مريم جمعة عبدالله
مساكين
تقاطروا حزنا على موائد الخيبة
علقت ابتساماتهم في شرك التوجس وشوك الانكسار
وانثالت أرواحهم على مشارف دمعة
مساكين
بكت ستائرهم بردا واكفهر الجدار
تعبا كان مساؤهم
غص بتباريح الراحلين
وتلويح العابرين
وبكاء الأحلام المؤجلة
حرقوا لليل بخور تعبهم
فتَضوّع َعطر الصبر
غنّوا لقمر آفل
أي حزن يتقاطر من كف قمر مبتور!
***
مساكين
بهجتهم مزجاة على قارعة شظف
على جلودهم المتعبة نسجوا نبض حلم
تمادوا في تجرع أيامهم جسرا يباغته الخوف
نهرا يبكي بعيون مطفأة
***
مساكين
تنكرهم الدروب
تقتنصُ نظراتُها لونَ انكساراتهم
فيما رؤاهم معلقة بالسماء
تناستهم الأمكنة
فتناسوا أحلامها
***
مساكين
عبروا الليل
لملموا جراحات الوقت
هاموا في مدارات الشجن
كيف صباحهم؟
ام.. م.. م..
مازالَ يعتمرُ انكفاءَه!!
***
يا حزن المساكين
من أرخى لقناديل الصمت قلق الوقت؟!
من نوّم في جفن السهد يمامات البوح؟!
من أرّخ للحرمان سيرة شوق فضية؟!
يا حزن المساكين
يا لغة فارهة المعنى
تستنبط وجد العمق المتهادي في لجة جرح
يا لحنا غادر تنهيدة
يا صوتا مبحوح الوجدان
علمني كيف يصير الليل دمعة محراب؟!
عدد اليوم
