الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العامري: أرفض استغلال لوائح الانضباط لـ «تكميم الأفواه»

العامري: أرفض استغلال لوائح الانضباط لـ «تكميم الأفواه»
18 نوفمبر 2012
لفترة طويلة كانت اللجان القانونية لاتحاد الكرة بعيدة عن دائرة الضوء، بحكم دورها القضائي المستقل في تناول القضايا والحكم فيها، ومن بينها لجنة الانضباط التي تصدر قراراتها بعد كل جولة، لتكون العقوبات محل جدل واختلاف في وجهات النظر، وليس اللجنة نفسها، إلا أن ما حدث بعد الجولة السادسة لدوري المحترفين، بخصوص عقوبة إيقاف لاعب الشباب عيسى محمد، جعل لجنة الانضباط وأعضاءها في مرمى أسهم النقد، سواء فيما يخص تقييم القضايا، واختلاف العقوبات التي تم توقيعها، على الرغم من تشابه بعض الحالات، أو في آلية العمل، وتبليغ العقوبات بعد أن وصل قرار إيقاف مدافع “الجوارح” ليلة المباراة أمام العين. كما طالت الانتقادات أيضاً اللوائح التي تعمل بها اللجنة، واتهامها بهضم حقوق الأندية واللاعبين، عندما منعت حق الاستئناف في الإيقافات التي تقل عن 6 مباريات، وأمام هذه الانتقادات، وما أثير في وسائل الإعلام من “كلام” عن لجنة الانضباط، سعت “الاتحاد” إلى لقاء المستشار سالم بهيان العامري رئيس اللجنة، لتوضيح الحقائق، والرد على استفسارات الشارع الرياضي، فيما أثير على الساحة، وبالتحديد قضية عيسى محمد، وما رافقها من انتقادات للقرار، وتوقيت صدوره، بالإضافة إلى بعض الموضوعات التي تعتبرها الأندية والشارع الرياضي على درجة كبيرة من الأهمية، وهي العقوبات المتعلقة بالتصريحات الإعلامية من المسؤولين خلال دفاعهم عن أنديتهم. بدأ الحوار من قرار لجنة الانضباط بإيقاف لاعب الشباب عيسى محمد، ليلة مباراة فريقه مع العين، في دوري المحترفين، وما رافقه من احتجاجات مشروعة لمسؤولي “فرقة الجوارح”، نظراً لتأخر توقيت وصول القرار، ما انعكس بالسلب على الفريق، حيث قال رئيس لجنة الانضباط: “نحن نعمل وفق آلية منظمة تتداخل فيها أطراف أخرى، هي بالتحديد اللجنة الفنية لدوري المحترفين التي ترفع المخالفات، بعد انتهاء الجولة إلى الأمانة العامة لاتحاد الكرة، التي تتولى بدورها تحوليها إلى لجنة الانضباط للنظر فيها، وإصدار القرارات، ثم إعادتها إلى الأمانة العامة من جديد، لأنها الجهة المعنية بإبلاغ الأندية بالقرارات”. وأضاف “أن “الانضباط” هي لجنة قضائية، تصدر أحكامها بعد تداول الواقعة، ومنحها الوقت الكافي من البحث بين أعضاء اللجنة، والسرعة في اتخاذ القرارات غير مطلوبة، ولا تصب في مصلحة أحد، خصوصاً تلك المتعلقة بدوري المحترفين، مشيراً إلى وجود تباين في ردود الفعل في قرارات اللجنة، بين من يعيب السرعة في بعض القرارات، وبين من يتساءل عن سبب التأخير”. وأوضح أيضاً أن لجنة الانضباط ولو كانت هي المسؤولة عن اختيار المخالفة مباشرة من الملعب لأصدرت القرارات بشكل سريع، ولكن هذا الأمر لا يصب في مصلحة الأندية، حيث إن اللجنة لا تختار المخالفات، وإنما تحال إليها من جهة الاختصاص. واقعة عيسى محمد وبخصوص الواقعة الأخيرة التي أثير الجدل حولها، وتتعلق بإيقاف عيسى محمد لاعب الشباب، كشف