المزارعون الأميركيون يتحولون إلى زراعة الذرة

ذكرت وزارة الزراعة الأميركية في الأسبوع الماضي أن المزارعين في الولايات المتحدة يخططون لزيادة رقعة زراعة الذرة إلى أكبر قدر تشهده الدولة في مائة عام، في محاولة لاستدرار المزيد من الأموال عبر الاستفادة من الاندفاع العالمي نحو الايثانول كبديل جديد للطاقة· وبات من شأن هذا التحول الكبير أن يؤدي إلى إنتاج أكبر كمية من محصول الذرة على الإطلاق، الأمر الذي سيؤثر من جهة أخرى على الزراعة الأميركية والعالمية· وكما ورد في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' مؤخراً فإن التوسع الهائل في المنطقة المزروعة بالحبوب تأتي فيما يبدو على حساب فول الصويا الذي تتم زراعته بكثافة أيضاً في الحزام التقليدي لزراعة الحبوب في الولايات الأميركية الوسطى قبل أن يؤثر أيضا على المناطق التقليدية لزراعة القطن في اركانساس ولويزيانا والمسيسيبي· ومن المتوقع أن تنخفض زراعة القطن في الولايات المتحدة الأميركية إلى أدنى مستوى لها منذ العام ·1989 وسلطت هذه الخطوة الضوء بشدة على الجدل الدائر بشأن الوقود على حساب الغذاء في الوقت الذي أصبحت تستغل فيه المزيد من الأراضي البور في الولايات المتحدة الأميركية من أجل زراعة المحاصيل من أجل الوقود عوضاً عن إنتاجها لأغراض الغذاء في نفس الأثناء التي يزداد فيها الطلب بقوة على الأغذية بسبب ارتفاع المداخيل وارتفاع التعداد السكاني العالمي· ويشير محللو المحاصيل الزراعية إلى أن انخفاض محصول فول الصويا من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض المخزون من هذه السلعة بشكل يتمخض عن ارتفاع كبير في أسعارها وبسبب أن مربيي الماشية يدفعون أصلا مبالغ إضافية مقابل تغذية المواشي بفول الصويا· ويعتقد البعض أيضا أن الأمر سيضع المزيد من الضغوط على كاهل مزارعي الصويا في البرازيل والأرجنتين من أجل زيادة إنتاجهم لملء الفراغ الذي سينتج في أسواق الصادرات· وعلى الرغم من أن المزارعين الاميركيين يخططون لزراعة المزيد من الذرة إلا أن الكمية التي سيتم حصادها سوف تعتمد على جودة أحوال الطقس كما يشير جيمس باور المحلل في مكتب باور تريدينج· وفيما يبدو فقد تأثر خيار المزارعين بالأسعار التي ارتفعت إلى أكثر من ضعفها منذ العام الماضي بالإضافة إلى عائدات الفدان الواحد للذرة التي تتجاوز جميع المحاصيل الأخرى بسبب الطلب المتنامي على الايثانول·