الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدرسة خاصة بدبي تحول 3 طلاب إلى «عمال نظافة»

مدرسة خاصة بدبي تحول 3 طلاب إلى «عمال نظافة»
10 ديسمبر 2014 01:50
دينا جوني (دبي) تعرّض 3 أطفال، اثنان من المواطنين وثالث من جنسية عربية، في الصف الثالث في إحدى المدارس الخاصة في دبي، لطرق عقابية مهينة، من خلال إجبارهم على تنظيف ساحة المدرسة، والتجول في الصفوف بأوراق معلقة بارزة على صدورهم، كتبت عليها عبارات مختلفة هي «منظف الساحة لسوء سلوكي»، و«عامل نظافة معاقب لسوء سلوكي»، و«مشاكس الصف». وفي اتصال لـ «الاتحاد» مع أحد الأطفال (م) بحضور والدته وتدعى منى، قال: إن مدرّسة اللغة العربية (تحتفظ الاتحاد باسمها)، عمدت إلى تأنيبه مع زميليه (إ. ح) و(ي. م) بهذه الطريقة عقاباً لهم على مشاغبتهم داخل المدرسة. وأضاف انه خلال الفسحة تم إرساله مع صديقيه الى ساحة المدرسة، لتنظيفها أمام أعين الطلبة الموجودين فيها خلال فترة الاستراحة، بعد أن تم تعليق أوراق مكتوبة على صدورهم. بدوره، نفى نائب مديرة المدرسة التي تطبق منهاج الوزارة ومسؤولة بالشؤون الإدارية، علمهما بالأسلوب الذي اتبعته المعلمة المذكورة مع الأطفال الثلاثة، وما تعرّضوا له من إساءة جارحة. وأكد نائب المديرة أن أي تصرف بهذا الشكل قد يكون فردياً صادراً عن عنصر معين داخل المدرسة، إنما لا يمثل المدرسة ككل. وقال: إنه في حال تلقي شكوى من أولياء الأمور، فإن الإدارة لا تسكت عادة عن هذه التجاوزات وتسعى إلى حلّها بالطرق القانونية الواضحة. بدورها، عبّرت (ف. ح) والدة أحد الأطفال في اتصال مع «الاتحاد» عن استيائها الشديد من المعلمة وإدارة المدرسة، لافتة إلى أنه لا يحق لأي مخلوق على وجه الأرض التعرض لابنها بهذه الطريقة مهما بلغت درجة مشاغبته أو حركته داخل الصف أو خلال فترة الاستراحة. وقالت إن كل ولي أمر يرسل أولاده الى المدرسة، ليكونوا أمانة في أعناق التربويين فيها، وليس لكي يتم إذلالهم بالطريقة المهينة التي حصلت في المدرسة. وقالت انه يفترض بالمعلمين والمشرفين أن يكملوا مسيرة التنشئة السليمة للطلاب التي بدأت داخل المنزل، وان يتحملوا مع أولياء الأمور مسؤولية تنمية شخصيتهم وتطورها، بالإضافة طبعاً الى الجانب التعليمي. كما عبرت عن غضبها ليس فقط تجاه الأسلوب المتبع، وإنما أيضاً من طبيعة القيم المجتمعية التي يزرعونها في عقول الصغار ودفعهم للاعتقاد بأن عامل النظافة هو عمل مهين وصفة مسيئة للطالب، وقالت انه لولا عمال النظافة لكان القيّمون على المدرسة غارقين في القمامة حتى أنوفهم. وأكدت أن ما حصل داخل المدرسة قد انعكس بشكل سلبي على نفسية ابنها، الذي أصبح مؤخراً يتمارض لكي لا يذهب إلى المدرسة، ويطلب منها بشكل يومي عدم الذهاب إلى المدرسة علماً أنه في السنة الماضية كان يصر على الذهاب إلى المدرسة وإن كان يعاني حقيقة من وعكة صحية. وتساءلت عن السبب الذي أخفت فيه المدرسة طريقة التعامل مع طفلها حين حصلت الواقعة، بالرغم من ترددها اليومي في المدرسة، واجتماعها بمعلمة اللغة العربية وغيرهم خلال الأسبوع الماضي. وسارعت عند علمها بأسلوب العقاب من خلال «الاتحاد» إلى تقديم شكوى رسمية داخل المدرسة للتحقيق في الموضوع. وقالت إن أي معلمة لو بذلت أقل مجهود ممكن في تفهّم ابنها وشخصيته، ستعلم أن أساليب العناد لا تنفع معه، وإنما بحسن المعاملة والتي من خلالها يمكن أن ينفذ أي طلب من طلباتها. بدورها، استهجنت (ف. م) والدة الطفل (ي. م) أن المدرسة قد تعاملت مع «صغير العائلة» بهذه الطريقة المسيئة الى شخصه. وقالت إنها تحاول لعب دور الأم والأب في الوقت نفسه بسبب سفر الوالد خارج الدولة، خصوصاً أن الطفل متعلق كثيراً بوالده. ولفتت إلى انه يفترض بالمدرسة أن تتمتع بالشفافية مع أولياء الأمور، عبر إطلاعهم ليس فقط على حالات المشاغبة وإنما أيضاً على أساليب العقاب المتبعة إذا كانوا يتمتعون بالحس التربوي اللازم. ولفتت إلى أن تعمّد المدرسة بعدم إطلاعها على ما جرى، وكذلك ابنها، قد يكون سببه تعرّض ولدها لتهديد مبطّن من داخل المدرسة. وأكدت أنها ستسارع الى تقديم شكوى رسمية موثقة في المدرسة لحماية ابنها من أي إساءة في المستقبل. وقالت إن ابنها لا يختلف عن آلاف الطلبة المشاغبين في مئات المدارس في الإمارات، والتي تعرف كيف تتبع أساليب توجيهية مع الطلبة وليس أساليب عقيمة تقضي على نفسية الطفل وقابلية التعلّم لديه. كادر // دينا جويني /// 3 أطفال «هيئة المعرفة»: لا تهاون مع الإيذاء النفسي شددت أمل بالحصا رئيس الالتزام وضبط المسؤوليات في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي على أنه لا تهاون على الإطلاق مع حالات الإيذاء النفسي والجسدي التي تحصل بحق أبنائنا الطلبة، موضحة أن الهيئة تشجع على اتباع الوسائل التربوية التي تحقق الإرشاد والتوعية للطلبة» وهو ما يحقق نتائج إيجابية في تطور الطلبة النفسي والاجتماعي والشخصي على المدى الطويل. وقالت إن «الهيئة لم تتلق شكاوى من أولياء أمور بشأن معاقبة طلاب في مدارس خاصة خلال العام الدراسي الجاري 2014- 2015، داعية أولياء الأمور إلى التواصل مع «الهيئة» في حال كانت لدى أي منهم شكوى أو ملاحظة بهذا الخصوص». وتظهر تقارير الرقابة المدرسية للعام الدراسي 2013-2014، أن مدرسة «العالم الجديد» قد حصلت طوال السنوات الثلاث على تقييم «ضعيف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©