من المتوقع أن تتجه الحكومة الصينية لمضاعفة الإنفاق على التكنولوجيا الاحيائية ''البايوتكنولوجية'' إلى أكثر من أربعة أمثالها بحلول العام 2010 كجزء من استراتيجيتها الهادفة إلى تحسين وتعزيز أمنها الغذائي الوطني· وقال زهانج ليانج شين، رئيس الجامعة الزراعية في بكين: ''من المتوقع أن يزداد الإنفاق على التكنولوجيا الاحيائية الزراعية إلى خمسة أضعافها''·
وكما ورد في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' مؤخراً فإن الصين تسهم أصلاً بمعدل 20 في المئة في استثمارات البحوث والتطوير العالمية في مجال البايوتكنولوجي الزراعية· ووفقاً لرئيس مركز السياسات الزراعية الصينية في العاصمة جيكون هوانج فإن الحكومة الصينية أنفقت مبلغ 200 مليون دولار على التكنولوجيا الاحيائية الزراعية في عام 2003 قبل أن يتضاعف هذا الرقم منذ ذلك الوقت·
وفي الوقت الذي وصل فيه التعداد السكاني في الصين إلى مستوى 1,3 مليار نسمة أو حوالي 20 في المئة من الإجمالي العالمي فقد أصبح من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 1,5 مليار نسمة بحلول العام ·2020 وحتى الآن فإن الدولة تدعي بأنها تحتوي على نسبة 7 في المئة فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم· لذا ''فإن الحكومة تأخذ مسألة الأمن الغذائي بجدية تامة حيث عمدت إلى استيراد 17 مليون طن من فول الصويا في العام الماضي من الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين إلا أن هذا الاعتماد سوف يؤدي إلى مشاكل وأزمات عويصة في المستقبل'' كما يقول شين· أما اكسوا جوانهاو وزير العلوم والتكنولوجيا في الصين فقد ذكر من جانبه بأنه يعتقد بأن التكنولوجيا الاحيائية ''سوف تصبح الصناعة الأكثر نمواً في الدولة في فترة الخمسة عشر عاماً المقبلة''·
ومن المتوقع أن يشهد الطلب على الغذاء في القارة الآسيوية ارتفاعاً هائلاً في غضون فترة العشر أو الخمسة عشر عاماً المقبلة، فالطلب على الذرة بحلول العام 2020 على سبيل المثال سيرتفع بمعدل أعلى بنحو 80 في المئة وفقاً لمكتب الخدمة الدولية لتطبيقات التكنولوجيا الاحيائية الزراعية· كذلك فإن الحكومة الصينية تستخدم أكثر من ألفي عالم في برنامجها الخاص بتكنولوجيا الزراعة الاحيائية يعملون في 200 مختبر تموله الحكومة كما ان هناك حوالي 6,8 مليون مزارع في الصين يمارسون زراعة المحاصيل البايو تكنولوجية·
وعلى الرغم من الخطط الهادفة لتكثيف الاستثمارات في هذه التكنولوجيا إلا أن الصينيين ما زالوا مترددين في اللجوء إلى إنتاج المحاصيل الغذائية المعدلة جينياً، إذ أن المحاصيل المعدل جينياً المصادق عليها حتى الآن هي الطماطم والفلفل الحلو والباباي· وكما يقول شين ''فإن الحكومة ما زالت تساورها المخاوف بشأن سلامة هذا النوع من الأغذية''· وحتى الآن فقد أجرت الصين تجارب ميدانية على أكثر من 12 نوعاً من المحاصيل البايوتكنولوجية بما فيها من أنواع الحبوب الثلاثة الرئيسية القمح والذرة والأرز بالاضافة إلى القطن وفول الصويا والبطيخ والتبغ والكرنب والقرنبيط· ومن المرجح أن تتم زراعة بعض المحاصيل كالصويا بشكل تجاري في الصين لبعض الوقت حيث تنصب سياسة الحكومة على زراعة الصويا غير المعدلة جينياً لأغراض التصدير بأسعار مغرية الى أوروبا وكوريا الجنوبية واليابان·
ويشكل التقدم الذي تأمل الصين في إحرازه في مجال التكنولوجيا الاحيائية تهديداً للشركات الخاصة العاملة في المجال مثل شركة مونسانتو، اذ يقول كليف جيمس رئيس مجلس إدارة شركة ايسا الزراعية ''يبدو ان الساحة الزراعية آخذه في التغير بسرعة شديدة فالصين تمكنت اصلاً من تطوير نوع من القطن البايوتكنولوجي المقاوم للآفات الزراعية الذي بإمكانه منافسة منتجات الشركات في القطاع الخاص''·
عدد اليوم
