الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أريحا مدينة القمر والنخيل

أريحا مدينة القمر والنخيل
25 مارس 2009 02:32
أريحا مدينة فلسطينية قديمة يرجع تاريخها إلى العصر الحجري، وأصل تسمية أريحا يعود إلى أصل سامي ، وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر والكلمة مشتقة من فعل «يرحو» أو «اليرح».. وفي لغة جنوبي الجزيرة العربية تعني شهر أو قمر . وفي العبرانية «يريحو».. وهي أقدم مدينة معروفة في التوراة اليهودية، و»أريحا» في السريانية معناها الرائحة أو الأريج. مدينة أريحا القديمة مكانها يعرف بتلال أبي العلايق، شماله تل السلطان ويرجع تاريخها إلى 6800 ق.م. وكانت مبنية من الطوب اللبن وكان حولها خندق عرضه 28 قدما وعمقه 8 أقدام ومنحوت من الصخر . إكتشف في موقعها فخار ومصنوعات برونزية وعظام وأدوات منزلية خشبية وسلال وأقمشة . وقد دمرت في أواخر «العصر البرونزي،»وتعتبر أقدم مدينة إكتشفت حتى الآن. ويبلغ اجمالي سكانها ما يقارب 43620 نسمة في عام 1996. تتكون المحافظة من عشر قرى ويبلغ عدد سكانها حاليا ما يقارب 20,416 وتبلغ مساحتها 45 كم². في المحافظة مخيمين للاجئين الفلسطينيين، هما مخيم عقبة جبر ومخيم عين السلطان. وتبلغ نسبة المحافظة 9,9 % من أراضي الضفة الغربية.. قامت آخر الحفريات في منطقة عين السلطان عام 1952-1958 وقد سمحت هذه الحفريات بتتبع أخبار المدينة، حيث تبين أن في العام 8000 ق. م. قام أول استيطان بشري في المدينة قرب ينبوع المياه الذي سمح بقيام نوع ما من الزراعة. وقد ظهر في هذه الحقبة أول أسوار المدينة وكانت حضارة السكان متقدمة نسبياً. وفي العام 4000ق.م . بعد فترة من الهجر سببتها كارثة ما حلت بالمنطقة، عادت الحياة إلى أريحا ولكن سكانها أقل تطورا من سابقيهم، ثم بنيت حول المدينة في الحقبة البرونزية أسوار جديدة سمكها أربعة أمتار وارتفاعها سبعة أمتار. وقد استخدم الخشب في بناء الأسوار والبيوت وهذا مادفع علماء الآثار إلى الاعتقاد بأن الأشجار كانت تغطي الهضاب الجرداء القاحلة التي تحيط بالموقع اليوم. عند زيارة المدينة الحالية فهي لا تحمل آثارا جذابة ولكن في شمال المدينة الحالية نجد نبع أليشاع المذكور في الكتاب المقدس، ويبدو أنّه ينبع من أسفل تل السلطان حيث كانت المدينة الكنعانية القديمة التي احتلها يشوع. وأهم ما اكتشف في الحفريات الحائط المضاعف الذي على القمة وقد حدد علماء الآثار أنه السور الذي هدم على أيام يشوع. وفي الواقع يعود تاريخه إلى ما بين عام 3200 و2000 ق. م، أما أريحا التي بناها هيرودس تقع حيث ينبع وادي القلت من الصحراء ويروي بنبعه واحة صغيرة نسميها بالعربية تلول أبو العلايق. اختفت هذه المدينة القديمة للأسف وهي المدينة التي شهدت أحداث حياة يسوع حيث التقى بزكا العشار. وهناك أيضا أعاد البصر لأعميين أحدهما اسمه برطيماوس . دير القرنطل على أحد الجبال القائمة إلى شمال غرب سهل أريحا يقوم دير الروم الأرثوذكس وكأنه جزء من الصخر في وسط جبل قرنطل. ويمكن بلوغه عن طريق تل السلطان. وقد بني الدير في نهاية القرن الماضي حول المغارات التي يسكنها النساك في الصحراء الذين سكنوا ذلك المكان منذ القرن الخامس. أماعلى بعد 3 كم من أريحا إلى الشرق باتجاه الأردن نجد الموقع التقليدي لأول استيطان لليهود في أرض الميعاد. في القرنين الخامس والسادس قامت في المكان كنيسة بيزنطية سميت باسم الأحجار الإثني عشر. ومن ذلك يتضح أنها قد ازدهرت في عهد الرومان ويظهر ذلك في آثار الأبنية التي شقوها فيها والتي تظهر على نهر القلط وفي هذا العهد صارت تصدر التمر. وقد أفل نجم أريحا وتراجعت مكانتها وظلت في حجم قرية أو أقل حتى عام 1908 إذ ارتفعت درجتها الإدارية من قرية إلى مركز ناحية. وفي عهد الانتداب البريطاني أصبحت أريحا مركزاً لقضاء يحمل أسمها. ويعتمد اقتصاد أريحا على الزراعة وخاصة على أشجار التمر والموز والموالح. وتقوم هذه الزراعة على مياه الآبار المتعددة.‏ وبالقرب من أريحا يوجد أحد الأماكن المقدسة عند المسلمين وهو الذي يطلق عليه مقبرة موسى عليه السلام.‏ ‏ وفي عام 1994 أصبحت أريحا أول مدينة في الضفة الغربية تنضم إلى منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني حفريات قديمة وقد فوجئ البروفيسور الاسرائيلي مارك شبيغلمان، من الجامعة العبرية، بمسؤولين في متحف نيكولسون، في جامعة سيدني في استراليا، يبلغونه بوجود صناديق تحتوي على عظام لا يعرفون ماذا يفعلون بها. ويقول شبيغلمان، الباحث في مجال الأمراض المعدية عن طريق الهياكل العظمية القديمة والمومياوات، إنه تم وضع الصناديق في المتحف قبل 50 عاما من قبل مختص بعلم الإنسان «الأنثروبولوجيا» كان يعمل مع د. كاتلين كانيون، التي كانت تنقب عن الآثار في منطقة أريحا. وتبين أن العظام المشار إليها هي من أريحا في الأصل. ويعمل الآن على دراسة هذه العظام طاقم من الباحثين الإسرائيليين والألمان والفلسطينيين. وفي العام 1952 أجرت عالمة الآثار البريطانية كانيون أعمال تنقيب عن الآثار في الخرائب القديمة لمدينة أريحا، على أمل العثور على «أسوار أريحا القديمة التي كانت قائمة عندما احتلت من قبل بني إسرائيل بقيادة يهوشوع بن نون»، بحسبها. وعثرت على آثار أسوار ضخمة كانت قد انهارت، تعود إلى ما قبل ألف عام عن الفترة المشار إليها. وخلال عمليات الحفر تم العثور على الكثير من الآثار التي وزعت على مختلف المتاحف في أنحاء العالم، والتي اعتبرت كأساس للفهم الأركيولوجي لفترة التوراة، وبحسب شبيغلمان فإن العظام الموجودة في أستراليا تعود إلى العصر البرونزي القديم، وقد تم العثور على بعضها مدفونة في الأرض، وبعضها الآخر في داخل مبان. وأضاف أن هذه العظام ذات قيمة كبيرة من جهة دراسة الأمراض القديمة، خاصة وأن أريحا هي إحدى أقدم المدن في العالم، إن لم تكن أقدمها. وتشير التقديرات إلى أنه قبل أكثر من عشرة آلاف عام، كانت فيها المدينة قائمة. وكانت أول المدن التي يظهر فيها مرض السل.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©