الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيرك «دو سوليه» يستوطن دبي.. و«أليغريا» تخطف الألباب

سيرك «دو سوليه» يستوطن دبي.. و«أليغريا» تخطف الألباب
25 مارس 2009 02:27
بين الحركات البهلوانية واستعراضات لا تشبه الواقع ولا حتى الخيال، وبين حركات المهرجين ومواقفهم الضاحكة، لا يستطيع المتفرج لعرض «أليغريا» الذي يقدمه سيرك «دو سوليه» داخل خيمته المقامة في الساحة الأمامية لمركز ابن بطوطة التجاري، أن يستقر على حال، إذ تتنقل المشاعر وتتقلب من الدهشة والإثارة تارة إلى الفرح والضحك تارة أخرى طوال فترة العرض التي تمتد إلى ساعتين كاملتين. حول خيمة السيرك يتحلق المتفرجون يوميا، يبلغ عددهم 2500 شخص في كل عرض، بانتظار الولوج إلى الداخل والحصول على فرصة مشاهدة العرض الأشهر والأجمل عالميا، وما أن يبدأ العرض حتى تتواصل معه أصوات التصفيق الحار مصحوبة بأنغام التصفير تحية لهذه العروض المميزة. «لا يشبه الحديث عن هذا السيرك أو السماع عنه، ولا حتى مشاهدته على التلفاز رؤيته على الواقع» هذا ما تقوله سارة خليل، التي كانت تحضر العرض بصحبة عائلتها، مضيفة أنها سعيدة جدا برؤية السيرك الذي طالما سمعت عنه من أصدقائها كما قرأت عنه في وسائل الإعلام المطبوعة، حيث فوجئت بمستوى ما يقدمه من عروض بهلوانية واستعراضات وموسيقى بالإضافة إلى التقنيات العالية التي تبهر الأبصار بالفعل. من جهته قال ديفيد جون: «كنت مفتونا بالنظر إلى فقرات السيرك، وأتابع النظر إلى المغنية وهي تتجول مع بعض العارضين بين صفوف الجمهور، وفوجئت عندما قامت بجذب يدي واقتيادي إلى المسرح للرقص معها، فلم أتمكن من مقاومة الإغراء ورقصت معها أمام الجمهور.. بالنسبة لي كانت تجربة مثيرة جدا ورائعة لكنني معها نسيت نفسي لدرجة أنني لم أعرف طريق العودة إلى مقعدي الذي كنت أجلس فيه قبل استدعائي للرقص». إلى ذلك، فقد استمتع الجمهور ولاسيما الأطفال بفقرة المهرجين الذين أضحكوا الجمهور بحركاتهم العفوية غير المصطنعة. يقول أحمد سعيد، وهو طفل إماراتي في العاشرة من عمره: «أحببت فقرات المهرجين أكثر، فقد أضحكتني من كل قلبي، وخاصة عندما أشركوا الجمهور في عروضهم، فقد كانت حركات غير متوقعة منهم أفرحت جميع الأطفال كما أفرحتني». دنيا الاتحاد التقت بعض لاعبي السيرك قبل دخولهم لأداء العرض، في البدء يقول دينيس تولستوف عن حياة السيرك قائلا: «إنها حياة ممتعة مليئة بالصداقات، فنحن مجموعة كبيرة من البهلوانيين والعارضين من مختلف أنحاء العالم وأنا شخصيا لديّ صداقات مع حوالي 50 منهم، الأمر الذي يعجبني وبفضله اكتسبت خبرات ومهارات حياتية كثيرة».. دنيس الذي اقتادته والدته إلى السيرك الأوكراني ليعمل فيه منذ كان طفلا، قال إنه لم يكن يمتلك وعيا كافيا عندما دخل السيرك وعمل فيه ليجعله يقرر إذا ما كان يحبه ويريد العمل به أم لا، فقد كانت تلك رغبة والدته التي تعمل في هذا الحقل أيضا، لكنه اليوم وبعد أن عمل في سيرك «دو سوليه» وهو أشهر وأهم سيرك في العالم، يعتقد أنها قدمت له خدمة جيدة، كما أنه من خلال عمله في السيرك يوصل رسالة سلام ومحبة إلى العالم كله. أما البهلواني الأرجنتيني جاستون إليي، والذي يقدم استعراضات بهلوانية مثيرة بواسطة الحبل، فهو من البهلوانيين القدامى في السيرك إذ عمل فيه منذ عام 1998، يقول إليي إن أهم ما يركز عليه العارضون في حياتهم المهنية هو الحفاظ على لياقة بدنية عالية، فهي التي تمكنهم من تقديم أداء جيد على الدوام. متعة إسعاد الجمهور قال روبرت ماكنزي، المدير التنفيذي لعرض «أليغريا»، إن هذا العرض يبلغ من العمر حوالي 15 عاما، تم ابتكاره آنذاك للاحتفال بعيد السيرك العاشر، حيث قامت مجموعة من العاملين بالسيرك بعمله وأخرجه «فرانكو دراغو»، سمي بهذا الاسم ويعني باللغة الإسبانية المرح، ومن خلال تجوله في قارات ودول العالم، عدا