الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«المارجن كول» يزيد «جراح الأسهم» والخسائر 61 مليار درهم خلال 6 جلسات

«المارجن كول» يزيد «جراح الأسهم» والخسائر 61 مليار درهم خلال 6 جلسات
9 ديسمبر 2014 22:10
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) فاقمت موجة هبوط قاسية جديدة تعرضت لها أسواق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، من خسائر الأسهم المحلية التي أضافت خسائر جديدة بقيمة 18,5 مليار درهم، لتفقد خلال 6 جلسات متتالية من الهبوط نحو 61 مليار درهم. ورفعت ضغوط « المارجن كول» التي نفذتها شركات الوساطة على عملائها المقترضين والمتداولين بالهامش من حالة الهلع التي أصابت صغار المستثمرين ودفعتهم مع محافظ استثمار أجنبية إلى البيع المتسارع، مما دفع المؤشرات الفنية للأسواق، خصوصاً في سوق دبي إلى التراجع بحدة إلى أدنى مستوى منذ فبراير الماضي. وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 2,35%، محصلة انخفاض سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 2,3%، وانخفاض عنيف لسوق دبي المالي بنسبة 3,5%، بعدما تمكن من تقليص خسائره التي تجاوزت 6%، بدعم من عمليات شراء استثمارية استهدفت الأسهم القيادية عند أدنى مستوياتها للعام الحالي، بحسب محللين ماليين. و تم تداول 720 مليون سهم بقيمة 1,89 مليار درهم نفذت من خلال 15423 صفقة.وأشاع ارتداد الأسواق خلال النصف ساعة الأخيرة من الجلسة نوعاً من الارتياح، بيد أن المخاوف لا تزال تنتاب المستمرين في استثمار موجة الهبوط، حيث يعتقد كثيرون أن يكون الارتداد مؤقتاً بهدف البيع عند مستويات عليا عند الارتداد والعودة للهبوط من جديد. وقال محللون إن موجة الهبوط القاسية الجديدة تزامنت مع موجة مشابهة في العديد من أسواق المال العالمية والخليجية على وقع التراجع المتواصل في أسعار النفط، فضلاً عن عمليات تسييل تقوم بها محافظ استثمار أجنبية ضمن خططها لإعادة التمركز من جديد في الأسواق في ضوء التغيرات الجديدة. وعزا نبيل فرحات الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، الهبوط العنيف للأسواق المحلية دون بقية أسواق المنطقة، إلى عمليات مارجن كول نفذتها شركات وساطة على مقترضيها لتغطية مراكزهم المكشوفة بعدما تراجعت العديد من الأسهم، إما بالحد الأقصى 10% أو قريبا من هذا الحد، قبل تقليص السوق لخسائره. وأضاف أن حالة الهلع غير المبررة جراء انخفاض أسعار النفط تكبر بشكل يضر بالأسواق، مشيراً إلى أن ارتفاع أحجام التداولات يكشف عن أن الهلع لم يصب فقط صغار المستثمرين، بل طال مستثمرين كبارا، ومحافظ استثمار لديها كميات كبيرة من الأسهم، قامت بعمليات بيع مكثفة تركزت على أسهم قيادية كبيرة، مثل سهمي إعمار وأرابتك. وأفاد بأن الارتداد الذي قلص من خسائر الأسواق ليس واضح المعالم، مما إذا كان مؤقتاً ومن ثم البقاء في نفس الموجة الهابطة أم أنه ارتداد حقيقي، الأمر الذي يصعب الحكم على مسار الأسواق من جلسة واحدة، حيث تحتاج الأسواق إلى فترة زمنية كافية من الاستقرار للحكم على تعافيها. وأوضح أن الهبوط 65% من القيمة السوقية للأسهم المحلية محصورة في قطاعي الاتصالات والبنوك، وهما قطاعان بعيدان عن النفط وتداعياته كما أن أسهم القطاعين يتداولان عند مضاعف ربحية مغر دون 10 مرات، وتعطي ريعاً على الاستثمار يتراوح بين 5-6%، الأمر الذي يؤكد أن البيع العشوائي غير مبرر وعقلاني. وأضاف أن هناك توقعات باستقرار أسعار النفط أو ارتدادها خلال الأيام المقبلة، كما أن الدولار في بداية مرحلة تصحيح، مما يعد ايجابياً لأسعار النفط، كما أنه تاريخياً فإن كل استقرار أو تحسن في أسعار النفط يقابله تحسن في أسعار الأسهم. وقال فرحات إن أسواق الإمارات في غالبيتها ليست لها علاقة بالنفط، فضلاً عن أن مكررات ربحيتها انخفضت بموجب هذا الهبوط المتوالي إلى 10 مرات، مما يعني أن هناك فرصا استثمارية جيدة للباحثين عن الاستثمار لفترات زمنية طويلة وليس للمضاربين. وأوضح أن الملاحظ أن الاستثمار الأجنبي لا يزال يقتنص الفرص التي تتيحها التراجعات الحالية، حيث أظهرت الجلسات الأخيرة أن هناك خروجا مؤسساتيا من سوق دبي من الأسهم الصغيرة بحدود ملياري درهم. ونصح صغار المستثمرين بالتركيز على الأسهم القيادية التي تعطي توزيعات أرباح لمساهميه، عكس الأسهم الصغيرة التي إما توزع أرباحاً أو تمنح نسبا صغيرة من الأرباح، مما يجعل أسهمها عرضة للهبوط الحاد عند تراجع الأسواق. وقال إن هناك أسهما خسرت نحو 65% من قيمتها السوقية جراء التراجع القوي والمتواصل للأسواق، الأمر الذي يستدعي الابتعاد عن المضاربات. من جانبه، قال المحلل المالي وضاح الطه، إن أسواق الإمارات باتت أكثر حساسية دون غيرها من أسواق المنطقة من التأثيرات الخارجية، وذلك منذ دخولها إلى مؤشر مورجان ستانلي، مضيفاً أن جلسة الأمس شهدت قيام مديري محافظ استثمار بالبيع بسعر السوق، مما جعل المؤشرات تتراجع بعنف. وأوضح أن إغلاق مؤشر سوق شنغهاي في وقت متزامن مع افتتاح أسواق الإمارات على انخفاض حاد بأكثر من 5%، ساهم في حدة الهبوط الذي افتتحت به الأسواق تعاملاتها، خصوصاً أن الأسواق المحلية مهيأة نفسيا لمزيد من الهبوط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©