واشنطن (يو بي آي) - ينقسم العلماء حول ما إذا كانت الحيوانات تتمتع فعلاً بمعايير أخلاقية وعاطفية أو أنها تعتمد على غريزتها فقط، وأشار كتاب جديد إلى أن الحيوانات تتمتع فعلاً ببوصلة أخلاقية وتحسّ بالمشاعر مثل الحب والحزن والغضب والتعاطف. وذكر موقع “لايف ساينس” أن الكاتب والباحث في الفلسفة بجامعة ميامي مارك رونالدز قال في كتابه “هل يمكن أن يكون لدى الحيوانات أخلاق؟ إن “الثدييات مثل الجرذان والكلاب والشمبانزي تستطيع الاختيار بين أن تكون جيدة أو سيئة، وبما أنه لديها أخلاقيات، يجب على الإنسان أن يكون أكثر احتراماً لها”.
وأكد رونالدز في كتابه الذي أصدرته جامعة أوكسفورد أن بعض الحيوانات تغضب لدى انتهاك القوانين الاجتماعية. وعلق الباحث مارك بيكوف من جامعة كولورادو على ما جاء في كتاب رونالدز بقوله “إن الشمبانزي قد تعاقب أحدها آخر لانتهاك قوانين معينة في النظام الاجتماعي”.
وأعطى رونالدز العديد من الأمثلة على حيوانات تظهر تعاطفاً تجاه حيوات أخرى أو تجاه البشر، مثل تجربة رفضت خلالها قردة جائعة إيذاء قردة أخرى بالتيار الكهربائي حتى لو حصلت بموجب ذلك على الطعام، كما قام غوريلا بحماية طفل في الـ 3 من العمر سقط في قفصها، من الغوريلات الأخرى في حديقة حيوانات في إلينوي، أو مواجهة كلب للسيارات على طريق سريع في تشيلي لإنقاذ كلب آخر صدمته سيارة. وقال رونالدز إن كلّ هذه الأمثلة تظهر أن الحيوانات تتمتع بنوع من الإحساس بالصحيح والخطأ.
لكن بعض العلماء لا يتفقون مع رونالدز بأن هذا السلوك ناتج عن الأخلاقيات، بل يعزونه إلى الغريزة. كما أن الحيوانات لا تتبع أي قواعد لا تؤمن مصالحها أو مصالح جنسها، ما يعني أنها لا تفكر بالأخلاقيات، بينما يضع البشر معايير لا يتجاوزونها قد لا تكون مرتبطة بصالحهم مثل عدم تناول أنواع معينة من الأطعمة أو التجديف أو غيرها. وقال الباحث هال هيرزوج من جامعة غرب كارولاينا إن “بعض ذكور الطيور قد تضرب شريكتها الأنثى إذا رأتها مع آخر”. وأضاف “لكن مشاعر الحيوانات متجذرة في غريزتها وليست قرارات تتخذها بشكل واع”. وأكد أنها “تبدو لنا كسلوك أخلاقي ولكنها ليست متجذرة بتشابك الذكاء والثقافة واللغة مثل البشر”.
ولكن رونالدز قال إن غريزة الشمبانزي مثلاً، لم تكن ما دفعها لحماية طفل بشري، فلا فائدة لها من هذا الموضوع، مشيراً إلى أنه حين يقوم الأهل من البشر بحماية صغارهم غريزياً لا يعني ذلك أنهم لا يقومون بها بدافع أخلاقي.
عدد اليوم
