الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الأم.. مدرسة الحب والعطاء

الأم.. مدرسة الحب والعطاء
19 مارس 2016 23:35
نسرين درزي (أبوظبي) لا يختلف اثنان على أن الأم أعظم من أن يحتفى بها مرة واحدة في السنة، غير أنه من العرفان بالجميل ألا يمر يوم الأمهات الذي يصادف 21 مارس، إلا ويحمل معه أسمى معاني التقدير والتأكيد على الدور الكبير الذي تلعبه كل من حملت وأنجبت وربت. ومن ألوان الرضا والطاعة أن يتذكر الأبناء على سعة الأرض، أن من هزت السرير بيمينها، وسهرت الليل، واستنزفت كل طاقتها في النهار، ولو جمعت لها هدايا الدنيا لا توازي نهر عطاءاتها. في زمن الترف العصري وعاصفة الإنترنت، لا ينكر أحد على الأم رسالتها المضاعفة في تربية أبنائها على أكمل وجه وإحاطتهم بالمبادئ والقيم المهددة من كل صوب بشبح اللهو وأدوات العولمة. فدور الأم لم يعد يقتصر على الاهتمام بأطفالها داخل البيت وحسب والانشغال بمأكلهم ومشربهم وتجهيز ملبسهم وتدريسهم. وإنما تعداه إلى ما هو أكثر تفصيلاً وتعقيداً بما يتطلب المزيد من الوقت والجهد. وعلى العناء الذي تتكبده الأم في إتمام ما سبق ذكره، أضيفت إليها مسؤوليات كثيرة تبدأ بمتاعب الوظيفة الضرورية لرفع مستوى المعيشة ولا تنتهي حتى آخر الليل بعدما تتأكد من أنها أتمت احتياجات الجميع. وهي فوق ذلك كله لا تتوانى عن مراقبة علاقة أبنائها بأصحابهم والمتابعة الدؤوبة لتحصيلهم العلمي. والأم العصرية لا يهدأ لها بال إلا بالاطمئنان عن الأمور الصحية لأبنائها وبموازاتها حالتهم النفسية التي باتت هذه الأيام أكثر تأثراً بالعناصر الخارجية من قبل. غريزة الأمومة ماذا تقول الأم في يومها؟ وما الذي تنتظره من أبنائها ولم يأتها بعد؟ تعبر الأمهات دائماً عن محبتهن اللامحدودة لأبنائهن، ومن النادر أن يبحن بأي تقصير يصدر منهم. وغالباً لا ينتبهن متى كانت آخر مرة سمعن بها كلمة شكر أو عبارة امتنان، أو متى تلقين منهم آخر هدية. فالأمهات يعطين من ذواتهن ولا ينتظرن الرد، مع أنهن ضمنياً يتطلعن إلى التقدير أقله من أبنائهن. ولا نكشف سراً عندما نقول بأن الأمهات يتلمسن دائماً الكلمة الطيبة وأكثر ما يفرحن بها عندما تأتي من أبنائهن. ولا شيء ينسيهن تعبهن إلا لحظات العناق الأصدق حين يضممن إلى صدورهن فلذات أكبادهن مهما نضجوا. وبحسب خديجة المعمري فإن أبناءها أغلى هدية وأعز ما في الوجود. وهي تسعد جداً عندما يحتفون بها في يوم الأم، ويقدمون لها بطاقات المعايدة التي يعدونها في المدرسة. ومع أنها تدرك عاطفتهم الكبيرة تجاهها، لكنها تعترف بحاجتها أحياناً إلى الشعور بحنانهم. وهذا ما لا تستطيع طلبه منهم وتستعيض عنه باحتضانهم ولو المفاجئ الذي لا تجد له تفسيراً غير غريزة الأمومة. مشاعر المحبةوبالعاطفة نفسها تحدثت ماجدة محيي الدين التي لا تعني لها الهدايا المادية بقدر ما تنتظر سماع العبارات الطيبة من أبنائها تماماً كما كانت تفعل مع أمها. وذكرت أنه مع انشغالات هذا الجيل بأدوات العصر في البيت وخارجه، بات ينسى أحياناً تقديم الشكر والطاعة لأمه وأبيه. وعن نفسها فهي تربي أبناءها على إظهار مشاعر التقدير، لكنها لا تلقى التجاوب الذي تنتظره. أما نادين عبدالرحمن فاعتبرت أن الأم الراضية عن أبنائها تعيش كل يوم فرحة الأمومة التي أنعم بها الله عليها. وقالت إن أجمل لحظاتها، تلك التي تقضيها في التحدث إلى أبنائها عن أمور الحياة وكيف يحصنون أنفسهم من العالم الخارجي ومخاطر الإنترنت وأصدقاء السوء وما إلى ذلك. وهي تنتظر يوم الأم على أنه فرصة لتجديد مشاعر المحبة ما بين الأم وأبنائها وأفراد الأسرة عموماً. رسالة استثنائية عن الأثر الذي يرسمه يوم الأمهات تحدثت الاستشارية التربوية هدى العلي مديرة مركز ارتقاء لتنمية المواهب، وقالت إنه ذكرى جميلة لكنه غير كافٍ لتقدير الأم. فهي تستحق من أبنائها التعبير عن حبهم وطاعتهم في كل أيام السنة وتتوقع منهم أن يبادروها الاهتمام والحنان بمناسبة وبغير مناسبة. واعتبرت أنه من الخطأ حصر التعبير عن محبتنا لأمهاتنا بـ21 مارس، إذ من الضروري أن ترافقنا مشاعر الامتنان في كل زمان ومكان. وقالت إن من واجب المجتمع والمدارس تذكير الأطفال بأن الأم تقدم الكثير من التضحيات، وعطاءاتها لا تتوقف عند مشقة الولادة والرضاعة، وإنما تتواصل لتشمل الجانب التربوي والسلوكي والنفسي لأبنائها. وتؤكد الموجهة الأسرية على أهمية احترام الرسالة الاستثنائية التي تؤديها الأم، والتي لا تنتهي طوال الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©