مجوهرات التركية زينب حنيف تحتفي بالخط العربي

يعرف فنانو الحلي في العالم قيمة المصاغ التركي الأصيل وما يميزه من خصائص جمالية وفنية تضاف إليها القيمة العالية للمصاغ اليدوي. وقد لفتت الفنانة التركية زينب حنيف الأنظار بإبداعاتها المتميزة في صياغة الحُلي اليدوية الفاخرة، حيث تمزج بين عراقة الماضي ومواكبة الموضة العالمية من خلال مجموعاتها التي حظيت بشهرة واسعة بين سيدات المجتمع في مصر وعلى مدى سنوات قليلة أصبحت واحدة من أهم فناني المصاغ اليدوي. في الجاليري الخاص بها والمطل على نيل القاهرة، أطلقت مجموعتها الجديدة وتضمنت أطقما متنوعة من الفضة والذهب والأحجار الكريمة ونصف الكريمة وبعضها يحمل روح التراث والآخر ينتمي إلى أحدث صيحات الموضة في عالم المجوهرات. زينب حنيف ولدت في اسطنبول وتلقت تعليمها هناك وقضت سنوات دراستها الجامعية في التعرف على التاريخ التركي القديم والتراث الثري لهذه المدينة، وكشفت مجموعتها الأولى في مجال تصميم المصاغ والمجوهرات عن تأثرها بالجذور ونظرتها المعاصرة للحياة. وتؤكد حنيف أن دخولها عالم المصاغ بدأ من خلال عشقها للمصاغ والحُلي التركية القديمة والتي حظيت بشهرة واسعة في العالم وتأثر بها العديد من فناني المصاغ في تصميماتهم الحديثة ودفعها حبها للتاريخ الى التعرف على الحضارات الانسانية القديمة وزارت العديد من المتاحف والمعارض لترصد أوجه التشابه والتميز بين المصاغ. وتضيف «انتقلت مع أسرتي الى القاهرة عام 1995 بسبب عمل زوجي في أحد البنوك الدولية، وبعد فترة قصيرة اسست ورشة وجاليري خاصا بي. وتعرفت على المصاغ المصري القديم من خلال زيارات عديدة للمتحف المصري ووجدته أحد الينابيع الملهمة لكل من يتأمله ليجد تقنيات عالية، حيث إن المصريين القدماء كانوا اول من عرف فن صياغة الحُلي، كما حرصت على التعرف على الحضارة العربية والحلي التراثية في منطقة الخليج، حيث يتفرد المصاغ بتصاميم لا مثيل لها تجعل المرأة الخليجية تشعر بأن ما تملكه من مصاغ يمنحها خصوصية في أي مكان». وتشير فنانة الحلي التركية إلى بدايتها الحقيقية قائلة «قررت عمل مجموعتي الاولى لنفسي، وكانت عبارة عن اطقم متنوعة تضمنت اكثر من فكرة مثيرة ومبهرة وتحمل روح المغامرة. وبمرور الوقت أصبحت جريئة ولدي مزيد من الثقة بوضع تصاميم غير تقليدية رغم حرصي على متابعة الموضة والجديد في عالم الازياء والألوان والمكياج، إلا أن الحلي اليدوية لا ترتبط بموضة محددة أو موسم ويمكن توظيفها وإبراز جمالها عن طريق اختيار الأزياء وطريقة تصفيف الشعر المتناغمة». وتقول إن تحولها من الهواية إلى الاحتراف جاء بعد سنوات صممت خلالها عدة أطقم لنفسها ثم بعض القطع للقريبات والصديقات وعندما تزايد الاقبال على تصاميمها بدأت تتوسع في عملها الفني واصبحت تدير ورشة، ورغم أنها تؤمن بأن الموهبة هي الاساس في الفن، فإنها حرصت على أن تصقل موهبتها بدراسات متخصصة وحصلت على عدة دبلومات في مجال صياغة المعادن مثل الذهب والفضة وصقل الاحجار والتطعيم وأفادتها الدراسة في التعرف على أحدث التقنيات. وتضيف حنيف «عشقت الخط العربي الذي يمنح قيمة جمالية مضافة إلى الحلي والمصاغ اليدوي خاصة اذا كانت قطع المصاغ تحمل حكمة أو دعاء أو أية قرآنية، مما يجعل المرأة تشعر بالخصوصية والتفرد، حيث تختار الحلي التي تعجبها وتعبر عن مشاعرها وروحها في كلمات موحية، والكتابة تحتاج إلى دراسة وتجارب لتطويع المعدن سواء الذهب او الفضة ليلائم التصميم وينسجم معه». وعن الجديد في مجموعتها الأخيرة، تقول «أصبحت خبيرة في أذواق النساء وأعرف أن المرأة يتغير مزاجها وذوقها، فقد تريد أن تبدو بسيطة وأنيقة في ملابس رياضية واكسسوار رقيق مناسب، وقد ترغب احيانا في أن تكون صاحبة «طلة» مبهرة من خلال ثوب في غاية الفخامة ومجوهرات بديعة وقيمة. ولذلك تضمنت المجموعة اطقما وتصاميم شبابية رقيقة تدخل فيها السلاسل بأشكال مبتكرة وبعض الاحجار الشفافة الناعمة مثل السترين والماريت والزبرجد إلى جانب اطقم تتسم بالفخامة والثراء في التفاصيل ويدخل فيها اللؤلؤ والمرجان والفيروز كما صممت اطقما «ملكية» من وحي المصاغ المصري القديم تجمع احجار المرجان واللابس والفيروز، إلى جانب بعض فصوص الألماس والزمرد». وحول طموحاتها تقول حنيف «أحلم بأن تصل مجموعاتي إلى كل النساء في العالم، لذلك أخطط للمشاركة في اسابيع الموضة العالمية، وقد حاولت أن أصنع بعض القطع للأمهات وأخرى للصغيرات، وراعيت ان تتناسب بعض الاطقم مع طبيعة الحياة العصرية والمرأة العاملة التي تحضر العديد من المناسبات العامة لأن المرأة لابد أن تتزين طوال الوقت، والمهم أن تختار القطع الملائمة لكل مناسبة». وتشير إلى أن بعض أعمالها تقتنيها المتاحف التركية، وقد شاركت في عدة معارض منذ العام 2000، وفي عام 2002 شاركت في المعرض الدولي للمصاغ في تركيا ومعرض خاص بها في عام 2004 و2005 واصبح لها موعد دائم لعرض اعمالها في مصر مع بداية كل عام. وعرضت بعض اعمالها في احتفالية السفارة التركية بالقاهرة ونالت إعجاب الجاليات الاجنبية والعربية في مصر