الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل تغتال وزير مقاومة الجدار والاستيطان

إسرائيل تغتال وزير مقاومة الجدار والاستيطان
11 ديسمبر 2014 13:39
عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي، وكالات (رام الله، غزة) استشهد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية الوزير بلا حقيبة، زياد أبو عين أمس، بعد تعرضه للضرب بأعقاب بنادق جنود الاحتلال الإسرائيلي، واستنشاقه دخان قنابل الغاز المسيل للدموع، خلال تظاهرة في قرية ترمسعيا شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة. ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاعتداء، ووصفه بـ«العمل البربري»، معلناً الحداد لثلاثة أيام ومؤكداً «أن كل الخيارات مفتوحة للرد»، وسط دعوات فصائل فلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقالت مصادر فلسطينية، إن أبوعين تعرض للضرب على صدره بأعقاب بنادق جنود الاحتلال وبخوذة عسكرية على الرأس، ثم استنشاق الغاز المسيل للدموع خلال مشاركته، ونحو 100 ناشط فلسطيني وأجنبي في تظاهرة احتجاج شملت زراعة أشجار زيتون على الحدود مع البؤرة الاستيطانية «عيد عاد» الملاصقة لقرية ترمسعيا، حيث دخل في حالة غيبوبة قبل أن يعلن عن وفاته لاحقاً. وقال كمال سكافنة الذي كان في الموقع «كان هناك جدل بين أبو عين واحد الضباط الإسرائيليين وبعد لحظات أطلقت كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع باتجاهنا، ثم تقدم جندي، واعتدى على ابو عين بكعب البندقية على صدره». وأوضح مصور لـ«فرانس برس»، «إن الجيش الإسرائيلي اعترض التظاهرة التي تواجد فيها أبو عين، ما أدى إلى تدافع بالأيدي، ثم اعتدى الجنود بالضرب على أبوعين الذي وقع على الأرض، وحاولت مسعفة إسرائيلية تقديم الإسعاف الأولي له. بينما تحدث مصدر في «رويترز» عن أن أبو عين تعرض للضرب في العنق أثناء مشادة مع جنديين، وبعدها قامت سيارة إسعاف فلسطينية بنقله إلى مجمع رام الله الطبي، حيث ادخل غرفة العناية المكثفة، وهو في حالة الخطر الشديد، وبعد دقائق استشهد. وقال مدير مجمع رام الله الطبي احمد البيتاوي، «إنه وفقا لنتيجة الفحص السريري، فإن أبوعين تعرض بسبب الضرب لإصابة بعضلات التنفس دفعت إلى الارتخاء، الأمر الذي أدى إلى إصابته بحالة من الاختناق أدت إلى استشهاده«، مشيرا إلى أن «90% من التقديرات الأولية تشير إلى أن سبب الوفاة هو الغاز المسيل للدموع». وندد عباس باستمرار الحكومة الإسرائيلية بالاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني، وقال في بيان «الاعتداء الوحشي الذي أدى إلى استشهاد أبوعين المناضل رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عمل بربري لا يمكن السكوت عليه أو القبول به، وسنتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية بعد معرفة نتائج التحقيق في مقتله»، وأضاف «لقد ارتكبت إسرائيل جريمة قتل، وأقول بكل صراحة، إن ردنا سيكون خلال النقاش في اجتماع القيادة الفلسطينية، وان كل الخيارات مفتوحة للنقاش والتطبيق». وتهكم على النتائج المحتملة لأي تحقيق إسرائيلي بالحادث قائلاً، «سأعطيكم نتيجة التحقيق عبر عدد من السيناريوهات، إما أن احد الجنود مصاب بمرض نفسي، وليس مسؤولا عن أعماله، أو أن أحد الجنود فقد صبره، وربما قد يقولون، إنه مات بسكتة قلبية». وأضاف مشيرا إلى صورة لوكالة فرانس برس أمام عدسات المصورين لجندي إسرائيلي، وهو يمسك برقبة أبو عين قائلا «هذه الصورة تكفي»، مؤكداً التصميم على استمرار المقاومة الشعبية وعلى محاربة إسرائيل وعلى استمرار الكفاح حتى ينتهي الاحتلال الإسرائيلي في اقرب وقت ممكن. وقالت الحكومة الفلسطينية، «إن اغتيال أبوعين أمر خطير للغاية لا يمكن السكوت عنه، وعمل يدل على توجه إسرائيل نحو التصعيد بحق المدنيين العزل، واستغلال ذلك لخدمة الأجندة السياسية لبعض الأحزاب المتطرفة في الانتخابات، مطالبة مؤسسات المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق أبناء الشعب الفلسطيني. وطلب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني عبدالله النسور إرسال أطباء أردنيين إلى رام الله لمشاركة الطواقم الطبية الفلسطينية في إجراء تشريح لجثمان أبو عين، تمهيدا لعرض نتائج التشريح على الجهات الدولية المختصة. فيما دان وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني جريمة قتل أبو عين، معتبرا أنها دلالة واضحة على انتهاكات جيش الاحتلال لحقوق الإنسان، وداعيا المجتمع الدولي إلى التدخل الفاعل لوقف التغول