موسكو- وكالات الأنباء: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق عضوية موسكو باتفاقية القوات التقليدية في أوروبا التي تحد من الانتشار العسكري في أنحاء القارة· واتهم في خطاب حالة الاتحاد السنوي جهات خارجية باستخدام الأموال وشعارات الديمقراطية للتدخل بشؤون بلاده الداخلية بحجة نشر الديمقراطية·
وقال بوتين في الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء البرلمان: ''إن ثمة جهات تستخدم بخبث عبارات الديمقراطية الزائفة وترغب في العودة إلى الماضي''، ومضى يقول: إن بعض هذه الجهات يرغب في تقويض ثروة روسيا الوطنية المشتركة ''وسرقة الشعب والدولة''، في حين اتهم جهات أخرى بالسعي إلى حرمان روسيا من الاستقلال الاقتصادي والسياسي·وأضاف: ''ان تدفق الأموال من الخارج للاستخدام في التدخل المباشر في شؤوننا يتزايد''·
وأشاد بوتين كذلك باقتصاد روسيا المزدهر الذي يحركه قطاع النفط، وأعاد التأكيد على أنه سيتخلى عن الرئاسة العام المقبل، كما هو منصوص عليه في الدستور· إلا أن هجوم بوتين على ما وصفه بالتدخل الأجنبي في السياسة الروسية بدا موجهاً للمنتقدين الغربيين الذين يقولون إن الديموقراطية تراجعت في روسيا خلال سنوات حكمه التي امتدت سبع سنوات·
وأضاف: ''في العهد الاستعماري، كانوا يتحدثون عما يسمى دور الدول المستعمرة في إدخال الحضارة إلى الشعوب''·
وحذر بوتين من أن موسكو قد تتوقف عن الالتزام بمعاهدة القوات التقليدية في أوروبا، والتي أبرمت عام 1990 بين حلف الأطلسي ودول حلف وارسو السابق· وقال بوتين إن القوى الغربية لم تصدق على المعاهدة·
وأرجع الرئيس الروسي قراره جزئياً إلى الخطط الأميركية المثيرة للجدل الخاصة بنشر نظام دفاعي ضد الصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك والتي قالت موسكو عنه إنه يهدد أمنها القومي·
واستغل بوتين هجومه على ما وصفه بالتدخل الخارجي لمواجهة المعارضين، حيث أشار بشكل مبطن إلى التعاطف الغربي مع القوى المعارضة الليبرالية الصغيرة ومن بينها تحالف ''روسيا الأخرى''·
وفي مواجهة التكهنات المستمرة بشأن احتمال إقدام بوتين على تغيير الدستور بشكل يسمح له بالبقاء في الكرملين بعد عام ،2008 أكد بوتين أنه لن يحمل لقب الرئيس العام المقبل· وقال بوتين: ''في ربيع العام المقبل، ستنتهي واجباتي، وسيقوم الرئيس المقبل بإلقاء خطاب حالة الاتحاد''· وأظهرت الاستطلاعات أن العديد من الروس يرغبون في بقاء بوتين على رأس السلطة، ويزعم منتقدوه أنه سيقدم على التلاعب بالدستور أو تغييره من أجل تحقيق ذلك· إلا أن بوتين نفى مثل هذه الخطط·
وقال بوتين إن المكاسب الكبيرة التي حققتها روسيا من صادرات النفط والغاز والتي يجري الاحتفاظ بها حتى الآن في صندوق للاحتياجات المستقبلية والإنفاق منها بحساب يجب أن توجه لتحسين نوعية حياة المواطنين·
وأضاف أن المعاشات يجب أن تزيد بنسبة 65 في المائة خلال الفترة من الآن وحتى عام 2009 وأن العائدات الناتجة عن بيع شركة يوكوس النفطية الحكومية المفلسة يجب أن تذهب لبناء المساكن·
ومضى بوتين قائلاً: ''إن روسيا بحاجة إلى زيادة قدرتها على توليد الكهرباء بمقدار الثلثين بحلول عام 2020 بما في ذلك بناء 26 مفاعلاً نووياً جديداً''·
وقال: ''إن الانتخابات البرلمانية المقررة في ديسمبر المقبل والتي يعتبرها كثيرون تجربة نهائية للانتخابات الرئاسية يجب أن تضمن الاستمرارية''·
وفي أول رد فعل على تصريحات بوتين دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس روسيا إلى الوفاء بالتزاماتها·
وأبلغت رايس مؤتمراً صحفياً في أوسلو قبيل اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي وروسيا: ''هذه التزامات بموجب معاهدة ويتوقع من الجميع الوفاء بالتزامات المعاهدة''·
وطالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر بتفسير عاجل لدعوة بوتين إلى تعليق التزام روسيا بمعاهدة القوات التقليدية في أوروبا التي تمنع تفرض قيوداً على نشر القوات العسكرية في قارة أوروبا·
وقال في اجتماع لوزراء خارجية الحلف في أوسلو: ''حلفاء الناتو يعلقون أهمية كبيرة على بمعاهدة القوات التقليدية في أوروبا، من المهم التصديق على المعاهدة المعدلة''· وقال شيفر: ''إنه لا يوجد شك في أن تعليقات الرئيس بوتين ستتم مناقشتها في اجتماع بين وزراء خارجية (الناتو) ونظيرهم الروسي سيرجي لافروف في أوسلو في وقت لاحق''، وأضاف: ''أتوقع أن يقوم سيرجي لافروف بشرح كلمات رئيسه''·
عدد اليوم
