الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على الخط - منصور عبد الله

27 ابريل 2007 00:47
مواقع الحوار واللغة العربية مع التقدير الفائق لجميع أصحاب المنتديات العربية، لما يقدمون من خدمات التواصل الإلكتروني، غير أن المرء لا يستسيغ تصفح العديد منها، بسبب اللغة العامية السائدة فيها· فاللغة العربية أصبحت ضحية لهذه المنتديات، ويضيق صدر المتصفح ذرعا بما يقرأ حتى وإن كان يقرأه معلومات قيمة، لأن اللغة المكسرة والمهشمة، تفقد الموضوع حيويته، وأهميته، وجودته، لأسباب أولها أن اللغة المحكية التصقت دائما بالمواضيع السطحية، ويمكن أن تصلح مثلا، لصفحات التسلية، والترفيه والنكات، ولكنها لا تصلح لغة للتكنولوجيا والدين والمجتمع، والثقافة وغيرها· وثانيها، أن لغتنا العربية تلاقي من الهوان والإهمال الكثير، إلى حد جعل البعض يخجل من التعبير بها· وليس اللجوء إلى العامية سوى بعض جوانب هذا الإهمال، ومن مظاهره أيضا، التحدث بلغة أجنبية، وخلط الكلام الإنجليزي بالعربي، أو كتابة الموضوع العربي بالحرف الإنجليزي، الأمر الذي نتج عنه لغة جديدة، لا هي بالعربية ولا هي باللاتينية، ويستخدمها جيل الشباب خصوصا في رسائل البريد الإلكتروني· ذات مرة تحدثت إلى مدير موقع ثقافي مرموق وقلت له عندما قرأت مشاركة بعض القراء على موقعه باللهجات المحكية، قلت: لماذا لا تضع شرطا على زوار موقعك، بأن يلتزموا الكتابة باللغة الفصحى، كشرط للنشر، واستثناء أي موضوع لا يكون بها؟ وسؤالي: كيف يمكن لفرد ما أن يشارك في موقع ثقافي، بلهجته المحلية؟ فالخوض في مواضيع ادبية وفنية، يشترط التمكن من اللغة، والصياغة· ليس مطلوبا منه أن يبدع على طريقة الأدباء والمثقفين، ولا على نفس المستوى من الأدب الرفيع، وإنما التعبير ببساطة وبلغته الأم الفحصى· لو اشترط أصحاب منتديات الحوار، وغيرها من المواقع العربية، أن تكون المشاركات متاحة فحسب، لمن يشارك بلغة الضاد، وعلى أصولها وقواعدها، لوجدنا صدى وتجاوبا واسعين بين الأعضاء والمشاركين، ولأصبحت هذه المواقع نفسها أكثر صدقية لدى المتصفحين· وإذا كانت حصة المحتوى الرقمي على الإنترنت ضحلة، فكيف يكون حالنا إذا كان ما ننشره باللهجات العامية؟ Internet_page@emi.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©