رئيس اللجنة أن قرار الإيقاف صدر يوم الثلاثاء، بعد اجتماع اللجنة، وكانت المباراة المقبلة لنادي الشباب مع العين يوم الخميس، وبالتالي فإن المدة كافية، حيث أصدرت اللجنة حكمها قبل الجولة بيومين، وأبلغت أمانة الاتحاد بذلك، بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام نشرت الخبر مباشرة، وأن “الانضباط” بريئة من أي تأخير، وقامت بدورها على أكمل وجه. وبالنسبة للانتقادات التي وجهت للجنة بأنها “تكيل بمكيالين”، في قضية الفعل وردة الفعل، عندما أوقفت الأوزبكي حيدروف لاعب الشباب مباراتين، مقابل عدم إصدار أي عقوبة على لاعب الوحدة حمدان الكمالي الذي احتك معه في إحدى المباريات، مقابل إيقاف عيسى محمد مباراتين وأمارا ديانيه لاعب الظفرة ثلاث مباريات، على الرغم من أن الفعل الذي ارتكبه لاعب الشباب لا يعد اعتداء واضحاً، قال المستشار سالم بهيان العامري: “هناك اختلاف كبير في الواقعتين، حيث لم ترد صورة واضحة ودقيقة في واقعة حمدان الكمالي وحيدروف، تؤكد وجد استفزاز أو اعتداء واضح من لاعب الوحدة، بينما في واقعة لاعبي الشباب والظفرة، فإن الشريط كان دقيقاً، وأظهر اعتداء عيسى محمد على ديانيه، وبالتالي فإن المخالفة جلية حسب اللائحة الاسترشادية المادة رقم 14 فقرة 1، التي تشير إلى أن الاعتداء على لاعب من الفريق المنافس أثناء كرة مشتركة أو دون كرة “الركل بالقدم أو بالرأس أو بالكم مع عدم وجود تقرير من حكم المباراة والاستناد إلى التسجيلات المرئية”، وأضاف أن الإيقاف مباراتين هي العقوبة الأقل في هذه المادة التي اتخذتها اللجنة بحق لاعب الشباب. حسن النية وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى لجنة الانضباط بـ “تكميم الأفواه”، مستغلة سلطتها القضائية في فرض العقوبات على المسؤولين الذين يدلون بتصريحات إعلامية لإبداء آرائهم في عمل الاتحاد ولجانه، أو في الدفاع عن فرقهم، أكد رئيس اللجنة أنه يرفض استغلال اللوائح الموجودة التي شرعها القانون لتوظيفها في تكميم الأفواه، لأنهم يؤمنون بأن حرية الرأي مكفولة للجميع، سواء الأشخاص الذين تشملهم اللائحة أو العاملين في مجال الرياضة، ويمكن لأي طرف أن ينتقد قرارات اللجنة أو يلجأ إلى القنوات القانونية، للطعن في العقوبات، مشيراً إلى أن اللجنة لم تصدر أي عقوبة أو غرامة على مسؤولي الأندية منذ توليه قيادة الانضباط. وأكد أن اللجنة دائماً ما تتعامل مع تصريحات مسؤولي الأندية بحسن نية وثقة في قدرتهم على تقييم الوضع بكل موضوعية. وأضاف أن الفترة السابقة شهدت صدور تصريحات عديدة من أشخاص ومسؤولين يمكن أن تطولهم لائحة الانضباط، إلا أن اللجنة لم تعاقبهم إيماناً منها بمبدأ حسن النية، وإيجاد مساحة من الحرية للجميع في إبداء الآراء، خصوصاً أننا في مجال تختلط فيه الانفعالات من حماس وشد للأعصاب والحزن والفرح. الشعور بالمسؤولية وطالب العامري في الوقت نفسه من رؤساء الأندية أن يستشعروا المسؤولية، وأن تسود الروح الرياضية بينهم والفرق المنافسة، وبين ناديهم واتحاد الكرة واللجان العاملة، لأن أقوالهم مؤثرة في الشارع الرياضي، خصوصاً جماهير أنديتهم، معتبراً أن الهجوم على