الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكتاب الورقي» يتكامل مع «الإلكتروني» رغم التطور التكنولوجي

«الكتاب الورقي» يتكامل مع «الإلكتروني» رغم التطور التكنولوجي
17 نوفمبر 2012
الشارقة (الاتحاد) - عبر عضو مجلس الشورى والكاتب السعودي حمد القاضي، الذي شارك في معرض الشارقة للكتاب، عن تفاؤله بمستقبل الكتاب الورقي على الرغم من كل التقدم التكنولوجي وتطور وسائله، وأن الكتاب الإلكتروني لا ينافس الكتاب الورقي ولا يتناقض معه بل يتكاملان، لأن الفكرة الأساسية من الكتاب بغض النظر عن شكله هو القراءة، فالمهم في رأيه أن يكون الإنسان قادراً على القراءة، حتى لو كانت لا تتجاوز يومياً ربع ساعة، فالحصيلة السنوية للقراءة اليومية لفترة لا تتجاوز 15 دقيقة تكون 30 كتابا في السنة على الأقل، ودلل القاضي على مستقبل الكتاب الورقي وتفاؤله باستمرار حضوره من خلال هذه المعارض المختصة في الكتب التي ما زالت تستقطب أعداداً كبيرة من الزوار والقراء والمتابعين وهو ما يعني أن للكتاب مكانة وحضوراً لا يمكن غض النظر عنه. الكتابة باقية قال القاضي في ندوة حملت عنوان “مستقبل الكتاب الورقي” ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين، “عندما تقرأ الكتاب كعاشق له، ويكون بين يديك تشعر بأنك تحتضنه”. وتساءل القاضي “لماذا يبقى الكتاب الورقي في ظل الكتاب الإلكتروني والتطور التكنولوجي الهائل؟” مؤكداً أن “الحرف المطبوع والكتاب المطبوع باقيان، لأن الكتابة هي الحقيقة الأبقى، وهناك ارتباط وجداني بالكتاب لدرجة أننا نشعر بأننا نفكر بشكل أفضل عندنا نتعانق مع الكتاب، كما أن الوسائل والوسائط الحديثة لا تمتلك المصداقية والموثوقية الكاملة فيما يتعلق بالمعلومات المنبثقة عنها كما هو الحال مع الكتاب الورقي الأكثر موثوقية وصدقية”. وأشار القاضي إلى أن “الفضائيات والوسائل والوسائط التكنولوجية الحديثة والفضاءات الجديدة أثرت على القراءة في الكتاب الورقي، وسرقت الكثير من وقت الإنسان وجهده، حتى من عاشقي الكتاب الورقي، لكن يبقى للكتاب المطبوع مكانته وأهميته، خصوصاً أن من يعشق الكتاب الورقي لا يستغني عنه”. وقال “ما زلت أعشق وأقرأ الصحف الورقية وليس الإلكترونية، خصوصاً أن ما يجري في المواقع الإلكترونية هو تصفح، وهو مفهوم يختلف عن القراءة، فنحن نتصفح المواقع الإلكترونية، لكننا نقرأ في الكتاب المطبوع”. وأضاف “العلاقة بين عاشق الكتاب والكتاب المطبوع تشبه العلاقة بين الأم ولهفة الطفل لحضنها”. وقال إن “الدليل الأهم على بقاء الكتاب الورقي هو معارض الكتب في مختلف أنحاء العالم، مثل معرض الشارقة للكتاب الذي يحظى بإقبال جماهيري كبير، وبقية معارض الكتب العربية والعالمية التي ينتظرها ويزورها عشاق الحرف والكلمة المطبوعة من شتى أصقاع الأرض باحثين عن ضالتهم في تلك الكتب المتنوعة، فمعارض الكتب لن تستمر لولا وجود قراء ومتابعين وعشاق للكلمة المطبوعة”، لافتاً إلى أن “الكتاب تحول إلى صناعة النشر وهو مسألة اقتصادية، ولا يمكن لدار النشر أن تنشر كتاباً لا يعود عليها بالربح”. توثيق المعلومة أوضح القاضي أن “توثيق المعلومة من خلال كتاب مطبوع أدق من مثيلتها في الإنترنت لأسباب عديدة من بينها القرصنة والأسماء الوهمية، كما أن القراءة من الكتاب الورقي أفضل طبياً من القراءة من خلال شاشة، بالإضافة إلى أن هناك من يتحدث عن فكرة العلاج بالقراءة التي لا تخلو من أفكار لها علاقة بشفاء الروح والجسد والوجدان وفق بعض الاجتهادات والأبحاث بهذا الخصوص”. ولفت إلى أن “الجيل الجديد ابتعد عن القراءة، خصوصاً قراءة الكتاب الورقي، لكن المهم هو أن يقرأ الطفل بأية وسيلة، فلا غنى لنا عن القراءة، والمهم أن نقرأ، فأينما تمطر القراءة فإن خراجها للإنسان، والمهم أن نحسن الاختيار فيما نقرأ”. وعن كيفية تحفيز وتشجيع الناس خصوصا الجيل الجديد على القراءة. قال القاضي “بداية لا من العمل على خلق علاقة وجدانية بين الطفل والقراءة، والتشويق للقراءة، وخلق حالة عشق مع الكلمة، وحسن اختيار ما نقرأ، والقدرة على التمييز بين الكتاب الجيد والكتاب غير الجيد”. وأكد انه “عندما نقدم كتاباً جيداً فسوف نجد له قراء جيدين، كما أن للإعلام دورا مهما في التشجيع على القراءة”. وأضاف “يجب أن يكون هناك تكامل بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، فلا يزدهر أحدهما إلا بالتكامل وعدم التناقض مع الآخر”، ولفت إلى أهمية وجود نوادي القراءة التي تشجع على القراءة وتنمي دافعيتها لدى الشباب. وقال “أتمنى من الأمانة العامة لمجلس التعاون أن تهتم بنوادي القراءة وتشجيعها ودعمها بمختلف أشكال الدعم بما فيها تخصيص جوائز لها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©