الإسرائيلي، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ومحذرا من آثار استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، وما يجره ذلك من انعكاسات سلبية. ودعت فصائل فلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد حادثة مقتل الوزير أبو عين. وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، «إنه يراجع الظروف التي أدت إلى موت أبوعين، ومستعد لإجراء تحقيق مشترك مع الفلسطينيين»، وأضاف «أن القوات الإسرائيلية واجهت نحو 200 متظاهر، وقامت بمنع تقدمهم، وأنه في مرحلة ما ضرب رجل عربي جندياً إسرائيلياً بعلم!». بينما أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون عن أسفه لوفاة الوزير الفلسطيني، وقال إنه يجري التحقيق في الحادث. وقالت مصادر أمنية، إن فلسطينيين أغلقوا المتاجر في رام الله، احتجاجا على مقتل الوزير ورشق شبان بالحجارة جنودا للاحتلال يحرسون مستوطنة خارج المدينة. وأصيب فتى فلسطيني برصاصة في الرأس مساء خلال مواجهات وقعت عند مدخل مخيم الجلزون للاجئين القريب من رام الله، وقالت المصادر، إن الفتى ويدعى رؤوف حسين صنوبر (14 عاما) ادخل إلى غرفة العمليات، وهو في حالة خطر شديد لمحاولة استخراج الرصاصة من رأسه. كما اندلعت مواجهات مع الاحتلال قرب مخيم عايدة في بيت لحم، واعتقلت قوات الاحتلال 31 فلسطينياً من الخليل وبيت لحم ورام الله والقدس الشرقية المحتلة. إدانة عربية ومطالبة أممية أوروبية بتحقيق فوري عواصم (وكالات) دانت الجامعة العربية جريمة الاغتيال البشعة لرئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية الوزير بلا حقيبة زياد أبوعين، بينما طالبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتحقيق فوري. وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، «إن الاغتيال الغادر لأبوعين دليل جديد على إرهاب الدولة الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل دون أدنى مساءلة دولية»، وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة للنتائج الخطيرة المترتبة على هذه الجريمة البشعة»،. ودانت مصر مقتل أبوعين، وطالبت الجانب الإسرائيلي بضبط النفس والتوقف الفوري عن الاستخدام المفرط للقوة، ووقف تلك الممارسات غير الشرعية وبصفة خاصة النشاط الاستيطاني، باعتبار أنها لا تؤدي سوى لتعميق حالة الكراهية القائمة، والدخول في حلقة مفرغة من العنف، وتدفع المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وتدمر جهود السلام. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إسرائيل إلى التحقيق العاجل في وفاة أبوعين، معربا عن الحزن الشديد لوفاته بطريقة وحشية، بعد أن ضربه عناصر قوات الأمن في صدره. كما طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق فوري ومستقل في ظروف موت أبوعين، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فديريكا موغيريني في بيان، «إن المعلومات عن استخدام مفرط للقوة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية تدعو للقلق الشديد، وأدعو إلى تحقيق فوري ومستقل في موت الوزير أبو عين»»، داعية كل الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وإلى الامتناع عن كل الأعمال التي من شأنها تأجيج التوتر. زياد أبو عين: هذا إرهاب الاحتلال رام الله (الاتحاد، وكالات) «هذا إرهاب الاحتلال.. هذا جيش إرهابي يمارس الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني.. جئنا إلى أرضنا الفلسطينية لنزرع الشجر وهم يقومون بالاعتداء علينا من أول لحظة.. لا أحد ضرب حجراً ولا أحد قام بالاعتداء.. هذا إرهاب.. جيش الاحتلال يمارس القمع والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني». تلك كانت الكلمات الأخيرة التي رددها للصحافيين الوزير زياد أبو عين رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية قبل لحظات من وفاته. وزياد أبو عين من مواليد عام 1959، وتنحدر عائلته من قرية دير طريف التي نزح أهلها عنها عام 1948 واصبحوا لاجئين في مناطق مختلفة. وكان اعتقل في السابق وسجن في إسرائيل بعدما قامت الولايات المتحدة في 1981 بتسليمه بتهمة قتل إسرائيليين اثنين في طبرية في 1979. وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لكنه اطلق عام 1985 في إطار اتفاق لتبادل الأسرى. وبالإضافة إلى توليه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان برتبة وزير، كان عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح وشغل منصب نائب وزير شؤون الأسرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©