أفريقيا، حاز على إعجاب الجماهير وحصد عدة جوائز عالمية. عن صناعة السيرك بشكل عام يتحدث ماكنزي قائلا: «إنها صناعة ضخمة تحتاج إلى متخصصين، فمثل هذه العروض التي تقدم للجمهور مثل «كيدام» و»أليغريا» منذ فترة تمتد لأكثر من عشرة أعوام، يقوم على ابتكارها فريق من المبدعين، من حيث العروض وتسلسل الفقرات واختيار الموسيقى.. هذه الحرفية في العمل جعلت السيرك اسما كبيرا في العالم، فأدخلته أماكن وأسواقاً أخرى جديدة مثل أوروبا واليابان ودبي». منذ عام 1994 أي لحظة ولادة سيرك «دو سوليه» وهو يتولى مهمة إسعاد الناس وإدخال البهجة إلى قلوبهم، لكن ذلك لم يدخل الملل أو الروتين إلى العاملين به، يوضح ماكنزي: «ما زلنا نستمتع بإمتاع الناس والترفيه عنهم، إنها رسالة نذرنا أنفسنا لها، ولذلك لم يفقد السيرك إبداعه وواصل نجاحه في أرجاء العالم». عن المواقف الطريفة يتحدث روبرت ماكنزي قائلا: «حياة السيرك والعمل به يتخللها الكثير من المواقف الطريفة والمضحكة، وهي حياة الإثارة والتجديد.. لكن من المواقف التي لا تنسى في حياتي في إحدى السنوات كنا نقيم في مدينة «دنفر» بأميركا، وكانت درجة الحرارة منخفضة جدا، في ليلة من الليالي وكنا نياماً بدأ يتساقط الثلج غزيرا على الخيمة حتى غطاها حتى نسبة عالية جدا تصل إلى «ركبة» القدم، فخرجنا من الخيام وصرنا نزيح الثلج عن الخيمة حتى لا تتهدم، واستمرت العملية حتى الصباح الباكر، وحرمنا من نوم الليل.. كانت تلك الليلة باردة جدا، لدرجة أن أجهزة التدفئة تعطلت هي الأخرى نتيجة الثلج». كما أدهشت فقرات السيرك وعروضها الجماهير المتحلقة حول خشبة المسرح، كذلك كانت كواليسه مدهشة بالنسبة لمن يطلع عليها.. بدت ممتعة ومثيرة في آن، فهي تظهر ذلك العالم الخفي وغير المرئي من السيرك، حيث يتراجع أبطال خشبة المسرح حينذاك إلى الصفوف الخلفية، ليتقدم آخرون فيصبحون الأبطال، أولئك هم صناع السيرك ومطوروه، الذين يتواجدون في خيمة أخرى صغيرة مجاورة لخيمة العرض الكبرى.. في هذه الخيمة يمكن الاطلاع على ما يجري في الخفاء، قبيل العرض وبعده. رافقت رحـــ0-لة «الاتحاد» إلى هذه الكواليـــس قبيل بدء عرض «أليغريا» أمام الجمهور، مديرة العلاقــــــات العامة والإعلام للعـرض كليو فوداي، والتي تولت مهمة تعـــــريفنا إلى أروقة الخيمة ركناً ركناً، فقد اقتادتنا بداية إلى ركن جانبي من الخيمة الرئيسية، حيث يجلس مجموعة من العاملين تحيط بهم أدوات وماكينات خاصة بالحياكة. يقول بيت بو شارد، المسؤول عن الأزياء في السيرك، إنه يعمل مع مجموعة من مصممي الأزياء والخياطين حيث يتولون مهمة تصميم أزياء العارضين وحياكتها، بالإضافة إلى تصليح الملابس والأحذية، ناهيك عن حياكة بعض الدمى التي يتم استخدامها في عروض السيرك، وتحديدا في فقرات المهرجين. ويضيف بو شارد، في العادة يعمل ثلاثة من الخياطين الدائمين الذين يتجولون مع السيرك، وهناك ثلاثة من الخياطين المحليين الذين يتم استقطابهم واختيارهم من البلاد التي نرتحل إليها، وذلك من أجل السرعة في إنجاز المهمات، مشيرا إلى أن هذا القسم مسؤول أيضا عن غسيل وكوي الملابس الخاصة بالعارضين والسيرك والحفاظ عليها. في الصالة المجاورة للأزياء كان أحد البهلوانيين يقوم بالتدريب على الحركات والاستعراضات التي يقوم بها باستخدام النار، قالت كليو إنه تم التعاقد معه حديثا من جزر هاواي بأميركا، لكنه لا يشارك في العرض الحالي «بأليغريا» وإنما يستعد للمشاركة في عروض السيرك القادمة بدبي والتي تقام في «نخلة جميرا» مطلع شهر أيار المقبل. ثم تقودنا إلى الداخل حيث غرفة التحكم بالأصوات في الخيمة الرئيسية، خاصة أن الأصوات أي الأغاني والموسيقى التي تتخلل عروض السيرك كلها تقدم بشكل حي مباشر أمام الجمهور ولا شيء منها يتم تسجيله مسبقا
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©