الشارقة (الاتحاد) - شكل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ31 احتفالية ثقافية ومعرفية كبيرة لفئتي للأطفال واليافعين، جمعت في حيثياتها كل نواحي التعليم والتربية والترفيه الموجه، لتعنى بشؤون الطفل العربي واحتياجاته الفكرية والأدبية والابداعية، فاتحة له أبوابا واسعة يستكشف من خلالها مواهبه ويختبر إمكاناته، مضيفة آفاقا جديدة لخياله وطموحاته المستقبلية.
اهتمام غير مسبوق
من منطلق الإيمان بأهمية تطوير الأجيال الصغيرة الواعدة ودورهم الريادي في بناء حضارات الأمم والشعوب، كان لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين للعام 2012، اهتمام لافت وغير مسبوق بثقافة الطفل العربي، أدبه، ومواهبه، من خلال تنظيم جملة من الفعاليات والبرامج المنوعة التي كانت تقام يوميا على أرضية الحدث، وتحمل في مضمونها رسائل وسلوكيات هادفة ترتقي بالفكر والطموح.
عن نجاحات برامج الأطفال المشاركة في المعرض هذا العام، تقول هند لينيد، مدير برامج جناح الأطفال في المعرض «حققت برامج الطفل المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين نجاحاً كبيراً، فقد استقطبت البرامج أكثر من 20 ألف طفل يومياً، من طلاب المدارس، مؤسسة التمكين الاجتماعي، ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك نظراً للتنوع في اختيار حزمة من البرامج المتوافقة مع مواهب وطموحات الأطفال المرتبطة في معظم جوانبها بالقراءة والكتاب وما يوازيه من فنون بصرية ومرئية ممتعة ومشوقة».
وتضيف «كان من اللافت حرص أولياء الأمور على أصطحاب أبنائهم طوال أيام المعرض للمشاركة في العديد من الورش العملية الفنية والإبداعية، خاصة تلك المخصصة منها للرسم، التلوين، فنون التحريك وتشكيل الصلصال، مع ورش صناعة الأقنعة، وتدوير المواد المستهلكة، وورشة طي الورق «الأوريجامي»، بالإضافة للعروض المسرحية الجديدة والهادفة في مسرح الطفل ومسرح العرائس ومسرح الظل، وكرنفالات المهرجين، والكثير من الإصدارات الجديدة في مجالات الأدب والمعارف والثقافات المختلفة مع الموسوعات العلمية والنشر الإلكتروني المخصص للأطفال، كما كان هنالك نشاط لترميم المخطوطات، الأرشفة الإلكترونية، الموسيقى، بالإضافة إلى تقنية أساسيات صناعة الأفلام الكارتونية وعروض شيقة للكتب الراقصة، غير غافلين عن الاهتمام بشريحة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين والمكفوفين».
فقرات مدهشة
استقطبت الفقرات المدهشة المخصصة للطفل في المعرض أعدادا غفيرة من الجماهير من الطلاب والعائلات بتكرار واستمرارية هذه الفعاليات، من خلال إجراء بيانات ترصد انتقاء وانتخاب الأفضل والأكثر رواجا من هذه الأنشطة على المستوين العربي والعالمي للمشاركة في الدورات القادمة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، لتبدأ هذه التظاهرة الثقافية الهامة عقدها الرابع بانطلاقة قوية ومميزة تتوافق مع كونها من أقدم معارض الكتاب في المنطقة، وأحد أهم المعارض حالياً على النطاقين العربي و الدولي.
وعن هذا التوجه المدروس نحو اهتمامات الطفل، تقول لينيد «تبلورت أهدافنا في اختيار برامج الأطفال في سبيل نسج علاقات متصلة وحميمة بين حواسه من سمع وبصر وعقل وملمس، لنشد انتباه الأطفال لقيمة الكلمة المكتوبة، المقروءة، المسموعة، المرسومة، المتحركة، التي نجدها في الكتاب والقصة، ومن ثم هي أيضاً حاضرة قائمة في الرسوم المتحركة والأفلام، كما هي متحركة متفاعلة في المسرح، والفنون التشكيلية مهارات اليدوية، حيث تأتي جميعا تعبيرا عن أفكار ومضامين لا تقوم في مجملها إلا على (الكلمة ) في شكلها ومدلولها ومكونها البصري واللفظي».
عدد اليوم
