الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتاب وطن الإنسان أينما كان

25 مارس 2009 02:40
يثبت معرض أبوظبي الدولي للكتاب، دورة إثر دورة، أن الكتب التي صنعت الجزء الأكبر من تاريخ الحضارة، وخلدت أجمل وجوه التاريخ وبنت ثقافاتنا ونمت مداركنا وفتحت آفاق وعينا وأعيننا على ذواتنا والعالم في آن معاً، لن تزول من حياة قرائها وأتباعها، وستبقى حاضرة مهما حاصرتها التقنيات المعاصرة، ولن تسقط في هاوية الذاكرة، بل ستظل نبراساً لنا وللأجيال من بعدنا. آلاف الأشخاص من الجنسين ومختلف الجنسيات والفئات العمرية، التقطتهم عين الكاميرا في ردهات وأقسام المعرض في دورته الـ19 الأضخم في تاريخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي نظمته مؤخراً شركة «كتاب» عبر المشروع المشترك ما بين «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» ومعرض «فرانكفورت» للكتاب، والجميع غارق في البحث بين الكتب عن ضالتهم، أحدهم تهلل وجهه لمجرد عثوره على كتابه المنشود، وآخر ابتسم لحصوله على وعد من ناشر بتأمين نسخة من رواية لكاتبه المفضل، وأحد الصغار ابتهج بألوان الكتب الزاهية المخصصة لسنه. وأخرى شدت ثوب والدها طالبة منه اقتناء هذا الكتاب أو ذاك غير مكتفية بمجموعة القصص التي حصلت عليها، خاصة أن «ركن الأطفال» قدم لزواره الصغار قدراً كبيراً من الفائدة والمتعة إذ منحهم فرصة لعيش تجربة تعليمية غنية ومثيرة داخل عالم الكتب. وتسابقت وسائل الإعلام من كل أنحاء العالم مع الجمهور إلى حضور فعاليات برنامج المعرض الأدبي والثقافي الغني الذي شارك فيه العديد من رموز الثقافة في المنطقة والعالم. وتمثلت إحدى فعاليات البرنامج بمعرض للكتب القديمة والنادرة «الحاضر يعانق الماضي» الذي انطلق للمرة الأولى وعرض أبرز الكتب والمخطوطات الأثرية ذات القيمة التاريخية والأدبية الكبيرة، إذ عرضت تلك الكنوز النفيسة من قبل شخصيات اشتهرت عالمياً بحفظ وتجميع هذه الكتب، مما أتاح فرصة شراء تلك الإبداعات النادرة لجميع هواة تجميع واقتناء الكتب الأثرية والنادرة. إنه عرس الكتاب الذي لا يحتاج حضوره إلى بطاقات دعوة ليحجز الحضور الكراسي والأماكن فيه، فقد شرّع أحضانه لاستقبالهم مرحباً بهم داعياً لهم إلى مباهجه وفوائده، فتزودوا بما شاءوا منه بأسعار مدروسة تلبي كافة القدرات الشرائية. فضلاً عن قيام بعض الجهات الرسمية ودور النشر الخاصة بتوزيع دوريات وكتيبات وكتب وأشرطة مدمجة على الحضور مجاناً. فأبحر زوّار المعرض في خضم ملايين الكتب والعناوين المتنوعة الاهتمام ما بين الفكر والسياسة والتاريخ والآداب والعلوم والفلك وغيرها، وفازوا بالمعرفة وتثقيف الذات. وبذلك، منحت دورة معرض الكتاب لهذا العام جمهورها القراء «الإمتاع والمؤانسة» على حد قول أبي حيان التوحيدي. فيما يقول ألبرتو مانغويل في كتابه «تاريخ القراءة» أحد أجمل المدائح الصادقة التي كتبت في القراءة: إن عادة قراءة الكتب رائعة تشبه التنفس، وغذاء لا يزول بالتقادم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©