القاهرة- بيروت -الاتحاد:
أكد رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة أن هناك أولوية لموضوع إقرار المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ومن خلال المؤسسة الدستورية والتي مازالت غير قادرة على الاجتماع·
وقال السنيورة في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عقب لقائهما أمس بمقر الامانة العامة للجامعة: ''إنه تعذر عقد الدورة الأولى لمجلس النواب اللبناني والتي تنتهي في شهر مايو المقبل''·
وأضاف: ''ولكن هناك رغبة في إقرار المحكمة مع الأخذ في الاعتبار التفسيرات التي أعطاها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة نيكولا ميشيل وهي أن اقرار المحكمة سواء كان من مجلس الأمن الدولي أو من قبل لبنان·فالفرق في طبيعة الولادة (فالأولى قيصرية والثانية طبيعية)''·وأكد السنيورة أنه يتم إعطاء الأولوية والسعي الدؤوب لإقرار المحكمة في المؤسسة الدستورية اللبنانية لما فيه مصلحة اللبنانيين، ولمصلحة لبنان والعدالة أن يتم التوصل إلى إقرار المحكمة لأنه بدون ذلك ''يصبح سقف اللبنانيين مكشوفا''·
وشدد السنيورة على أن ''إقرار المحكمة ليس فقط لمنع المجرمين وإنما هو الضمان الأكيد من أجل حرية اللبنانيين لأنه على مدى ثلاثين عاما حدثت ثلاثين عملية اغتيال لم نعرف مرتكبيها''·
وردا على سؤال حول وضع مزارع شبعا في مبادرة السلام العربية أكد السنيورة أن ''مزارع شبعا لبنانية وأن الأخوة السوريين يقولون إن شبعا لبنانية لكنهم ليسوا على استعداد لتقديم أي ورقة من أمين السجل العقاري الدولي الذي يحكم في هذه الأشياء''·وأضاف أن هذا ''يدل على عدم تعاون من السوريين في موضوع مزارع شبعا وهو ما دعانا إلى اقتراح وضع مزارع شبعا تحت وصاية الامم المتحدة وبالتالي نحرر أرضا كانت محتلة من قبل إسرائيل''· وأشار السنيورة إلى أن سوريا ليس لديها مانع من وضع مزارع شبعا تحت وصاية الامم المتحدة كما أكد له وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان· واصفا هذه الخطوة بأنها مشجعة للتعاون من أجل تحرير الأرض·وقال السنيورة ''إن كل سنتيمتر يحرر من إسرائيل هو مكسب للجانب العربي على أن يتم ذلك دون تقديم أية تنازلات''·
مؤكدا أنه ''لن يكون هناك أي تنازل من جانب لبنان تجاه حقوقه المشروعة وأن لبنان سيكون آخر من يذهب للسلام بعد أن توقع جميع الدول العربية اتفاقات مع إسرائيل''·
وقال السنيورة إن الأمين العام للجامعة العربية مرحب به في لبنان في أي وقت عندما يكون هناك تقدم حقيقي على الساحة اللبنانية·
ومن جانبه أكد موسى أن الجامعة العربية مفتوحة لجميع اللبنانيين ولا يوجد أي تفضيل لجهة على جهة وقال ''إننا نستمع إلى من يتحدث إلى الجامعة العربية''·
وكان السنيورة قد اجتمع مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس وزرائه احمد نظيف، وأعرب السنيورة عن تقديره لدعم مبارك المستمر للبنان ولمصالح شعبه· وقال إنه استعرض مع الرئيس المصري العديد من القضايا والتطورات الجارية على الساحة اللبنانية· ووصف اللقاء بأنه مثمر وبناء·
من ناحيته أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف استعداد مصر الدائم لدعم لبنان في عملية اعادة الاعمار تنفيذا لتوجيهات الرئيس مبارك بالاستجابة لكافة متطلبات الجانب اللبناني·
وقام نظيف والسنيورة عقب المباحثات بالتوقيع على اتفاق لتوريد الغاز الطبيعي المصري الى لبنان من خلال خط الغاز العربي الموحد·
وفي بيروت وبعدما تعذر حل الازمة اللبنانية محلياً، وتعطلت المبادرة العربية، وسحبت المملكة العربية السعودية مبادرتها، تحركت اوروبا بوجهها السويسري في مبادرة جديدة، ترغب من خلالها تكريس الحل الاوروبي للازمة في لبنان وسط ترحيب من قبل قوى 8 مارس واستغراب من قبل 14 مارس·
وعلمت ''الاتحاد'' ان المساعد القانوني للأمين العام للأمم المتحدة نيكولا ميشال الذي زار بيروت مؤخراً لبحث قضية المحكمة ذات الطابع الدولي، وهو سويسري الاصل، روّج للاقتراح السويسري خلال لقاءاته مع القيادات اللبنانية، وابلغهم تأييد الامم المتحدة لمثل هذا الاقتراح، الذي ينص على عقد جلسات حوار مغلقة بين ممثلين عن الطرفين لاعداد مسودة اتفاق·
ومن جهة اخرى يأمل اللبنانيون ان تساهم زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى العاصمة السورية يرافقه مساعده للشؤون القانونية نيكولا ميشال في اقرار المحكمة في المؤسسات الدستورية اللبنانية بديلاً من اقرارها في مجلس الأمن الدولي·
الى ذلك اكد رئيس الحزب ''التقدمي الاشتراكي اللبناني'' النائب وليد جنبلاط، ان التجارب الماضية اثبتت ان لا احد يمكنه الغاء الآخر في لبنان مهما كان يتمتع بامكانات مادية وعسكرية (في اشارة الى ''حزب الله'')·
وقال خلال جولة له في قرى عاليه في جبل لبنان امس ''هناك من يحاول الغاء الآخر اليوم بعدما حاول تعطيل المحكمة الدولية''·
عدد اليوم
