الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ترحيب عربي ودولي باتفاق وقف النار في دارفور

ترحيب عربي ودولي باتفاق وقف النار في دارفور
24 فبراير 2010 23:53
حظي اتفاق الإطار لوقف إطلاق النار في إقليم دارفور الموقع في الدوحة الليلة قبل الماضية بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة ، أكبر الفصائل المتمردة، بترحيب عربي ودولي واسع، فيما رفض عبد الواحد نور زعيم احدى ابرز حركات التمرد في دارفور الاتفاق، معتبراً انه “يتغاضى” عن ضمان أمن سكان المنطقة الغارقة منذ سبع سنوات في حرب أهلية. ففي القاهرة صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أمس بأن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط اعرب عن ترحيبه بالاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه برعاية من الرئيس التشادي إدريس ديبي. واعتبر المتحدث أن الاتفاق يمثل “خطوة تصالحية جوهرية في الاتجاه الصحيح لإسدال الستار على أزمة دارفور”. وأوضح أن وزير الخارجية أعرب عن “تطلع مصر لقيام الجانبين بتنفيذ اتفاق السلام الإطاري، بحيث يمثل حافزاً لكافة الحركات المسلحة وغير المسلحة لانتهاز الفرصة وتوحيد رؤاها واختيار ممثليها لاستئناف المفاوضات مع الحكومة السودانية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل وعادل ينهي أزمة دارفور ويتيح المجال للتركيز على جهود التنمية وإشعار أهل دارفور بثمار السلام”. راعتبرت دمشق الاتفاق “خطوة هامة نحو حل مشكلة دارفور”. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان أن سوريا “ترحب بالاتفاق الإطاري للسلام في دارفور الذي تم التوصل اليه - بوساطة قطرية حميدة - بين حكومة السودان الشقيق وحركة العدل والمساواة” واعتبر المصدر أن هذا الاتفاق “يشكل خطوة هامة نحو حل مشكلة دارفور”، مؤكدة أن دمشق تأمل أن “يكون باكورة لخطوات إيجابية أخرى لصالح وحدة السودان الشقيق واستقراره”. دولياً ، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق. وجاء في بيان للامم المتحدة ان “الامين العام يرحب بالتوصل الى اتفاق إطار لحل النزاع في دارفور” . وقال البيان إن “الاتفاق يمثل خطوة مهمة باتجاه التوصل الى اتفاق سلام شامل بخصوص دارفور يعالج قضايا النزاع ومصادر القلق لكافة فئات الشعب في دارفور”. وفي باريس، وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي الاتفاق بانه خطوة مهمة من اجل تسوية مجمل الأزمة في دارفور”. وقال ساكوزي في بيان إن “الامر يتعلق بخطوة مهمة من اجل تسوية مجمل الأزمة في دافور”. وبعد أن هنأ “الذين جعلوا توقيع اتفاق الاطار هذا ممكنا”، كرر الرئيس الفرنسي “خصوصا ثقته ودعمه لأمير قطر والوسيط المشترك من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسوليه من اجل انجاح العملية السياسية في دارفور”. وأضاف البيان أن الرئيس “يشيد بمساهمة الرئيس التشادي ادريس ديبي اتنو في الجهود التي بذلت”. واخيراً، حث ساكوزي “جميع الذين يدعون تمثيل تطلعات شعب دارفور الى تحمل مسؤولياتهم والمشاركة في المفاوضات التي ستتواصل في الدوحة من أجل توقيع سريع لاتفاق نهائي”. ورحبت كندا بتوقيع اتفاق السلام. وقالت إنها تشعر بالارتياح لتوقيع الاتفاق . وفي المقابل رفض عبد الواحد نور زعيم احدى ابرز حركات التمرد في دارفور الاتفاق . وقال عبد الواحد نور “عن اي سلام نتحدث؟ عن سلام سياسي ... ومعركة من اجل الحصول على مناصب في الحكومة ولكنها لا تركز على الأمر الأساسي وهو ضمان امن شعب” دارفور. وقال عبد الواحد نور “ينبغي في المقام الأول توفير امن الناس ونزع سلاح ميليشيا الجنجويد (الموالية للحكومة) ووقف الإبادة. عندئذ يمكننا الحديث عن إيجاد حل للنزاع”. وأوضح عبد الواحد نور أن الاتفاق بين حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية “يتغاضى تغاضياً تاماً عن أمن الناس” في دارفور. وأضاف زعيم جيش تحرير السودان الذي يعيش منفياً في باريس “نناضل من اجل الشعب ومن اجل الحق في الحياة وهذا امر لا تستطيع حركتنا ان تقوم بتسوية في شأنه”. ولاحقا أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تدعو عبد الواحد نور الى التخلي عن “تعنته” والقبول بالاتفاق. وقال برنار فاليرو في ندوته الصحفية المعتادة “نجدد دعوتنا الى جميع القادة المتمردين،لا سيما عبد الواحد نور، للانضمام في أسرع ما يمكن الى هذه المفاوضات الأساسية للسلام في دارفور”. وردا على سؤال حول رفض عبد الواحد نور الذي يعيش في باريس الموافقة على اتفاق الدوحة، قال إن “استمراره في تعنته وتشدده سيكون غير مفهوم ومخالفا لمصالح الشعب في دارفور”. البشير: معركة السلاح انتهت ومعركة التنمية بدأت سناء شاهين (الخرطوم،أ.ف.ب) - قال الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب ألقاه أمس في الفاشر ، العاصمة التاريخية لإقليم دارفور ، إن “أزمة دارفور انتهت الآن والحرب في دارفور انتهت الآن، ومعركة السلاح انتهت وبدأت معركة التنمية”. وأضاف “اليوم (امس) أطلقنا سراح 50% من المحكومين بالإعدام من الذين هاجموا ام درمان وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار توقيعا نهائياً سنطلق سراح البقية”. وتابع البشير “الآن السلام تحقق في دارفور وسنبذل جهداً مضاعفاً لتحقيق التنمية في السودان ودارفور”. إلى ذلك أكدت السلطات في إقليم دارفور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ ليلة أمس الأول فيما تتواصل ردود الأفعال المرحبة بالاتفاق على المستويين السياسي والشعبي في الدولة. وعمت مظاهر الفرح شوارع مدن رئيسية في دارفور حيث خرج مواطنو مدينتي الفاشر عاصمة شمال دارفور ونيالا عاصمة جنوب دارفور إلي الشوارع يهتفون بالانجاز الذي وصفه بعضهم بالتاريخي الذي يعيد السلام والتنمية إلي ربوع الإقليم عقب سبع سنوات من الصراع المسلح راح ضحيته المئات ودمر البنى التحتية وأوقف مشاريع التنمية في الإقليم الغني بالموارد الطبيعية. وفي تصريح لـ(الاتحاد) رحب والي ولاية غرب دارفور ابو القاسم إمام بالاتفاق مؤكداً التزام حكومته بتطبيقه منذ لحظة التوقيع مؤكداً أن الحكومة السودانية لم تكن تبادر بإطلاق النار وأنها كانت أحياناً ترد بهدف حفظ الأمن ورد المعتدين مشيراً إلي أهمية التوقيع مع بقية الحركات المتمردة حتى يكون السلام شاملاً وعادلاً والى ذلك تحديد آلية فعالة لتطبيقه وأكد إمام أن الاتفاقية أعادت الفرح والسعادة إلى نفوس المواطنين المتأثرين بفقدان الأحبة ضحايا الصراع المسلح والنازحين في المعسكرات لافتاً إلي أن مظاهر الاحتفاء قد عمت شوارع العاصمة الجنينة وامتدت إلى القرى والبادية. ومن جانبه قال والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر إن الاتفاق يعد انجازاً مهماً يعيد الاستقرار والتنمية إلي الإقليم ويفتح الطريق نحو مناقشة ومعالجة القضايا العالقة لاستكمال عملية السلام في دارفور معرباً عن أمله بأن يتم التوصل قبل نهاية مارس المقبل إلى اتفاق شامل للسلام مؤكداً التزام حكومته تطبيق بنود الاتفاق منذ لحظة توقيعه. وبادر زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي بإعلان ترحيبه بالاتفاق وقال إن زعيم حركة (العدل والمساواة) هاتفه وأكد له تمسكه بعهده مع حزب الأمة. وقال خليل بحسب بيان من مكتب المهدي (نحن على عهدنا مع حزب الأمة فإذا جرت الانتخابات في موعدها سنؤيدكم ونقف معكم وإذا تأجلت لنشارك فيها فسوف نتحالف معكم). وحيا رئيس رابطة أبناء دارفور بجامعة النيلين ادم محمد جهود الوساطة الإقليمية والدولية التي أعادت السلام والاستقرار إلي دارفور لتنهي بذلك مسلسلاً من الصراع المسلح خلف دماراً هائلاً على المستويين الاجتماعي والاقتصادي في الإقليم يصعب تجاوز آثاره علي المدى القصير مشيراً إلي أن أهل دارفور يستعجلون السلام الذي يتضمن خروج القوات الدولية من الإقليم.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©