الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصين تقدم قيادتها الجديدة للعالم وسط تحديات هائلة

16 نوفمبر 2012
بكين (وكالات) - خلف شي جينبينج أمس هو جينتاو على رأس الحزب الشيوعي الصيني، وأصبح بالتالي رئيساً للصين، الدولة الكبرى ذات نظام الحزب الواحد والتي تجتاز مرحلة تحولات كبرى وتواجه تحديات عدة أبرزها الإصلاح ومحاربة الفساد، وهي مواجهة سيكون للرئيس الجديد الدور الأكبر في قيادتها. وفور تعيينه في هذا المنصب خرج الزعيم الجديد (59 عاماً) أمام الصحافة العالمية برفقة المجموعة القيادية الجديدة التي تضم إليه ستة أشخاص آخرين يشكلون سويا “القيادة الجماعية” التي ستتولى حكم الصين خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة والتي كان تعيينها مدار مناقشات مكثفة خلال المؤتمر الثامن عشر للحزب. وأمام عدسات المصورين والصحفيين الآتين من العالم أجمع اعتلى شي منصة قصر الشعب وخلفه سار القادة الستة الآخرون الذين يشكلون “اللجنة الدائمة” للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني. وبعد أن تولى التعريف بالقادة الستة المنتخبين، ألقى شي الذي لم تخف ابتسامته ملامح الجدية التي يتميز بها، خطابا مقتضبا حذر فيه من أنه والفريق القيادي الجديد أمام “مسؤوليات هائلة”، مقراً أيضاً بأن الحزب الشيوعي يواجه “تحديات كبرى” أحدها الفساد. وأضاف أن القادة الجدد للبلاد سيعملون من أجل “ضمان حياة أفضل” للشعب. وخلافاً لما درجت عليه العادة، لم يرد في خطاب شي أي إشارة إلى أسلافه أو أي من المجاملات المعهودة، مما أثار ترحيب قسم من مستخدمي الإنترنت في الصين وكتب أحدهم معلقا “منذ زمن طويل لم نسمع خطاباً مباشراً كهذا وليس خطابا سياسيا خشبيا ومتكلفا”. من جهته، قال جان - بيار كابيستان خبير شؤون الصين في جامعة هونج كونج المعمدانية “لقد بدا مرتاحاً، لكنني أشك في أنه سيجري إصلاحات”. وطغت على أعمال المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي قضايا فساد واستغلال سلطة أبطالها أعضاء قياديون في الحزب ومسؤولون بارزون في الدولة. وصباح أمس، اجتمعت اللجنة المركزية الجديدة للحزب، المكونة من 205 أعضاء تم انتخابهم الأربعاء خلال المؤتمر العام، وانتخبت أعضاء المكتب السياسي الجديد المكون من 25 عضوا تقريبا. وهذا المكتب السياسي هو الذي انتخب أعضاء “اللجنة الدائمة” التي خفض عدد أعضائها من تسعة إلى سبعة بينهم شي الذي سيتولى رئاسة الحزب والدولة لولاية أولى من خمس سنوات تليها كما العادة ولاية ثانية من خمس سنوات أخرى. واعتبر كابيستان أن “هذا ليس فريقا مستعدا لإجراء إصلاحات كبيرة باستثناء ربما في المجال الاقتصادي؛ لأن هناك حاجة لذلك. أما على الصعيد السياسي، فإنهم محافظون للغاية”. وفي أول رد فعل من طوكيو، أعربت وزارة خارجية اليابان أمس عن “أملها” في إقامة علاقات “مفيدة للجانبين” مع الإدارة الجديدة للصين. كما وجه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون “تهنئته الحارة” إلى شي جينبينج. وفي خطاب ألقاه الرئيس المنتهية ولايته هو جينتاو، دعا السلف خلفه إلى “تنظيف” البيت الصيني المنخور بالفساد، وقال “إذا فشلنا في معالجة هذه المسألة بالشكل الصحيح قد يشكل هذا الفشل نكبة لحزبنا وربما يؤدي إلى انهياره وانهيار الدولة”. ولا يزال شي، أول رئيس يولد بعد قيام النظام الشيوعي في البلاد، شخصية غامضة إلى حد كبير لأن الجانب الأبرز منها ارتبط إلى حد كبير بمسيرته كرجل من النظام يتحين الفرص. وشي جينبينج هو ابن أحد “أبطال الثورة” حيث كان والده قاتل الى جانب ماو تسي تونج. أما زوجته بينج ليوان، فهي مغنية اوبرا معروفة ولها رتبة جنرال في الجيش، كما أنها أكثر شهرة منه. ولديهما ابنة تدرس في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة تحت اسم مستعار. وطمست الرقابة ما كانت كشفته وكالة بلومبورج في يونيو بأن ثروة أقرباء لشي تقدر بـ376 مليون دولار. ومن غير المتوقع أن يحصل أي تغيير جذري تحت إدارة شي على الصعيد الدبلوماسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©