أنور إبراهيم، برشلونة (القاهرة، د ب أ)
لا حديث في إقليم كتالونيا معقل برشلونة إلا عن مباراة «الإياب» ضد فريق باريس سان جيرمان في دور الـ16 لدوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج»، بعد أن انتهت مباراة «الذهاب» بهزيمة ثقيلة اهتزت فيها شباك البارسا بأربعة أهداف نظيفة..
ورغم الأداء الباهت والفوز الصعب الذي حققه الفريق على فريق ليجانس في الليجا الإسباني، فإن الكل في برشلونة - لاعبين وجماهير وجهازاً فني وأجهزة إعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة- ينتظرون بصبر نافد مباراة الإياب أمام «بي أس جي».. وهدأت حدة الثورة على اللاعبين وتراجعت العاصفة الإعلامية بعض الشيد على إدارة النادي وتغيرت لهجة الجميع وذهبت في اتجاه واحد هو التأكيد على إمكانية العودة ومعادلة نتيجة مباراة الذهاب بل وقلب النتيجة لصالح البارسا.. وأصبحت عبارة «العودة التاريخية» هي «الشعار» الذي يرفعه الجميع في كتالونيا من أجل بلوغ دور الثمانية لهذه البطولة مهما كانت الصعوبات والتحديات.
بل وصل الأمر إلى حد أن تناوب نجوم برشلونة الكبار انيستا وسواريز ونيمار وأردا توران وبيكيه وماسكيرانو وغيرهم، على الإدلاء بتصريحات مشجعة وإيجابية لإلهاب حماس الجماهير وحثهم على الاقتناع بإمكانية تحقيق هذه «العودة التاريخية»، وطالبوا جماهير «كتالونيا» بمساندتهم بقوة لتجاوز هذا الدور من البطولة الأوروبية «الشامبيونزليج».
ومن جانبها حاولت صحيفة «الموندو ديبورتيفو» إقناع قرائها بإمكانية العودة في مباراة الإياب، وذكّرتهم بنتائج الفريق على ملعبه هذا الموسم حيث فازعلى سيلتيك جلاسجو الاسكتلندي 7 / صفر وعلى مانشستر سيتي الانجليزي 4/صفر وعلى بروسيا مونشنجلادباخ الألماني4 /صفر، وهى نتائج كافية - على حد قول الصحيفة - لإصابة الباريسيين بالرعب في الكامب نو. وأكدت الصحيفة أن لاعبي برشلونة لن يظهروا بالمستوى السيئ الذي لعبوا به في مباراة الذهاب وأنهم سيبذلون أقصى طاقاتهم من أجل تحقيق المطلوب، بشرط أن ينجحوا في التسجيل مبكرا وسريعا وأن يستفيدوا من هتافات الجماهير الغفيرة التي ستؤازرهم في مدرجات «كامب نو». ونقلت الصحيفة جانبا من تصريحات بيب جوارديولا المدير الفني الحالي لمانشستر سيتي والسابق لبرشلونة، قال فيها: إذا كان هناك فريق يمكنه العودة بالنتيجة وتحقيق الفوز بأكثر من أربعة أهداف، فهو برشلونة.. وتبعه زين الدين زيدان المدير الفني للريال بتصريح آخر قال فيه: لقد عشت هذا الموقف كلاعب وكمدرب. وأعتقد أنه من الممكن أن يعود الفريق في أية لحظة. وحرص النجم البرازيلي داني ألفيش لاعب برشلونة السابق ويوفينتوس تورينو الحالي على رفع معنويات زملائه القدامى وقال في حوار لصحيفة «سبورت»: أتمنى دائما الأفضل لزملائي السابقين وكل شيء وارد في كرة القدم، وإذا كان هناك فريق بمقدوره قلب النتيجة، فهو فريق «الماكينات» ويقصد برشلونة، واختتم بقوله: المهمة صعبة حقا ولكنها ليست مستحيلة.
من ناحية أخرى، أعرب جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس نادي برشلونة، والقائد أندريس إنيستا، عن دعمهما الكامل للمدرب لويس إنريكي الذي يعاني من ضغوط وتعرض لصيحات استهجان من الجماهير، عقب فوز بشق الأنفس 2-1 على ملعبه بالدوري الإسباني.
وقاد إنريكي برشلونة للفوز بثمانية ألقاب منذ 2014، لكن الهزيمة الساحقة 4-صفر في ذهاب دور 16 بدوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي أمام باريس سان جيرمان كانت الأسوأ له على مدار مسيرته التدريبية.
وفي ظل تكهنات بشأن احتمالية عدم توقيع المدرب على عقد جديد فور انتهاء عقده الحالي الصيف المقبل، عبر بارتوميو عن دعمه الكامل لإنريكي. وأبلغ الرئيس الصحفيين: لويس إنريكي هو المدرب الذي نريده. أبلي بلاءً حسناً ونحن سعداء بعمله. ليس هناك خطة بديلة. لا تزال الأولوية هي لاستمراره.
وقال: تذكر أننا بلغنا نهائي بطولة واحدة ويتبقى جزء كبير من الموسم وأمور يتعين علينا تطويرها.
وتأهل برشلونة لنهائي كأس ملك إسبانيا المقررة في أواخر مايو، ويحتل المركز الثاني في الدوري بفارق نقطة واحدة خلف ريال مدريد المتصدر الذي تتبقى له مباراتان مؤجلتان.
وأقر إنيستا بأن بطل الدوري الإسباني اهتز بفعل الهزيمة القاسية أمام سان جيرمان، لكنه عبر عن مساندته للمدرب والفريق في سعيه لاستعادة نغمة الانتصارات.
وأبلغ إنيستا الصحفيين: لم نفقد الثقة في أنفسنا أو في المدرب، اعتقد أنها كانت مباراة للنسيان وسنعبر هذا الموقف. وقال: الفريق تأثر أمس بما حدث له في دوري الأبطال. فيما دافع جيرارد بيكيه، لاعب برشلونة الإسباني، عن مدرب فريقه لويس إنريكي، مشيراً إلى أن النادي الكتالوني كان يعيش حالة مزرية قبل مجيء المدرب الإسباني.
وقال بيكيه: عندما جاء لويس إنريكي كنا نعاني من حالة مزرية، آمل أن نتذكر جميعاً العمل، الذي قام به معنا وكل ما قام به خلال فترته كلاعب، نحن معه حتى النهاية.
وتحفظ بيكيه على صافرات الاستهجان، التي وجهتها جماهير برشلونة للاعبين اعتراضاً على أدائهم، وقال: يمكنني أن أتفهم حالة الاستياء، ولكنني لا أتفق مع طريقة التعبير عنها، لا يمكنني أن أتفهم الصافرات ولا ذاكرة الجماهير القصيرة، لقد فزنا بثمانية ألقاب من أصل عشرة مع هذا المدرب، علينا أن نحاول أن نكون متحدين عندما تسوء الأمور، عندما نحتفل، نحتفل جميعاً وعندما نعاني، نعاني جميعاً أيضاً.
وطالب بيكيه جماهير الفريق بدعمه حتى النهاية، واستطرد قائلاً: رسالتي هي أننا لا نزال أحياء، في الدوري أشعر بأننا لا يزال لدينا إمكانية المنافسة حتى النهاية، بالنسبة لدوري الأبطال أطالب الناس أن تذهب إلى الملعب، إذا تمكنا من العودة سيشعرون بالأسى في منازلهم، في الكأس وصلنا إلى النهائي أمام ألافيس، الذي أحبه كثيراً ولكن أتمنى الفوز عليه.
عدد اليوم
