السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشاشة الصغيرة.. للبحث عن المعلومات

الشاشة الصغيرة.. للبحث عن المعلومات
27 ابريل 2007 00:29
البحث في الإنترنت على الهاتف المحمول، يكون في الغالب بطيئا، وشاقا، بسبب الأزرار الصغيرة المتلاصقة التي تعوق من سرعة البحث من جهة، ولعدم ظهور صفحات الوب من جهة أخرى· غير أن هذه المشكلة أخذت طريقها نحو الحل· شركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وياهو، أخذت على عاتقها تحسين مستويات البحث وتسريعه، عبر الموبايل، وخصصت في سبيل ذلك عشرات الملايين من الدولارات، وجيوشا من المبرمجين، يعكفون على تطوير أدوات يستطيع من خلالها المتصفحون الوصول إلى المعلومات بأيسر السبل، وأسرعها· في الشهور الأخيرة، أطلقت هذه الشركات الثلاث المتنافسة، جيلا جديدا من خدمات البحث التي تجيب عن العديد من أسئلة المبحرين، وهي مجرد البداية؛ وتشمل الاستفادة من نظام تحديد المواقع العالمية بواسطة الأقمار الاصطناعية، في تحديد مكان الهاتف المحمول، وتشمل أيضا قبوله وتمييزه الأوامر الكلامية، بل إن جوجل خطا خطوة أوسع في هذا المضمار، بطرحه نموذجا أوليا تجريبيا مزودا بسوفتوير خاص به· غير أن هذه الشركات الثلاث العملاقة، ليست وحدها في هذا القرار، فهناك شركات تصنيع أجهزة الموبايل التي لها القول الفصل· وإذا كان المرء يستطيع اختيار محرك البحث الذي يريد إذا ما أراد تصفح الإنترنت من كمبيوتره الشخصي، غير أنه ليس حرا في اختيار محرك البحث إذا ما أراد البحث عبر هاتفه المحمول، فشركات التصنيع هي التي تحدد محرك البحث المناسب لهذا الغرض· وبعد أن أنفقت شركات الهواتف المحمولة مليارات الدولارات على بناء الشبكات اللاسلكية، معززة بذلك الثقة بينها وبين المستهلكين، فإن آخر ما تفكر به هو فقدان جزء من أرباحها، لصالح شركات محركات البحث (جوجل ومايكروسوفت وياهو)· ويبدو التوتر بين الجانبين جليا في ندرة التحالفات فيما بينهم، وخاصة أن سوق الهاتف المحمول والبحث عن المعلومات من خلاله، هو سوق رائج، ويتوقع له الخبراء أن يتوسع في المستقبل القريب، متفوقا على سوق الكمبيوتر الشخصي· وتفيد الإحصائيات أن أعداد الهواتف المحمول تفوق مثيلاتها من أجهزة الكمبيوتر الشخصية، كما أن هناك المزيد من المتصفحين الذين يودون البحث عن المعلومات عبر الهواتف المحمولةـ من الناحية التقنية، فإن الهاتف المحمول يكون ملكا لشخص واحد، مما يسهل عملية تعقبه بواسطة الأقمار الاصطناعية من جهة، كما يمكن أن يكون بيئة صالحة للإعلانات التجارية الموجهة توجيها يخاطب اهتمامات صاحبه· وإذا كانت الحرب المشتعلة بين شركات البحث العملاقة قد هدأت بعد أن حقق جوجل فيها النصر المؤزر، يليه جوجل، ثم مايكروسوفت، فإن المعركة القائمة حاليا على خلفية البحث عن المعلومات عبر الهاتف المحمول، لم ينجل غبارها بعد· إن الخدمات الجديدة المتوقع إدخالها إلى المحمول من قبل الشركات الثلاث العملاقة، يستطيع المستخدم الاستفادة منها، بأقل قدر ممكن من الطباعة، فشركة جوجل على سبيل المثال، جعلت البحث عبر الموبايل مخصصا جدا كما على الموقع www.google.com/m مع التركيز على البورصة والاسهم والسندات· وفي مجال الترفيه مثلا، يمكن البحث عن أفلام السينما المعروضة في دور السينما المحلية من خلا طباعة الكلمة Movies السوفتوير الذي طرحته مايكروسوفت، والخاص بالبحث من المعلومات عبر الموبايل واسمه Live Search for Mobile موجود على الموقع http://wls.live.com/ يتيح للمستخدم البحث عن المطاعم والفنادق والمواصلات في المدينة التي يعيش فيها من خلال طباعة كلمة City أما ياهو ومن خلال الخدمة http://m.yahoo.com/ فيحاول التنبؤ بما يحتاج إليه المستخدمون، فعند طباعة كلمة البحث Apple في خانة البحث مثلا، يحصل الباحث على أسعار الأسهم والسندات، يليها مقالات أخبار السوق··إلخ· وفي مارس الماضي، وافقت مايكروسوفت على شراء شركة Tellme Networks المبرزة في تقنية تمييز الصوت، بقيمة 800 مليون دولار، وبواسطة هذه التقنية يمكن للمستخدمين البحث عن قائمة الأفلام السينمائية المعروضة محليا، وعن أسعار الأسهم والسندات في البورصة وغيرها من المعلومات التي تعرض على شاشة الهاتف المحمول· وقبل ذلك بشهر واحد فقط، طرحت جوجل خدمة منافسة مجانية، ويبدو أن ياهو مصممة على مواكبة الركب· بالنسبة إلى جوجل التي لم تترك خدمة لم تقدمها للمستخدمين، فلا يبدو للخبراء أنها ستدخل ميدان تصنيع وبيع الهواتف المحمولة، بل ستسعى إلى إقناع الشركات المصنعة على تصميم هواتف محمولة ترتكز على السوفتوير الذي تنتجه، والذي تهدف مبدئيا من ورائه، إلى غزو الأسواق العالمية· هذه هي معالم المعركة المحتدمة حاليا بين شركات البحث العملاقة، وكل منها تسعى إلى تعزيز مكانتها في سوق البحث، لتعزيز حصتها من الأرباح·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©