الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة المرنيسي.. أضاءت مربعات العتمة ورحلت

فاطمة المرنيسي.. أضاءت مربعات العتمة ورحلت
2 ديسمبر 2015 00:10
محمد نجيم (الرباط) رحلت صباح الاثنين، الباحثة وعالمة الاجتماع والكاتبة المغربية المعروفة فاطمة المرنيسي عن 75 سنة بعد معاناة مع المرض. واعتبر اتحاد كتاب المغرب، في بيان أصدره أن المغرب الفكري والعلمي، فقَدَ أحد رموزه الفكرية الكبيرة، هي التي أضاءت بحضورها الكثير من مربعات العتمة في مجتمعنا المغربي والعربي والعالمي، بأبحاثها ومؤلفاتها الرصينة وبدراساتها العلمية والمعرفية ذات المصداقية العالية، وخصوصا في مجال البحث السوسيولوجي. وأضاف البيان: كما أنه بغيابها، يكون حقل علم الاجتماع في المغرب وفي العالم العربي والعالم، قد خسر إحدى دعائمه وركائزه العلمية القوية، هي التي تركت للمكتبة العالمية، عديد المؤلفات والمصنفات والكتابات السردية، وصل صداها إلى العديد من بقاع العالم، سواء عبر حضورها المباشر في المحافل العلمية الدولية، من قبيل: المغرب عبر نسائه، والخوف من الحداثة: الإسلام والديمقراطية، وشهرزاد ليست مغربية، وسلطانات منسيات، وهل أنتم محصنون ضد الحريم؟، والجنس والإيديولوجيا والإسلام، ونساء على أجنحة الحلم. ولدت الباحثة فاطمة المرنيسي عام 1940 وهي سليلة أسرة مغربية محافظة بمدينة فاس، وتلقت تعليمها الأولي في فاس قبل أن تكمل تعليمها الجامعي في الرباط وبعدها حصلت على شهادات عليا في مجال علم الاجتماع من فرنسا وأميركا في وقت كان فيه هذا العلم حكرا على الرجال، وقد عينت الراحلة أستاذة باحثة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وتخصصت في البحث عن قضايا المرأة وتحررها. حصلت الراحلة فاطمة المرنيسي، التى تلقي محاضراتها في الكثير من الجامعات العالمية العريقة، عام 2003 على جائزة أمير أستورياس للأدب، وهي من أرفع الجوائز الإسبانية مناصفة مع سوزان سونتاغ، كما توجت عام 2004 بجائزة «إراسموس» الهولندية مع المفكر السوري صادق جلال العظم والإيراني عبدالكريم سوروش، وكان محور الجائزة «الدين والحداثة». وقد أثارت فاطمة المرنيسي في منجزها البحثي، الأكاديمي والثقافي، جدلاً واسعاً بسبب آرائها الجريئة، وتعرضت لأحكام مسبقة دون التمحص الحقيقي في مضمون أفكارها. ومن تلك الأحكام ما وصمها به البعض من اتخاذها موقفاً مناهضاً للإسلام، من دون الانتباه إلى أنها تناضل وتفكر معرفياً من داخل النسق الثقافي الإسلامي، الذي تعتبره أعطى المرأة مكانة مائزة، يتوجب العمل باستمرار على استعادتها، حتى لا تظل ثقافة والاستعباد هي المسيطرة مغربياً وعربياً. وبهذا المعنى، فإن تفكير المرنيسي في قضايا المرأة هو احتجاج علمي على ذات القراءات والكتابات التي لا تتمثل المرأة ما بين المحيط والخليج، إلا كحجاب وحريم وتحريم، فيما هي تاريخياً وواقعياً أكبر بكثير من هذه النظرة الاختزالية. .. وإدوارد الخراط.. أبو التجريب الأدبي في مصر إيهاب الملاح (القاهرة) برحيل الكاتب والروائي المصري الكبير إدوارد الخراط، الذي توفي صباح أمس (الثلاثاء) عن 89 عاما بأحد مستشفيات القاهرة، يسدل الستار على عصر كامل من الحداثة والتجريب القصصي والروائي وحتى النقدي في مشهدنا الثقافي المعاصر، وقد صرح ابن الكاتب الكبير، الدكتور إيهاب الخراط بأن جنازة والده ستشيع اليوم الأربعاء من كنيسة قصر الدوبارة بميدان التحرير، ثم يدفن الجثمان بمقابر العائلة بمسقط رأسه في الإسكندرية. إدوارد الخراط، روائي وقاص وناقد أدبي وتشكيلي، مصري، من مواليد العام 1926 في الإسكندرية. تخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، سنة 1946. كانت بداياته الأدبية مبكرة متزامنة مع وعيه بالحياة والذات، تجلت ثقافياً وفكرياً في الإقبال على قراءة كتب التراث التي وجد منها أعدادا لا بأس بها في البيت الذي نشأ فيه، وكتب أخرى تتناول بداية وازدهار الحضارات في منطقة الشرق القديم. شارك إدوارد الخراط في إصدار مجلة لوتس للأدب الأفريقي الآسيوي وتحريرها وكذلك مجلة جاليري 68 الطليعية وعدة مطبوعات أخرى لكل من منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي واتحاد الكتاب الأفريقيين الآسيويين. شارك إدوارد الخراط في الحركة الوطنية في الإسكندرية عام 1946 واعتقل في 15 مايو 1948م في معتقلي أبو قير والطور. عمل في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية في منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من 1959 إلى 1983. أصدر الخراط 16 رواية وأربع مجموعات قصصية، منها «حيطان عالية» 1959، وهي أول مجموعة قصصية له، واعتبرت المجموعة منعطفًا حاسمًا في القصة العربية. تتميز كتابات إدوارد الخراط بالتجريب المستمر والمنفتح على الآخر، والرغبة الدائمة في الثورة على الثوابت. بالإضافة إلى الوعي النقدي الذي يوازي النقد الإبداعي ولا ينفصل عنه. كما تتسم كتاباته بالاحتفاء الشديد باللغة وولعه بكيفية تطويعها وتستمد معظم رواياته هويتها من بيئته الشعبية في الإسكندرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©