إعداد - عدنان عضيمة:
أصبحت مهمة إضافة أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى واجهات القيادة للسيارات، توجّهاً قوياً تتسابق إليه المصانع العالمية· ويعرض المحلل مات فيللا لهذا الموضوع بتقرير مسهب نشره في العدد الأخير من مجلة (بيزنس ويك) أشار فيه إلى أن أروقة ومكاتب الإدارة العامة لمعرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الذي نظم في لاس فيجاس الشهر الماضي، شهدت العديد من الاجتماعات المطوّلة بين رائد ثورة المعلومات وصاحب شركة مايكروسوفت بيل جيتس، ومارك فيلدس الرئيس والمدير العام لشركة فورد، للنظر فيما يمكن ابتكاره من أنظمة رقمية جديدة تهدف لزيادة مستوى الذكاء والرفاهية في السيارات وتخفيض احتمالات الحوادث· وكان المعرض مناسبة لكشف النقاب عن أنظمة ذكية جديدة جاءت حصيلة تعاون مثمر بين الطرفين؛ من أهمها (نظام سينك) Sync الذي يندرج في فئة (الأنظمة المعلوماتية الترفيهية) التي يطلق عليها بالإنجليزية المصطلح المختصر Infotainment والتي أصبحت سوقها تضم عدداً كبيراً من الأجهزة الإضافية أو (الاكسسوارات) الجاهزة للبيع في الأسواق·
وسوف يتكفل (نظام سينك)، الذي سينضم إلى الأجهزة الاختيارية التي يمكن إضافتها إلى أي واحدة من سيارات فورد ويتراوح ثمنه بين 500 و700 دولار، بإقامة علاقة الترابط اللاسلكي بين كافة الأجهزة والأنظمة الذكية التي ستنتشر في سيارات المستقبل عن طريق نظام (بلوتوث)· وأصبحت القائمة التي تضم هذه الأنظمة الذكية تتزايد بشكل مضطرد، ومن بينها: الهاتف الخليوي الذي يعمل من دون استخدام الأيدي وأجهزة الكمبيوتر المصغّرة (آي بود)· وتحقق هذه الأجهزة للسائق القدرة على تشغيل أجهزة الاستماع الموسيقية والتحدث بالهاتف وقراءة النصوص من ملفات الكمبيوتر بالضغط على أزرار مثبتة على المقود أو بواسطة الأوامر المنطوقة لأن النظام مجهز بتقنية تمييز الكلام (باللغة الإنجليزية فقط)· ويتيح (نظام سينك) أيضاً فرصة التحكم بهذه الوظائف بطريقة مرنة عبر شاشة ارتباط لمسيّة·
ويضاف إلى كل ذلك أن نظام الاستماع الصوتي يكون في وسعه قراءة ملخصات الرسائل النصّية كالملفات الحاسوبية ورسائل البريد الإلكتروني· وربما كان الأهم من كل ذلك هو أن النظام مبني على أساس أن يكون جاهزاً بشكل دائم لتقبل ما يستجد من إضافات ووظائف يمكن ابتكارها في المستقبل، بمعنى أنه نظام مرن مفتوح على كافة التطورات الطارئة في هذا الميدان·
وأشار جاري جابلونسكي مدير قسم الأنظمة المعلوماتية الترفيهية في شركة فورد إلى أن هذه الميزة تهيئ لشركة فورد فرصة إضافة عدد كبير من الخدمات والوظائف الرقمية الجديدة إلى كافة طرز السيارات التي ستنتجها في المستقبل· وتوقع جابلونسكي أن تتنوع هذه الأنظمة بين تلك التي تقدم خدمات أكثر تطوراً للاتصالات الهاتفية اللاسلكية، والأنظمة المصممة للاستماع إلى الموسيقى من مواقع الإنترنت المتخصصة·
وسوف يكون (نظام سينك) متوفراً في كل طرز عام 2008 من سيارات فورد ولينكولن وميركوري التي سيتم تجميعها اعتباراً من فصل الخريف المقبل· ولن يستثنى من خدماتها أي من تلك الطرز بما فيها الأرخص ثمناً مثل (فوكاس) و(فيوجن)· وحتى الآن، لم تتخذ إدارة شركة فورد قراراً بإضافة (نظام سينك) إلى السيارات الفخمة التي تصنعها شركات تابعة لفورد مثل جاكوار ولاند روفر وفولفو· ولا يشك الخبراء في أن هذا البرنامج المزدحم لإضافة عناصر الذكاء إلى السيارات، يوحي بقوة بالإمكانات الهائلة التي تنطوي عليها أسواق هذه الأنظمة المتطورة· وصدرت مؤخراً عن رابطة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية تقديرات تشير إلى أن المبيعات من المصنع إلى المستهلك لهذه الأجهزة سوف تنمو هذا العام على المستوى العالمي بمعدل 11,5 بالمئة إلى 9,6 مليار دولار ارتفاعاً من 8,5 مليار دولار عام ·2006 ويعلق ميجان بولوك مدير شركة (سي إي إيه) للاتصالات على هذه التقديرات بالقول: (من الواضح أننا هنا بصدد سوق ضخمة· وكل القرائن تشير الآن إلى أن دورات الابتكار المتعلقة بالأنظمة الذكية للسيارات باتت قصيرة جداً بما يقتضي من شركات صناعة السيارات الإسراع في تبنّيها قبل فوات الأوان)·
ثم إن هذه الأنظمة فتحت المزيد من الأسواق النشيطة أمام شركة مايكروسوفت التي انفردت منذ بضع سنوات بابتكار الطلائع الأولى من هذه الأنظمة· ولقد اختارت في تعاملها مع شركة فورد أسلوب (الشراكة) في مجال التشاور بين الطرفين قبل تصميم الابتكارات وتحويلها إلى أنظمة قابلة للزرع في السيارات·
ويوحي كل هذا بأن السيارات أصبحت ميداناً لتطورات هائلة في مجال زيادة الوظائف يمكنها أن تتفوق على تلك التي حققها الموبايل منذ تم وضعه قيد الخدمة وحتى الآن·
عدد اليوم
