محمد حامد (دبي)
على الرغم من وضوح آلية التصويت وطريقة اختيار أفضل لاعب في العالم الذي يتوج بـ«كرة الفيفا الذهبية»، وخاصة في المرحلة النهائية للتصويت التي تعتمد على اختيارات المدربين وقادة منتخبات العالم، إلا أن أسس الاختيار تظل غامضة ومثيرة للجدل.
فهل يتم اختيار اللاعب الأفضل في العالم بناء على الإنجازات الجماعية لفريقه ومنتخب بلاده ودوره المؤثر فيها ؟ أم لأسباب تتعلق بإنجازاته الفردية والرقمية ومعدله التهديفي مثلاً ؟ وهل للقوة الإعلامية والجماهيرية والتسويقية لهذا اللاعب أو ذاك علاقة ما بتربعه على العرش العالمي ؟ تساؤلات لا يمكن لأحد حسم الإجابة عليها.
الثابت في صراع الكرة الذهبية أنه في قضية ليونيل ميسي نجم البارسا ومنتخب التانجو، وكريستيانو رونالدو هداف الريال وقائد البرتغال منذ عام 2008، فقد كان النجم البرازيلي ريكاردو كاكا هو آخر من انتزع اللقب العالمي قبل أن يسيطر عليه «ليو والدون» في مسلسل استمر عرضه بنجاح ساحق طوال 7 سنوات، ويدخل حالياً موسمه الثامن على التوالي، وعلى الرغم من استمتاع عشاق النجم البرتغالي ومنافسه الأرجنتيني بهذا الصراع الملتهب بينهما، إلا أن البعض بدأ يشعر بالملل، وسط رغبة عارمة في رؤية وجه جديد لا يلعب دور «الكومبارس» على مسرح التتويج.
ميسي فاز باللقب 4 مرات أعوام 2009 و 2010 و 2011 و 2012، ودخل قائمة الترشيحات النهائية 9 مرات متتالية، أما رونالدو فقد تربع على عرش اللاعب الأفضل في العالم 3 مرات أعوام 2008 و 2013 و 2014، وفي العامين الماضيين نجح في إنهاء سيطرة ميسي على اللقب 4 مرات متتالية، كما دخل «الدون» قائمة الترشيحات الثلاثية «النهائية» 8 مرات.
أما عن مؤشرات نقاط القوة والضعف للثلاثي المرشح للفوز بكرة الفيفا الذهبية للعام الحالي وهم ميسي ونيمار ورونالدو، فإنه يصب في مصلحة ثنائي البارسا بدرجة ما، وخاصة على صعيد البطولات الجماعية، في ظل التقارب بينهم على مستوى الأرقام والأهداف والإنجازات الفردية.
ميسي
خاض ميسي 48 مباراة مع البارسا منذ يناير الماضي، وبلغ رصيد أهدافه في الفترة المشار إليها 44 هدفاً ويمكنه رفع حصلته في الفترة المقبلة، كما نجح في صنع 21 هدفاً، وعلى مستوى البطولات الجماعية فقد حصل مع البارسا على لقب الليجا، وكأس الملك، ودوري الأبطال الأوروبي، والسوبر الأوروبي، ولعل هذه البطولات هي أهم نقاط قوته، كما أنه رصيده التهديفي يصب في مصلحته مع الأخذ في الاعتبار أن الإصابة أعاقته عن الظهور مع الفريق الكتالوني لمدة 8 أسابيع، أما عن نقاط ضعفه فأهمها عدم قدرته على منح الأرجنتين لقب كوبا أميركا 2015، وقد يكون بلوغ نهائي البطولة القارية أحد نقاط القوة.
نيمار
من المرجح أن يصبح نيمار دا سيلفا نجم البارسا ومنتخب البرازيل الكومبارس السادس في مسلسل «ليو والدون»، صحيح أنه بدأ رحلة انتزاع الأضواء منهما، إلا أن تتويجه باللقب حالياً ليس أمراً سهلاً، وقد سبقه في دور الكومبارس، أي اللاعب الثالث الذي يقف إلى جوار ميسي و رونالدو على مسرح التتويج كل من فرناندو تورس، وتشافي هيرنانديز «3 مرات»، وأندريس إنييستا «مرتان»، وفرانك ريبيري، ومانويل نوير.
نيمار شارك مع البارسا في عام 2015 في 50 مباراة، محرزاً 41 هدفاً حتى الآن، وصنع 12 هدفاً، وحصل مع البارسا على 4 بطولات «الدوري والكأس ودوري الأبطال وسوبر أوروبا»، وهو يدخل الترشيحات النهائية للمرة الأولى في تاريخه الكروي، وهو أول برازيلي يصل إلى ليلة التتويج بعد كاكا الذي فاز باللقب عام 2007، أما عن نقطة ضعف نيمار، فهي خروج البرازيل من ربع نهائي بطولة كوبا أميركا.
رونالدو
أطلق رونالدو قبل أيام تصريحاً مثيراً للدهشة لا يتفق مع شخصيته القتالية، فقد رفع راية الاستسلام قائلاً إن ميسي سوف يفوز بالكرة الذهبية، وهو تصريح يراه البعض بمثابة إعلان مبكر لتتويج النجم الأرجنتيني باللقب للمرة الخامسة، وعلى الرغم من ذلك لا يزال رونالدو متفوقاً على ميسي ونيمار في سباق الأهداف، فقد أحرز في عام 2015 «حتى الآن» 45 هدفاً في 47 مباراة، وبلغ عدد تمريراته الحاسمة 14 تمريرة.
وسبق للدون الفوز بالكرة الذهبية 3 مرات، وبلوغ مرحلة الترشح النهائي 8 مرات، وفي حال توج باللقب للموسم الحالي فسوف يعادل ميسي ويحقق الإنجاز الفردي الأفضل في مسيرته الكروية، وفضلاً عن الأرقام الشخصية والتهديفية التي تعد من أهم نقاط قوة «الدون»، فهناك نقطة تميز أخرى وهي صعوده بمنتخب بلاده إلى نهائيات يورو 2016، أما أبرز نقاط ضعفه فهي عدم تمكنه من منح الريال أي بطولة في عام 2015.
عدد اليوم
