الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاصفة خضراء تجتاح العاصمة المكسيكية

18 نوفمبر 2012
مكسيكو (أ ف ب) - تعصف ثورة خضراء حالياً بطرقات مكسيكو وأحيائها، فتبدل ملامح العاصمة المكسيكية التي يكثر فيه العمران والمعروفة بتلوثها، بعدما أقدم سكان العاصمة على زراعة الخضر على أسطح مبانيهم، والأشجار حولها، وركوب الدراجات الهوائية وسيارات الأجرة الكهربائية، في تحدٍ لطبيعة المدينة الكبيرة التي تضم 20 مليون نسمة و4 ملايين سيارة. وقال المهندس إلياس قطان (33 عاما) “هكذا ندعم البيئة”، وهو يشير إلى خضر زرعت في أحواض وداخل اطارات مستخدمة وضعت على شرفة مكتبه الواقع على سقف المبنى. وأضاف “هذا هو المستقبل، لا بد من أن نتواصل مجددا مع الأرض”. ويركب إلياس قطان دراجته للذهاب إلى مقر عمله في طرقات معروفة بزحامها الخانق، شأنه في ذلك شأن عدد متزايد من سكان العاصمة المكسيكية. وقبل 20 عاما، صنفت الأمم المتحدة مكسيكو المدينة الأكثر تلوثا في العالم. وحاليا، لا تزال نسبة التلوث مرتفعة في العاصمة المكسيكية، لكن المدينة لم تعد مسجلة في قائمة المدن العشر الأكثر تلوثا، بفضل قيود فرضتها بلدية المدينة اليسارية الانتماء، و”خطة خضراء” بدأت تنفيذها منذ عام 2007 لإزالة التلوث من المدينة، كما أخذ السكان على عاتقهم مسؤولية تغيير عاداتهم. وغرست بلدية مكسيكو 500 ألف شجرة في المدينة، ووسعت برنامج القروض الخاصة بالدراجات الهوائية، وفتحت خطا جديدا لقطار الانفاق وأطلقت حافلات تعمل بالغاز الطبيعي. وانتشرت في وسط المدينة سيارات الأجرة الكهربائية التي لا تصدر انبعاثات ملوثة، ويتم شحنها في محطات تستمد 25% من طاقتها من الألواح الشمسية. وعندما تكون هذه السيارات مشحونة بالكامل، في وسعها السير لمدة 6 ساعات بدون توقف. كما قام مشروع خاص معروف بـ”فيرد إم إكس” بإرساء “حدائق عمودية” لإزالة التلوث من المدينة وتنقية الهواء. ومن أبرز تصاميمه قوس أخضر على جادة تشابولتبك المكتظة. ويتطلب زرع الخضر والفواكه والأشجار في هذه المدينة حسا ابتكاريا وصفوفا خاصة. وأصبحت السلطات البلدية والمجموعات الخاصة تقدم المشورة للسكان الراغبين في زرع الخضر والفاكهة في مبانيهم. وحصل إلياس قطان على مساعدة من جابرييلا فارجاس، وهي مصورة سابقة (43 عاما)، قامت قبل 12 عاما بزرع الخضراوات على شرفتها لتحضر طعاما صحيا لابنتها. وقالت جابرييلا فارجاس، رئيسة مشروع “كولتيفا سيوداد”، عندما قمت بهذا قبل 12 عاما، وصفت بالمجنونة التي تزرع الخس على شرفتها، لكن هذه العادة أصبحت شائعة اليوم”. أما مشروعها الجديد فزرع بستان بأشجار تفاح ودراق وجوافة. وستعيرها البلدية أرضا مساحتها 1650 مترا مربعا لهذا الغرض، بعد هدم مبنى عالٍ كان مقاما عليها. وبينما تزداد المدينة اخضرارا ومراعاة للبيئة، لا تزال سحب الغبار والدخان تلف قمم الجبال المحيطة بها، ولا تزال نسبة الملوثات تتخطى المستوى الموصى به. لكن التفاؤل يسود العاصمة المكسيكية، حيث يتوقع حل مشكلة التلوت في غضون السنوات العشر المقبلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©