توقف البحث عن ضحايا الطائرة الإثيوبية

انتهت عملية البحث عن ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة التي غرقت في البحر قبالة شاطئ بلدة الجية الى الجنوب من بيروت بعد إقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي بدقائق في الخامس والعشرين من يناير الماضي، غير أن الإعلان رسمياً عن توقف البحث ينتظر قراراً للحكومة.وخصصت الحكومة التي عقدت جلسة عادية مساء الاربعاء برئاسة رئيسها سعد الحريري في السرايا الحكومي لمناقشة آخر ما توصلت اليه التحقيقات وعمليات البحث عن الأشلاء وحطام الطائرة. ورجحت مصادر وزارية لـ”الاتحاد” بأن يصدر عن الجلسة قرار ما، بعدما أنجز مغاوير البحر التابعين لبحرية الجيش اللبناني عملهم في انتشال آخر الأشلاء التي حددتها السفينة “اوديسيه” قبل أربعة أيام.وكان وزير الاعلام اللبناني طارق متري قد التقى امس القنصل العام لاثيوبيا اسامينيو ديبيلي بونسا، ترافقه المستشارة الاولى في القنصلية يشي تمرات بيتيو، وتناول البحث موضوع الطائرة الاثيوبية المنكوبة. وأثنى بونسا وبيتيو على “الدقة والتحفظ في المعلومات اللبنانية الرسمية عن تقدم التحقيقات في طبيعة حادث الطائرة الاثيوبية وأسبابه”، وتمنيا “إلا تتسرع وسائل الاعلام في استباق النتائج النهائية لعمل لجنة التحقيق الفني الدولية”. وأكدا “حرص الحكومة الاثيوبية على الكشف عن حقيقة الحادث المروع كاملة بعيداً عن الافتراضات والمبالغات”. وعلمت “الاتحاد” من مصادر مواكبة لتداعيات كارثة الطائرة الاثيوبية بأن لجان التحقيق المختصة التي عملت على متابعة عمليات فحص الصندوقين الاسودين العائدين للطائرة المستمرة في العاصمة الفرنسية باريس. قد أبلغوا الرئيس الحريري بالنتائج الاولية وفقاً للمعلومات التي احتواها الصندوقان. وهي تؤكد بأن الكارثة وقعت نتيجة خطأ بشري في قمرة القيادة، غير أن هذه المعلومات تحتاج لحسمها عدة اشهر.واوضحت المصادر نفسها لـ”الاتحاد” بأنه بات من الصعوبة العثور على اشلاء اخرى تابعة للضحايا، بعد مضي قرابة الشهر على وقوع الكارثة. وقالت: “إن باقي الأشلاء التي تم انتشالها خلال الأيام الثلاثة الماضية كانت متحللة تماماً”. وكشفت المصادر عن أن الرئيس الحريري قرر عقد لقاء مع اهالي الضحايا اليوم الخميس في السرايا الحكومي لاطلاعهم على كامل التفاصيل المتوافرة لديه حول الكارثة، ورجحت أن يشكل هذا اللقاء نهاية رسمية للمأساة، ويمكن اعتباره نهاية المطاف لجهود البحث عن ما تبقى في عداد المفقودين.من جانبها، اعلنت ادارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت أنها ابلغت اهالي ضحايا الطائرة الاثيوبية هيفا احمد وزنة مواليد 1967، باسم قاسم خزعل مواليد 1974 وزوجته روان حسن وزنة مواليد 1990، بأنهم سيتسلمون جثامينهم صباح اليوم الخميس، حيث توارى الثرى عند الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم نفسه في جبانة روضة الشهيدين في بيروت. وكان ذوو الضحايا قد تبلغوا من ادارة مستشفى بيروت الحكومي خبر العثور على الجثامين واجراء فحوصات الحمض النووي والتأكد من نتائجها المتطابقة.كما يحتفل بالصلاة لراحة نفس الضحية المهندس زياد نعيم القصيفي الذي قضى في حادثة الطائرة الاثيوبية بعد ظهر الجمعة المقبل في كنيسة مار عبدا الرعائية في بلاط - جبيل، برئاسة راعي الابرشية رئيس اللجنة الاسقفية للاعلام المطران بشاره الراعي. وسينطلق موكب من العائلة والاهالي من ساحة كنيسة مار عبدا - بلاط في العاشرة من صباح الجمعة المقبل باتجاه المستشفى في بيروت لنقل الجثمان الى مسقط رأسه