتطرف''، معتبرا ان ''هذا الرجل خطر''·وأعلنت مرشحة الخضر دومينيك فوينيه التي حصلت على ما بين 1,5 و1,7% من الاصوات، انها ''ستصوت في السادس من مايو لروايال''· الى ذلك شددت الصحف الفرنسية على وضوع النتائج في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأمر الذي يكرس ''المصالحة بين الفرنسيين والسياسة'' بعد زلزال ابريل·2002 وكتبت ''لو فيجارو'' المحافظة محللة ''لكل الذين كانوا يمطروننا منذ عشر سنوات بأننا نشهد نهاية السياسة وفقدان الأوهام المطلق، أتى هذا الاحد في 22 ابريل لينفي ذلك بفرح· انها طريقة جميلة لمحو 21 ابريل 2002 عندما وصل اليمين المتطرف الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية''· وأضافت ''ان نهج القطبين فرض منطقه اكثر بكثير مما كنا نتصور''· وكتبت صحيفة ''ليبراسيون'' اليسارية في افتتاحية بعنوان ''خيار الوضوح'' ان ''اليمين سيواجه في الدورة الثانية اليسار الذي يجب ان يراهن على التجديد''· وأضافت ان ''التعبئة المدنية الشاسعة على صعيد الأمة التي قيل عنها انها فقدت أوهامها وتعبت من الطبقة السياسية، يزيد كذلك من الوضوح الساطع للارادة الشعبية''·