السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الالتهابات الجرثومية والفيروسية المزمنة من أهم مسببات العقم عند الرجال

18 نوفمبر 2012
مريم الشميلي (رأس الخيمة) - أكد الدكتور سمير السامرائي طبيب ومختص في الأمراض التناسلية بمدينة دبي الطبية، في دراسة حديثة أجراها الفترة الماضية أن أكثر حالات العقم المرضية انتشارا لدى الرجال تحدث نتيجة ارتفاع نسبة الإصابات الالتهابية الجرثومية أو الفيروسية المزمنة GTIS، التي تصيب الجهاز التناسلي، وخاصة التهابات البروستاتا والحويصلة المنوية أو البربخ التي تؤدي إلى فشل الحيوان المنوي، وعدم قابليته للإنجاب إما بالطريقة التقليدية أو عن طريق التلقيح الصناعي «الأنبوبي أو المجهري»، موضحا أن هناك عدة أسباب أهمها عدم الاستطاعة على تشخيصها وعلاجها بصورة علمية تخصصية وجذرية وبشكل مبكر، أو عدم مراعاة المريض نفسه للمرض وعلاجه أو الوقاية منه مبكراً. يوضح الدكتور السامرائي، أن بعض هذه الالتهابات المذكورة قد لا تسبب في بعض الأحيان أي آلام أو أعراض عند المريض، ولكنها تتحول مع الوقت إلى أمراض مزمنة وتُحدث بالتالي تغيرات باثولوجية وضارة في السائل المنوي نفسه، تؤدي بدورها إلى عدم القابلية للإنجاب وعدم المقدرة على تلقيح أو إخصاب البويضة عن طريق التلقيح الأنبوبي أو المجهري، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الكريات البيضاء كرد فعل مناعي ضد الإصابة الجرثومية أو الفيروسية الالتهابية للأعضاء التناسلية المذكورة، موضحا أن وجود 5-6 كريات بيضاء في المليم الواحد من السائل المنوي يدل أولاً على الالتهاب المزمن وثانياً على رد فعل مناعي ذاتي، ومن جرائه يتكون في السائل نوع من الأكسجين التفاعلي، وكذلك تتكون أكسدة شحمية تسبب بدورها الأذى والتلف التأكسدي على حيوية ومورفولوجية الحيوان المنوي نفسه، كما تؤدي إلى تلف الحامض النووي الريبي منقوص الأوكسجين، ونقص في الأنزيمات المضادة للتأكسد، وإذا استمرت هذه الحالة دون علاج فسوف يحدث العقم. تلف وقصور يشرح الدكتور السامرائي الأسباب، ويقول: قلة حركة الحيوان المنوي جراء تلف الأهداب المهتزة في رأس الحيوان المنوي بسبب التفافها حول نفسها يعرقل الحركة، ويعرقل قدرته على دخول البويضة نفسها، ومن الأسباب الأخرى إحباط وانخفاض فعاليات الأنزيمات المضادة للتأكسد داخل السائل المنوي، وهذا يؤدي إلى تلف خيط الحامض النووي للنطف، حيث يقلل هذا بدوره الإعادة الخلوية للنطف، وهذا يؤدي إلى تأخير خلية الحيوان المنوي، ومن ثم تأخير تكوين النطف، كما يعد قصور أو عدم قابلية الأكروسوم الموجودة عادة في رأس الحيوان المنوي لاختراق جدار البويضة، سببا رئيسيا بسبب فقدان الأنزيمات اللازمة أو انخفاض فعالياتها، ومن ثم يفشل كل تلقيح إن كان تقليدياً، أو مجهرياً أو أنبوبياً إذا لم تعالج الالتهابات أولاً». ويكمل الدكتور السامرائي:»يعد انخفاض نسبة الحيوانات المنوية الحية والفعالة سببا مكملا للأسباب المذكورة أعلاه، وذلك نتيجة موت أكثرية الحيوانات المنوية في السائل المنوي بسبب ارتفاع نسبة التكسر في خيوط الحامض النووي جراء الالتهابات المزمنة وزيادة نسبة مادة الـ ROS في السائل المنوي، حيث إن هذه الظاهرة تحث على انهيار الخلايا وموتها، وهذا تتسبب في ارتفاع نسبة الظاهرة الانتحارية للخلية المنوية، حيث تعتبر ظاهرة حساسة للإنجاب ومرتبطة في المتلازمة الالتهابية المزمنة». تلف الخلية يشير الدكتور السامرائي إلى أن النتائج الإكلينيكية الحديثة أثبتت أن استعمال عملية ما يسمى بـ(الطفأ) لغرض التلقيح الصناعي، قد يؤدي إلى تشوهات خلقية وجينية للجين نفسه وللأجيال القادمة، وكذلك تؤدي هذه العملية إلى تلف الحامض، ويؤدي هذا التلف للخلية الجنسية الذكرية، إلى اختلالات مرضية للجنين مثل عدم الانفصال، مما يسبب توقف تطور نمو الجنين، حيث تكون هنا نهاية مبكرة للحمل، منوها إلى أنه يجب أن نفهم أهم التغيرات الباثولوجية التي تحدث في الحيوان المنوي، والتي تؤدي بدورها إلى فشل الإخصاب إن كان طبيعياً أو صناعياً في حالة وجود هذه المتلازمة الالتهابية المزمنة في الجهاز التناسلي للرجل، حيث إن التغيرات الباثولوجية للنطف لها عواقبها التشويهية الخلقية والجينية للجنين، وكذلك للأجيال القادمة من هؤلاء الأطفال وعلاوة على ذلك فإن وجوب التحليل الكروموزومي لهؤلاء الرجال الذين يعانون في نفس الوقت من نقص في عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي، ما تحت العشرة ملايين حيوان منوي في المليم الواحد. وفي نفس الوقت فإن ارتفاعا في كمية هرمون FSH يؤدي إلى تقييم سبب العقم من ناحية التغيرات الباثولوجية، حيث توجد عند هؤلاء الرجال تغيرات باثولوجية في الانتصاف الخلوي أثناء نشوء الخلية الجنسية بنسبة7-15%، وهذه تؤدي بدورها إلى شذوذ إما في ازدواج كرموزمات كاملة، أو كرموزمات غير مزدوجة لوحدها، أو يصاب جزء من الكروموزوم، وعلاوة على ذلك يمكن بواسطة التحليل الكرموزمي أن تخمن مخاطر الإجهاض أو موت الجنين، وكذلك التشوهات الخلقية عند هؤلاء الأطفال في حالة اللجوء إلى التلقيح المجهري، كذلك لوحظ عدم وجود الحويصلة الجنسية وغيرها من التشوهات التي بدورها تؤدي إلى توقف الانتصاف الخلوي الجنسي، وكذلك تؤدي إلى توقف تكون الحيوانات المنوية نفسها في حال حدوث اضطرابات في الانفصال، وهذا يعني اضطرابا في انفصال الكرموزمات المتطابقة وقد تتكون هنا خلية جنسية غير متساوية الصبغة، فإن احتمال الإجهاض أو ولادة طفل مصاب بشذوذ كروموزومي يكون كبيرا جدا إذا تم تلقيح هذه الخلية الجنسية مجهرياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©