السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عبير المهيري.. أول فتاة بالشرق الأوسط تتحكم بنقل الحاويات «عن بعد»

عبير المهيري.. أول فتاة بالشرق الأوسط تتحكم بنقل الحاويات «عن بعد»
18 نوفمبر 2012
في غرفة مجاورة لموقع التحميل والتنزيل في ميناء خليفة بالطويلة، تحيط بعبير المهيري 3 شاشات حاسوب، تتابعها بدقة بينما تمسك بمقبضين آليين للتحكم بالرافعة التي تقوم بنقل الحاويات من وإلى أرض محطة الحاويات. وتعتبر المهيري، التي بدأت مهمتها في أول ميناء شكل أوتوماتيكي بالمنطقة قبل شهر، أول فتاة في الشرق الأوسط تعمل بنقل الحاويات “عن بعد” من خلال مركز التحكم في محطة الحاويات. ولا تحمل المهيري شهادة جامعية، لكن طموحها الوظيفي دفعها للبحث عن فرصة عمل قبيل الالتحاق بالجامعة، بعد أن تفوقت بالثانوية العامة، وتخرجت من مدرسة أبوظبي الدولية الخاصة العام الحالي بمعدل 96 بالمائة. وخضعت ابنة التسعة عشر ربيعاً، لفترة تدريب استمرت 3 أشهر، حصلت بعدها على رخصة نقل الحاويات إلكترونياً. وتقول المهيري لـ”الاتحاد” التي التقتها في محطة الحاويات إنها قررت الانتقال بالفتاة الإماراتية من منطقة التقليد إلى الابتكار واختراق مجالات عمل جديدة في قطاع الموانئ، عازية ذلك إلى التطور التكنولوجي ومناولة الحاويات بصورة شبه إلكترونية للمرة الأولى في الشرق الأوسط عبر ميناء خليفة الذي بدأ أعماله التشغيلية التجارية مطلع سبتمبر الماضي. ويضم ميناء خليفة أول غرفة تحكم من نوعها بالمنطقة، تختص بالاطلاع على بيانات السفينة القادمة واستيفائها لجميع الشروط والإجراءات ومتابعة سير الحاويات وتحديد مواقع السفن على رصيف البواخر، ومناولة الحاويات للشاحنات القادمة لتسلمها. وتقول المهيري “تابعت جهود دعم التوطين في أبوظبي والإمارات خلال الأشهر الماضية، والحديث عن إتاحة فرص عمل للمواطنين”. وتزيد “تقدمت عقب الانتهاء من الفصل الدراسي العام الحالي إلى مجلس أبوظبي للتوطين بأوراقي باحثة عن فرصة وظيفية قبيل الالتحاق بالجامعة”. وبعد مرور شهر، تم التواصل معها من قبل المجلس، الذي عرض عليها عدداً من الوظائف، منها العمل بمحطة الحاويات في ميناء خليفة. وتوضح “المعنيون في مجلس التوطين وضعوني في صورة المميزات والفرص المستقبلية لجميع الوظائف الشاغرة”. ولكن والدة عبير، التي تعمل بشرطة أبوظبي، كانت وراء تشجيعها على العمل بمحطة الحاويات، وضرورة إثبات قدرتها على خوض مجالات جديدة للمرأة. وتقول المهيري، التي تحب الرسم وقراءة التاريخ والاقتصاد، إن الإمارات حققت طفرات كبيرة في مختلف القطاعات وخاصة الاقتصادية، الأمر الذي رفع سوية الفتاة الإماراتية بنفس الدرجة. وتؤكد أن الفتاة الإماراتية مؤهلة للتفوق والنجاح وتبوؤ أعلى المواقع العلمية والعملية بفضل ما توفره حكومة الدولة من مناخ يسهم في تحقيق التفوق والتطور عبر الدعم اللامحدود للراغبين في إثبات الذات وبناء الوطن. وتدعو المهيري فتيات الإمارات إلى ضرورة التفوق في جميع المجالات، مشيرة إلى أن المرأة الاماراتية حققت مكاسب كبيرة من خلال منحها الفرصة لاثبات قدرتها على العطاء والمشاركة في تنمية الوطن في مختلف مناحي الحياة، حيث ضمن دستور الدولة لها حقوقها في العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكل خدمات التعليم بجميع مراحله والرعاية الصحية والاجتماعية. كما فتحت الدولة أبواب العمل أمام المرأة فأصبحت الطبيبة والمدرسة والصحفية والمذيعة والمشرفة الاجتماعية وعملت في كل المجالات التي يمكن أن تستوعب جهد المرأة وتتناسب مع طبيعتها. وحول وظيفتها الجديدة، تشرح المهيري أنها تعمل بنقل الحاويات من السفينة إلى محطة الحاويات في ميناء خليفة ثم نقل الحاويات إلى شاحنات الشركات عبر النظام الإلكتروني، موضحة أنها تقوم بنقل نحو 40 حاوية في الساعة. وتبلغ حمولة الحاوية الفارغة نحو 2000 كيلو جرام، فيما تصل حمولتها وهي ممتلئة لنحو 30 طناً. وأنشأت شركة أبوظبي للموانئ محطة الحاويات في ميناء خليفة، بهدف خدمة السفن وفق أعلى معايير الكفاءة والدقة والسرعة. وباستطاعة قسم مناولة الحاويات للشاحنات القادمة لاستلامها تحميل 220 حاوية خلال 60 دقيقة. وتعمل محطة الحاويات على خدمة شاحنات النقل بسرعة عالية، إذ لا يتعدى الوقت المطلوب من الدخول إلى البوابة والخروج من البوابة الأخرى خلال عملية تفريغ وتحميل الحاويات النمطية 30 دقيقة، مقابل 120 دقيقة في الموانئ الأخرى. وتدير شركة مرافئ أبوظبي وتشغل محطة الحاويات في ميناء خليفة وميناء زايد والميناء الحر الذي يلبي متطلبات القوارب والسفن والبوارج الصغيرة، إضافة إلى ميناء مصفح الكائن في قلب المنطقة الصناعية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©