الغير، واستعمال الكيل بمكيالين، ونظرية المؤامرة في التصريحات لا تصب في خدمة اللعبة، ولا تساعد على إيجاد بيئة مواتية للتطوير والارتقاء بكرتنا. وعن انتقاد البعض لصرامة اللجنة في تعاملها مع الأندية، استغرب رئيس لجنة الانضباط من هذه الادعاءات، معتبراً أن لجنة الانضباط تراعي في عملها مصلحة الأندية ولا تطبق القرارات بشكل فوري وعاجل، وإنما تمهل الفرق المعنية فترة زمنية لتطبيق القرارات. وسألنا رئيس لجنة الانضباط عن أسباب عدم وجود تعديلات على لوائح لجنة الانضباط، بعد كل موسم، خاصة في ظل انتقادات الأندية لبعض اللوائح المتشددة في فرض العقوبات، أجاب: من الغريب أن أغلب هذه المقترحات لتعديل اللوائح لا نسمعها إلا في وسائل الإعلام، بينما عندما طالبنا بتقديم مقترحات لم يتجاوب أحد من أندية المحترفين، بينما تلقينا بعض المقترحات من أندية الهواة بخصوص التخفيض في العقوبات المالية لأنها مرهقة، وأن أغلب تصريحات الأندية “شو إعلامي”، وأتساءل كيف تطالب بعض الأندية بتعديل اللوائح وهي لم تقرأ أصلاً لائحة الانضباط؟. وأوضح العامري أن لجنة الانضباط ليست جهة تشريعية ولا تجري تعديلات على لوائحها، لأن ذلك من اختصاص الأندية في الجمعية العمومية التي تعد الجهة المشرعة للقوانين، وأن اللجنة تقدم بعد كل موسم مقترحات لتعديل اللوائح إحساساً منها بالمسؤولية، ورغبة منها في مساعدة الأندية والارتقاء باللعبة، بينما الدور الأساسي يقع على عاتق الأندية التي يجب أن تفعل أدوارها بشكل أكبر. مقترح جديد للحالات الطارئة بعد الانتقادات التي وجهت إلى اللجنة بسبب عدم إسراعها في إصدار قراراتها خلال الجولات المضغوطة وانعكاس ذلك على تحضيرات الفرق، كشف العامري أنه أعد مقترحاً لاعتماده من قبل اتحاد الكرة، يتمثل في منح حق التقاضي لرئيس اللجنة، سواء بشكل منفرد أو بحضور عضو فقط خلال الأحداث المستعجلة، خاصة أن هذا النظام معتمد في المحاكم المدنية بخصوص بعض القضايا التي تحكم عن طريق “القاضي الفرد”. وقال إن رفع حالة واحدة إلى لجنة الانضباط لا يتطلب بالضرورة حضور الأعضاء كافة، خاصة بالنسبة للمخالفات البسيطة التي تتعلق بالإيقاف مباراة أو اثنتين، وأن هذه الآلية من شأنها التسريع في حسم القرارات خلال الجولات المضغوطة التي لا تسمح بعقد اجتماعات في ظروف عادية. استقلالية تامة لعمل اللجنة بخصوص الضغوط التي يمكن أن تتعرض لها اللجنة من قبل بعض الأطراف، والحديث عن وجود تدخل من اتحاد الكرة في تطبيق اللوائح، أكد المستشار سالم بهيان العامري أن اللجنة تؤدي دورها بكل حيادية واستقلالية عن جميع أطراف اللعبة، بما فيها اتحاد الكرة. وأضاف أن اللجنة لم تتعرض إلى أي ضغوط تذكر خلال مختلف القضايا التي عرضت عليها، وأن الانضباط لجنة قانونية مستقلة، ومسؤولو اتحاد الكرة يدعمون استقلالية اللجان القانونية، ويحترمون عملهم، وأن لجنة الانضباط تسهر على تنفيذ قرارات بقية اللجان الأخرى. لا نية للتغيير في تركيبة اللجنة دبي (الاتحاد) - تطرق المستشار سالم بهيان العامري لإمكانية حدوث تغييرات في تركيبة اللجنة، بعد إعادة انتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد الكرة، وبداية مرحلة جديدة، وقال إن اتحاد الكرة جدد ثقته في نفس فريق العمل للاستمرار في مهمته خلال المرحلة المقبلة، استناداً على ما تم بذله من جهد في المواسم الماضية، وبالتالي لا توجد نية للتغيير، طالما أن الأعضاء يؤدون واجبهم على أكمل وجه. وأشار إلى أن الاجتماعات تعقد في أجواء إيجابية، وبحضور الأعضاء كافة أسبوعياً، إلى جانب تمرس اللجنة على القضايا واكتساب خبرة جيدة، تساعد على التعامل مع مختلف القضايا المطروحة بالطرق السليمة. وأبدى رئيس اللجنة ثقته في الأعضاء كافة لمواصلة إنجاح دور لجنة الانضباط في تطوير اللعبة، وضمان سيرها إلى أفضل كأحد اللجان القانونية المهمة في تجربة الاحتراف. إعجاب خليجي بالتجربة الإماراتية دبي (الاتحاد) - شارك المستشار سالم بهيان العامري خلال الأيام الماضية في اجتماع رؤساء لجان الانضباط بدول مجلس التعاون، حيث أكد إعجاب بقية الاتحادات الخليجية بتجربة لجنة الانضباط في مسابقاتنا المحلية والدور الإيجابي التي تضطلع به في تنظيم اللعبة، والسهر على تطبيق اللوائح. وأضاف أن لجنة الانضباط عندنا تتلقى الشكاوى والمخالفات من اللجنة الفنية للجنة دوري المحترفين، أو الأندية، ولا تختار بنفسها المخالفات، على عكس ما يحصل في بعض دول المنطقة، مثل السعودية والبحرين، الأمر الذي يثير بعض الجدل لدى الأوساط الرياضية. كما أن آلية عمل اللجنة عندنا نالت التقدير خلال الاجتماع ويتوقع أن يتم تعميم التجربة في بقية الاتحادات الأخرى، لأنها أكثر موضوعية وحيادية في أداء دورها. دور استشاري لخدمة الأندية دبي (الاتحاد) - شدد العامري على أن لجنة الانضباط لا تحصر دورها في تطبيق اللوائح، وتسليط العقوبات على أطراف اللعبة، وإنما تتعدى ذلك، إلى الرد على الاستفسارات وتنوير الأندية، وأن رئيس وأعضاء اللجنة في خدمة الأندية، وأبوابهم مفتوحة أمام الاستفسارات التي تتعلق باللوائح، حرصاً على تقديم المشورة والمعلومة الصحيحة، والمساهمة في تطبيق ناجح للوائح، ومساعدة أطراف اللعبة على تفادي ارتكاب المخالفات. وأكد أن اللجنة لا تتصيد الأخطاء، وإنما تعمل على تفادي ارتكاب المخالفات والإخلال باللوائح حتى تقام مسابقاتنا في أفضل الظروف. عنف المراحل السنية «صداع» في رأس «الانضباط» دبي (الاتحاد) - بخصوص القضايا التي تستحوذ على وقت اجتماع لجنة الانضباط وتتطلب جهداً كبيراً، كشف المستشار سالم بهيان العامري أن مشاكل المراحل السنية تعتبر أكثر القضايا التي تناقشها اللجنة في كل اجتماع، بسبب تفشي ظاهرة العنف لدى اللاعبين والمسؤولين، والخروج عن النص، والتعدي على الحكام أيضاً. وأضاف أن اللجنة ترفض الإساءة اللفظية والبدنية، وتحرص على التشدد في فرض العقوبات، حتى تردع اللاعبين الشباب، والتنبه إلى خطورة العنف. كما طالب الأندية بمضاعفة جهودهم في الاهتمام بالمراحل السنية، ومتابعة الفرق حتى يتم إعداد الجيل الجديد من اللاعبين في أفضل الظروف، وتحت توجيه ومراقبة من المسؤولين، وأن الإعداد السليم في المراحل السنية يضمن بالضرورة إفراز لاعبين متميزين في الفريق الأول.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©