الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«تأسيسية» الدستور تترنح بعد انسحاب متزامن للكنائس و «الوفد» والهيئة الاستشارية للجمعية

18 نوفمبر 2012
القاهرة (الاتحاد) - تواجه الجمعية التأسيسية لوضع الدستور المصري مصيرا غامضا بعد انسحاب نوعي متزامن أعلنته أمس 3 من مكوناتها الرئيسية. فقد أعلن الأنبا باخوميوس أسقف عام البحيرة قائمقام البطريرك انسحاب الكنائس المصرية رسميا من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور احتجاجا على بعض الممارسات في الجمعية. وتلا الأنبا باخوميوس -في مؤتمر صحفي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون أمس بيان الكنائس المصرية وجاء فيه “تابعت الكنائس باهتمام أعمال الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور المصري، ودرست حصيلة مسودات الدستور خلال فترة عملها، كما حضر ممثلو الكنائس جلسات الجمعية العامة واللجان الفرعية، ورصدت الكنائس باهتمام نتائج أعمال الجمعية على مؤسسات الدولة المختلفة وفئات الشعب المصري بصفة عامة والرأي العام القبطي بصفة خاصة”. وأضاف “استشعرت الكنائس المصرية عدم ارتياح عام للاتجاهات التي سادت كتابة النصوص الدستورية المطروحة واستشارات اللجان الفرعية، فالدستور المزمع صدوره بصورته الحالية لم يحقق التوافق الوطني المنشود ولا يعبر عن هوية مصر التعددية الراسخة عبر الأجيال، وخرج عن التراث الدستوري المصري الذي ناضل من أجله المصريون جميعا مسلمين ومسيحيين وفيه انتقاص من الحقوق والحريات والمواطنة التي اكتسبها المصريون عبر العصور”. وتابع الأنبا باخوميوس قائلا “شارك الأعضاء الممثلون لكنائسنا بروح المحبة والانفتاح والوطنية خلال مشاركتهم في أعمال الجمعية في تفاعل تام مع مختلف الأطياف، إلا أن المحصلة جاءت على غير ما توقعنا من توافق وطني”. وأضاف “حفاظا على الهوية المصرية فالأمر دفعنا إلى الانسحاب من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، آملين أن نصل مع باقي الشعب المصري ومؤسساته وقواه الوطنية إلى إنجاز دستوري يعبر عن طموحات المصريين بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية ومدنية الدولة. من جانب آخر، أعلن أعضاء الهيئة الاستشارية للجمعية التأسيسية لوضع الدستور في مصر انسحابهم من الجمعية وعزمهم على إتمام عملهم خارج نطاق الجمعية وتقديم صيغة مكتملة للدستور الذي يليق بمصر ويحقق أهداف الثورة في الحرية والعدالة الاجتماعية. وكشفت اللجنة الفنية الاستشارية عن أسباب انسحابها في بيان أصدرته أمس وقالت إنها طالبت عدة مرات بإتاحة الفرصة لها لسماع مقترحاتها وتعديلاتها وشرح أسبابها إلا أن الجمعية التأسيسية لم تستجب لهذا المطلب الضروري بتخصيص جلسة كاملة لهذا الغرض وتم إبلاغنا أنه لا يوجد متسع من الوقت لتخصيص جلسة كاملة فقدمت اللجنة اقترحا بالاجتماع مع لجنة الصياغة حتى تؤخذ التعديلات بعين الاعتبار قبل عرض الصياغة شبه النهائية على الجمعية التأسيسية للتصويت إلا أنه لم يقبل بهذا المقترح ومن ثم لم تتم الاستفادة من اللجنة الاستشارية المتخصصة واصبح دورها صوريا لا قيمة له. وأكدت اللجنة أن هذا الموقف لا صلة له بانسحاب أطراف أخرى لاعتبارات تتعلق بالهيئة التأسيسية، مشيرة إلى أن معظم تعديلات اللجنة لا تتعلق بمواد الشريعة بل المواد تتعلق بصميم التوازن بين السلطات وبعدم التخلي عن التقاليد الدستورية والأخذ في الاعتبار طموحات الإنسان المصري. ووقع على البيان الدكتور أحمد كمال أبوالمجد وسعاد الشرقاوي وصلاح فضل وحمدي قنديل وحسن نافعة ومحمد السعيد إدريس وصلاح عز وهبة رؤوف. وفي وقت لاحق أمس أعلن حزب «الوفد» المصري أمس انسحابه من الجمعية التأسيسية للدستور وتفويض رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي باعلان القرار بالتنسيق مع القوى الوطنية خلال اجتماع يستضيفه الحزب اليوم.وانتهت الهيئة العليا للحزب في اجتماعها أمس أن «الوفد» لن يكون شريكا في دستور وصفته بأنه يقوم على الغلبة وينكر التوافق الوطني العام ويشوب بعض مواده العوار الذي يخرج به على اجماع الامة ويفرق بين ابنائها بما لا يحقق آمال ثورة 25 يناير في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة وعادلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©